غزة/ الأناضول -
بدأ مع بداية اليوم الاثنين بالتوقيت المحلي (21:01 ت.غ) سريان هدنة اقترحتها مصر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لمدة 72 ساعة، على أمل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار عبر مفاوضات غير مباشرة في القاهرة. وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان مساء الأحد، إن هذه الهدنة الجديدة تهدف إلى“تهيئة الأجواء لتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية اللازمة،وإصلاح البنية التحتية، واستغلال تلك الهدنة في استئناف الجانبين للمفاوضات غير المباشرة بصورة فورية ومتواصلة، والعمل خلالها على التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار شامل ودائم”.وكان الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي قد أعلنا، مساء الأحد، موافقتهما على مقترح مصر.وقال عضو الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة، قيس عبد الكريم، إن “الجانب الفلسطيني أبلغ الجانب المصري بالموافقة على مقترح الهدنة مع إسرائيل”.ومضى عبد الكريم قائلا، في تصريحات لوكالة الأناضول، إن “الجانب المصري أبلغنا أن إسرائيل وافقت هي الأخرى علي مقترح الهدنة، وأن الوفد الإسرائيلي سيحضر إلى القاهرة (الاثنين) لاستئناف المفاوضات” غير المباشرة مع الجانب الفلسطيني حول وقف دائم لإطلاق النار.على الجانب الآخر، نقلت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن مصدر إسرائيلي مسؤول قوله إن “إسرائيل أبلغت مصر بموافقتها على وقف إطلاق النار”.
وتضاربت تصريحات فلسطينية وإسرائيلية، مساء الأحد، بشأن مكان وجود الوفد الإسرائيلي المكلف بالتفاوض.فقد أعلن رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض بالقاهرة،عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)،عزام الأحمد،في تصريحات صحفية، أن الجانب المصري أبلغهم بأن الوفد الإسرائيلي وصل إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات.لكن المتحدثة باسم الخارجية الإسرائيلية، أميرة أورون، صرحت لوكالة الأناضول، في وقت لاحق بأن “الوفد الإسرائيلي لن يتحرك باتجاه القاهرة إلا بعد اختبار التزام الطرف الآخر بوقف إطلاق النار”.وأضافت أورون: “لا يمكن أن نتفاوض تحت إطلاق النار”.وقالت مصادر ملاحية في مطار القاهرة إن الوفد الإسرائيلي سيصل، اليوم الاثنين، إلى القاهرة قادما من تل أبيب على متن طائرة خاصة. وكانت المفاوضات غير المباشرة، التي ترعاها مصر منذ نحو أسبوع،بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، قد توقف صباح يوم الجمعة الماضي، مع انتهاء هدنة 72 ساعة كانت القاهرة قد توصلت إليها بين الجانبين.ولم يتمكن الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي،عبر الوساطة المصرية، من التوصل، خلال الهدنة التي انتهت صباح الجمعة، إلى اتفاق على وقف دائم للإطلاق النار؛ جراء تمسك كل طرف بمطالبه.وتتضمن مطالب الوفد الفلسطيني: وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة إلى المواقع التي كانت فيها قبل الحرب، وإعادة العمل بتفاهمات 2012 (التي أنهت حربا إسرائيلية)، وفك الحصار على غزة بكافة صوره، وإنشاء ميناء بحري ومطار بغزة.كما تتضمن تلك المطالب: السماح للصيادين بالصيد في بحر غزة، وإزالة المنطقة العازلة بين القطاع وإسرائيل، وإطلاق سراح الأسرى المحررين الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم، وإطلاق سراح النواب المعتقلين، والدفعة الرابعة من الأسرى القدامى التي تراجعت إسرائيل عن الإفراج عنهم، بالإضافة إلى تقديم ضمانات عربية ودولية بعدم تكرار العدوان الإسرائيلي، والتزام تل أبيب بما يتم الاتفاق عليه.في المقابل، تطرح إسرائيل مطلب نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، وهو ما ترفضه الأخيرة بشدة.وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على بلدات ومدن إسرائيلية، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على القطاع، منذ السابع من الشهر الماضي، أسفرت عن استشهاد نحو 1939 فلسطينياً وإصابة حوالي 10 آلاف آخرين بجراح متفاوتة حتى اليوم، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، إضافة إلى دمار مادي واسع في القطاع، الذي يقطنه حوالي 1.9 مليون فلسطيني.ووفقًا لبيانات رسمية إسرائيلية، قُتل 64 عسكريًا و3 مدنيين إسرائيليين، بينما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها قتلت161 عسكريا، وأسرت آخر. ومنذ أن فازت حركة “حماس″ بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارا على غزة، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون نسمة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي “حماس″ عن حكم غزة، وتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني في يونيو/ حزيران الماضي.
ساحة النقاش