http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

 

 

 

تاكلو جنابكم

 

على الرغم من أن السفر قطعة من الجحيم، خصوصا في هذه البلاد السعيدة، فإن كل واحد خلال عطلة الصيف يغامر ويختار وجهة سفره المفضلة.
كثيرون من معارفي اختاروا قضاء أسبوع من العطلة في البرتغال أو إسبانيا. يقولون إن العطلة «تطلع» عليهم أرخص، والخدمات جيدة و«النقا» متوفر في كل شيء، بما في ذلك «النقا» الذي يوجد في الدماغ.
أحد أصدقائي ذهب هو وأسرته إلى فندق بنواحي مراكش بعدما حجز غرفة فيه وجاء لكي يقضي هناك بضعة أيام. وبمجرد ما وضع رجله داخل الفندق لاحظ وجود خط طويل من القطران يحيط بكل جنبات الفندق، وعندما سأل أحد المستخدمين قال له بأنهم يفعلون ذلك لطرد «الحناش» والعقارب.
أعاد صاحبنا بسرعة حقائب سفره إلى سيارته وفر بجلده. «بنادم جاي يدوز الكونجي ولا جاي يحضي مع اللفاعي والحناش»؟
أما السادة الوزراء فلديهم برامج عطل تختلف كليا عن برامج المواطنين العاديين.
وزيرة البيئة حكيمة الحيطي قالت إنها تريد قضاء عطلتها السنوية في البيت. من حقها ذلك. فالمسكينة ظلت طوال السنة خارجه وآن لها أن تعود إلى بيتها.
أما الوزير المنتدب المكلف بالنقل، نجيب بوليف، فقد اشتكى من قلة ذات اليد وقال إنه لا يتوفر على الوسائل لقضاء العطلة خارج المغرب. «الله أودي»، راتب قدره سبعة ملايين في الشهر زائد التعويضات والامتيازات وفوق ذلك تقول إنك لا تتوفر على الوسائل لقضاء العطلة خارج المغرب؟
«حاجة من جوج»، يا إما سعادة الوزير بخيل، والعياذ بالله من البخل، وإما «يدو مثقوبة»، والله لا يحب المبذرين لأن المبذرين كانوا إخوان الشياطين.
وإذا كان من يتقاضى سبعة ملايين في الشهر يشكو من الحاجة فماذا ترك ليقوله الذين يتقاضون خمسة وستة وسبعة آلاف درهم في الشهر؟
لكن الفضيحة الكبرى هي «تاعت وزير السياحة ديالنا»، فالوزير الذي يعول عليه القطاع لكي يشجع المغاربة على قضاء عطلتهم داخل المغرب قال «بوجهو حمر» إنه يخطط لقضاء ما تبقى من عطلته في إسبانيا. هل سمعتم وزير سياحة واحد في العالم يقدم دعاية مجانية لسياحة منافسيه على حساب سياحة بلاده؟
نعم هناك واحد، السيد لحسن الحداد غفر الله له.
ويبدو أنه ليس الوزير الوحيد الذي يقوم بتشجيع المغاربة على قضاء عطلهم خارج المغرب، فالسيد نبيل بنبعد الله، وزير السكنى والتعمير، قال جوابا على سؤال حول المكان الذي سيقضي فيه عطلته السنوية إن «العطلة داخل المغرب ليست عطلة».
«وشنو هيا بالسلامة»؟
ويبدو أن الوزير الشيوعي بالتيمم منزعج من كثرة طلبات المواطنين السلام عليه والتقاط صور تذكارية مع سعادته. ولو أنه آخر مرة ظهر فيها وسط حشد جماهري تلقى حجرا طائشا في الرأس. ويمكن أن نحسب هذه الضربة على الحب الزائد، فمن الحب ما قتل.
أما محمد يتيم، نائب رئيس مجلس النواب والكاتب العام لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، فقد كتب على جدار صفحته بالفيسبوك متسائلا متحدثا عن المسافرين:
«ماذا لو جربوا السفر داخل الذات سواء سافروا أو بقوا في مقر سكناهم». 
وأضاف يتيم متفلسفا «على فكرة يحدث لكثير منا ألا يتمتعوا بما يكفي بمقر سكناهم وينتقلون داخله مستعملين مختلف مرافقه وغرفه وصالونه وسطحه وشرفته. ماذا لو جربوا من حين لآخر هذا النوع من السفر ووفروا ثمن الكراء والبنزين والنفقات المكلفة خارج البيت».
المستشار البرلماني المحترم والزعيم النقابي يشاهد إخوانه في الحزب الذين يتحملون مسؤوليات وزارية وهم لا يكادون ينزلون من طائرة إلا لكي يركبوا أخرى متنقلين بين بلدان العالم على حساب دافعي الضرائب، بينما يطلب من المغاربة أن يكتفوا من السفر بالتنقل بين أرجاء بيوتهم والسفر داخل ذواتهم.
يعني بالعربية تاعرابت «دخلو سوق روسكم».
وهكذا «ملي يطلع ليك الزعاف وتبغي تبدل المنزلة وتسافر سير ضرب ليك دورة فالكوزينة، وملي تطلع ليك الكوزينة فراسك، خصوصا إلى لقيتي الثلاجة كاتصفر، دخل ليك للطواليط شوية، وملي تعيا من البروك طلع للسطح تشمش طرافك، وعنداك تفكر تلوح راسك منو بالفقصة».
والغريب في الأمر أن الشخص الذي ينصح المغاربة بالاستعاضة عن السفر للسياحة بالسفر داخل أنفسهم وداخل بيوتهم، يعتبر واحدا من بين ثلاثة نواب لرئيس البرلمان الذين حطموا الرقم القياسي في الأسفار خارج المغرب على حساب أموال دافعي الضرائب.
ولذلك فمقترح يتيم، يثير الاستغراب، خاصة أن هذا الأخير يقضي السنة كلها متنقلا بين العواصم العالمية على متن الطائرات، ولا يرتاح داخل بيته إلا أثناء العطلة البرلمانية.
فالنائب يتيم المحترم وبصفته نائبا أولا للرئيس يستفيد من امتيازات التكليف بالمهام خارج أرض الوطن، بالإضافة إلى عضويته بالجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، ما يجعله دائم التنقل بين فرنسا وبلجيكا والمغرب.
وطبعا فيتيم إذا سافر خارج المغرب «جا معاه السفر»، فهو يستفيد من تعويض يومي قدره 2500 درهم كمصروف للجيب، بالإضافة إلى تكفل مجلس النواب بأداء تذكرة الطائرة ذهابا وإيابا وتغطية مصاريف الفندق والتغذية.
أما أنتم، يا معشر المواطنين الصالحين، فما عليكم سوى أن تبدوا سعادتكم وأنتم تصرفون من ضرائبكم كل هذه الأموال التي يستفيد منها يتيم وإخوانه للسفر والتنقل بين العواصم العالمية، وإذا شعرتكم بالضيق واحتجتم لتغيير الجو والترفيه عن أنفسكم فما عليكم سوى أن تغمضوا أعينكم وتسافروا وتسرحوا في أنفسكم، وإذا ضاقت عليكم أنفسكم فما عليكم سوى السفر بين غرف بيوتكم، فهي لن تكلفكم شيئا بالمقارنة مع غرف الفنادق.
يا له من مخطط مدهش هذا الذي يقترحه نائب رئيس البرلمان المحترم على المغاربة، عندما يرغبون بالسفر «يدخلو سوق روسهم»، وعندما يشتاقون إلى تغيير العتبة يتنقلون بين غرف بيوتهم، وعندما يداهمهم الجوع ماذا يصنعون يا سعادة النائب المحترم؟
«ياكلو جنابهم»؟

 

المصدر: فلاش بريس = رشيد نيني
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 12 مشاهدة
نشرت فى 21 أغسطس 2014 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,315