“راي اليوم”
تراجعت أخبار سورية وتطورات الأوضاع فيها على جبهات القتال خاصة في ظل الاهتمام الإقليمي والدولي المتزايد بالخطر المتصاعد للدولة الإسلامية والمتمثل في اتساع الرقعة الجغرافية التي تسيطر عليها في شمال العراق وتهديدها المباشر لإقليم كردستان العراق الذي يحظى برعاية الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية وحمايتها. القوات السورية، وبعد سلسلة من التراجعات في محافظتي الرقة ودير الزور أمام تقدم قوات هذه الدولة الإسلامية، نجحت في تحقيق انتصار استراتيجي كبير تمثل في استعادة السيطرة على بلدة المليحة جنوب شرقي دمشق التي تشكل مدخل الغوطة الشرقية بعد أشهر من المعارك مع مقاتلي الجيش السوري الحر وفصائل مسلحة معارضة أخرى.السلطات السورية في دمشق احتفلت بهذا الانتصار الكبير،وجالت عدسات التلفزيون الرسمي التابع لها في شوارع المدينة التي بدت عليها علامات الدمار التي تعكس آثار معارك شرسة استمرت لعدة أشهر، وهذا أمر طبيعي، فهذه السلطات بحاجة إلى مثل هذا الانتصار العسكري في إطار اشتداد الحرب النفسية مع خصومها، دولا، وفصائل، ومنظمات، وجبهات معارضة. أهمية هذا الانجاز العسكري بالنسبة إلى القيادة السورية، وفي مثل هذا التوقيت بالذات، يمكن حصرها في عدة نقاط أساسية:
*أولا: استعادة بلدة المليحة التي تبعد عشرة كيلومترات عن العاصمة دمشق يعني توفير الحماية لها، أي للعاصمة، من قذائف مدفعية الهون التي هزت الأمن فيها في الأشهر الأخيرة، وخلقت حالة من الرعب في أوساط المواطنين لما سببته من خسائر بشرية ومادية.
*ثانيا: حرمان قوات المعارضة من قاعدة عسكرية متقدمة في الغوطة الشرقية، تزامن مع خسارتها مدينة كسب في منطقة اللاذقية احد ابرز محاور الجبهة الشمالية، الأمر الذي سيكون له اثر نفسي ومعنوي سيئ على المديين القصير والمتوسط.
*ثالثا: تعاظم أهمية وفاعلية مشاركة قوات تابعة لحزب الله اللبناني في حسم المفاصل الرئيسية الإستراتيجية في حرب النظام ضد المعارضة وقواتها، فالتعاون بين قوات الجيش العربي السوري ووحدات تابعة لحزب الله أدى إلى حسم معركة القصير، وإعادة السيطرة على إقليم القلمون المدخل إلى لبنان، وها هو ينجح في حسم احد ابرز معالم الحرب في الغوطة الشرقية، التي اتهمت المعارضة قوات النظام استخدام أسلحة كيماوية في محاولة للسيطرة عليها قبل عام دون جدوى. استعادة بلدة المليحة من الجيش الحر والقوى الإسلامية الأخرى المتحالفة معه، وتقاتل تحت مظلته، يعكس نكسة لهذا التحالف ومؤشر على تراجع قوته، وربما يعود ذلك إلى تغيير أولويات الدول الداعمة له، ويأسها من نجاح محاولاتها لإسقاط النظام بعد ثلاثة سنوات من المحاولات جرى استخدام كل الوسائل العسكرية والضغوط السياسية دون نجاح يذكر. الجيش السوري وحلفاؤه لن يختفوا من الخريطة بسرعة، ولكن سيظل وجودهم اقل أهمية بالمقارنة مع الدولة الإسلامية وقواتها التي باتت تحتل المرتبة الأهم في مواجهة النظام في دمشق، وتسيطر على ربع الأراضي السورية حسب معظم التقديرات. القيادة السورية كانت بحاجة إلى انتصار عسكري في الغوطة الشرقية، يحرم المعارضة من تعكير أجواء الأمن والاستقرار في العاصمة دمشق، وها هي تحققه ولذلك ليس غريبا أن تحتفل به سياسيا وإعلاميا،خاصة بعد الانتخابات الرئاسية،وحسم الأمور لصالح حلفائها في منطقة عرسال اللبنانية الإستراتيجية.
Comments
رامي حامد
Aug 15, 2014 @ 12:58:55
غريب هذا التعليق على هذا الحدث — انه يدل على جهل جغرافي كبير من قبل الكاتب —وهل لغوطة دمشق مدخل ؟؟ هل هي دار أو عزبة ؟؟؟إنها إقليم –إقليم واسع رهيب وهي تشكل مع الغوطه الغربية سوارا كبيرا يحيط بمدينة دمشق من جميع الجهات ومن قال بان النيران التي تطلق على مواقع الشبيحة كانت تأتي من المليحة ؟؟؟ المليحة مكان طيب وعزيز من أراضي الغوطه الحبيبة لكن لا أهمية استراتيجيه لها — وان خطرها وأهميتها العسكرية تأتي من كون النظام وضع فيها إدارة الدفاع الجوي وما يتبعها من وحدات وقطاعات عسكرية — وهو للأسف الجيش الوحيد الذي اعتاد أن يضع ويمركز قواته وقياداته بين أماكن السكن والمزارع من اجل التضييق على الناس في معاشهم ولكي يمارس ضباطه وأفراده ( السلطة ) على المواطنين كما كان يحصل في لبنان أيضا — إن ما حصل في المليحة أخيرا هو معركة من المعارك ومناورة من الثوار لا أكثر ولا اقل.
عبد الاله
Aug 15, 2014 @ 13:14:49
سيبقى أمام العالم في نهاية العام خيار بين بشار وداعش.. فسيختار العالم تأهيل بشار .. والذكي هو الذي يغتنم الفرصة الآن ويبحث عن تسوية سياسية مع النظام .. قبل أن تتخلى الدول الداعمة عن دفع فواتير الفنادق.
نضال فرحان
Aug 15, 2014 @ 13:16:28
اسمح لي بأن أقول لك بأن ما تروجه أنت عن انتصار كبير وساحق ومهم هو محض خيال،130 يوما من استخدام الأسلحة الثقيلة وصواريخ ارض ارض والمجاهدون يتصدون بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وليس لهم دعم كما تزعم وثاني اشي المليحة بلدة صغيرة بالنسبة للغوطة الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل الإسلامية، الحرب كر وفر.
AMEEN
Aug 15, 2014 @ 13:22:16
المؤسف في هذه الافتتاحية أنكم لازلتم تصرون أن هناك جيش حر ومعارضة كانت تحتل المليحة واستطاع الجيش السوري استعادتها في حين أن كل الوكالات الإخبارية والأجنبية منها قبل العربية تنقل بالحرف بأن من كان في المليحة هم إرهابيون متشددون يتبعون المسمى زهران علوش وجبهة النصرة ومن انقلبوا على جبهة النصرة وبايعوا ما يسمى داعش.
مسلم أمازيغي
Aug 15, 2014 @ 13:25:26
يستحقون الانتصار. النصر مع الحق مهما طال الزمن أو قصر٠
عبدالعزيز سلمان
Aug 15, 2014 @ 13:42:27
سوريا العروبة ماذا فعل بك الأعراب نكرة جميل حضارتك ومساهمتك في تطوير أقطارهم، اللهم انصر سوريا على أعداء الشعب السوري والعروبة أدوات التخلف والوحشية واحقن دماء السوريين وأمنح قادتهم الحكمة ومخافة الله في شعبهم الجريح وارفع عنهم الظلم والظلمة
عروبي
Aug 15, 2014 @ 14:08:42
إن شاء الله من نصر إلى نصر حتى تطهير سوريا من الإرهابيين…قلوبنا معكم يا أبطال الجيش العربي السوري ويا فرسان حزب الله
مصطفی صالح
Aug 15, 2014 @ 14:43:32
مبروک لسوریا ولشباب الجیش الوطني السوري الأبطال و إلی تطهیر سوریا الحبیبة بالکامل..الله محییکم
اسكندر
Aug 15, 2014 @ 15:09:56
إن شاء لله الخطوة القادمة هي حصار حلب.. وفك أسرها من اللصوص الذين سرقوا مصانعها ومتاجرها وقتلوا أهلها ونكلوا بهم دون رحمة
hisham
Aug 15, 2014 @ 15:29:01
احترموا عقول القراء: عن أي جيش حر تتحدثون؟ إذا كانت المعارضة الخارجية لم تعد تذكره وأعلنت بذلك وفاته ورحيل سمعته إلى متاحف التاريخ الهزلي لهذه الأمة السائرة نحو حتفها! انتم تذكرونه في كل خبر لأن الحكم في سورية لا يعجبكم فتستخدمون عبارة النظام السوري أو نظام الأسد أو النظام العلوي لتذروا الرماد في العيون. ما يجري هو حرب إرهابية تكفيرية ضد الجمهورية العربية السورية وشعبها الذي أصبح يكفر بالعروبة.
فلسطيني
Aug 15, 2014 @ 15:34:04
الحديث عن الجيش السوري الحر صار كما الحديث عن الجيوش العربية المتجهة لتحرير فلسطين. أعتقد أن الأستاذ عبد الباري ما زال يسمي الأشياء بالمسميات الحركية فالجيش السوري الحر لم يكن أصلا موجودا إلا على أوراق نشرات أخبار القنوات العربية والمؤتمرات الصحافية في اسطنبول. الذين هزموا في المليحة هم أدوات المؤامرة على سوريا الذين يسمون جيش سوري حر وجماعات إسلامية داخل الأراضي السورية بينما يسمون إرهابيين في الداخل العراقي أو اللبناني. أستاذ عبد الباري يا ليت أن تبتعد قليلا عن اللعب على الألفاظ ومحاولة التقليل من عمل الجيش العربي السوري عبر زج اسم حزب الله في المعادلة على الرغم من أنه لا يضير فكل العالم وقف إلى جانب المتشددين الذين صاروا بعبع على من صنعهم. هذا البعبع عرف وتأكد تماما أنه فقد إمكانية بقائه في الجغرافيا السورية فاتجه صوب حدود الدول التي صنعته.
ساحة النقاش