عسكري متقاعد يعرض كليته للبيع مقابل شقة
المساء = عماد شقيري العدد :2481 - 18/09/2014
أقدم عسكري متقاعد بمدينة المحمدية على عرض كليته للبيع من أجل توفير سكن لأسرته، بعد أن قهرته تكلفة العيش. العسكري المتقاعد، محمد النحالي، البالغ من العمر 62 عاما، والذي أمضى 28 سنة في الخدمة العسكرية، 22 سنة منها في جبهة القتال في الصحراء، وجد نفسه مضطرا للعمل حارسا ليليا بأحد المجمعات السكنية لإعالة أبنائه الثلاثة.
النحالي الذي يتقاضى راتبا تقاعديا حدد في 1625 درهما كشف لـ«لمساء» أنه مستعد لبيع كليته مقابل شقة تخلصه من ثقل واجبات الكراء. وأضاف أنه يدفع 1100 درهم شهريا كواجب كراء، ونحو 350 درهما مقابل فواتير الماء والكهرباء، مما يعني أنه يصرف كامل تقاعده، تقريبا، في السكن. وأوضح أنه اضطر للاشتغال في التهريب في فترة معينة، قبل أن يعمل حارسا في ورش للبناء، وبعد ذلك حارسا للسيارات، قبل أن ينتهي حارسا ليليا، في سبيل تغطية تكاليف دراسة اثنين من أبنائه، فيما الابنة الثالثة بنت مطلقة وأم لطفلة تبلغ من العمر 7 سنوات.
وقال النحالي، الذي يحمل بطاقة «محارب سابقا» تحت رقم «2115740»، إنه واحد من عشرات الحالات بالمحمدية وحدها، التي تعاني ظروفا معيشية جد صعبة، بعد 22 سنة من الخدمة العسكرية في جبهة القتال. وأضاف بحسرة أنه ورفاقه شيدوا الجدار العازل بمنطقة تيفاريتي بسواعدهم، وحملوا قضية الصحراء على فوهات بنادقهم، في الوقت الذي لم يشم الكثيرون ممن استفادوا من مأذونيات النقل وبقع أرضية رائحة البارود حتى، على حد تعبيره، مستطردا بألم بأنه يحس بالندم في مرات كثيرة على السنوات التي قضاها من عمره في مواجهة الموت، وعندما خارت قواه واحتاج إلى الوطن كي يعيد إليه الاعتبار وجد نفسه أجيرا منسيا. مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين، الجهة التي ترعى قدماء المحاربين، لم تستجب للعديد من المراسلات والاستعطافات التي وجهها عنصر «مجموعة المخزن المتنقل» سابقا، وعندما فكر في مراسلة الأميرة لالة مريم، رئيسة المؤسسة، تم استدعاؤه من طرف الدرك الملكي بسبب عبارة ختم بها الرسالة «أنا مواطن بدون وطن»، ولم تصل الرسالة في نهاية المطاف إلى الجهة المقصودة، ليبقى الوضع على ما هو عليه، فما كان منه إلا أن يعرض كليته للبيع مقابل سكن لأبنائه.
ساحة النقاش