الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
نقلت القناة الثانية على موقعها الالكتروني اليوم السبت عن رئيس جهاز الأمن العام السابق يوفال ديسكين، قوله إنّ كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو ووزير الأمن موشيه يعالون قد فشلا في إدارة الحرب على قطاع غزة، على حدّ تعبيره. وأضاف ديسكين إنّ نتنياهو ويعالون قد تسّرعا في الإعلان عن أن الحرب قد انتهت، كما وجّه انتقادًا شديدًا ضد رئيس هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال، الجنرال بيني غانتس، وقائد المنطقة الجنوبية الجنرال سامي تورجمان، وذلك على خلفية دعوتهما لسكان المناطق الجنوبية وغلاف غزة بالعودة إلى منازلهم قبل انتهاء الحرب. وأشار ديسكين، بحسب الموقع العبريّ، إلى أنّ فشل القيادة السياسيّة والعسكرية في إدارة المعركة والحرب على قطاع غزة قد ساعدت حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في إحراج نتنياهو أمام الجمهور الإسرائيليّ. الجدير بالذكر أنه وفي أعقاب انتهاء التهدئة الموقعة لمدة 72 ساعة الماضية قد تزايد موجة انتقادات واسعة ضد الحكومة الإسرائيلية والجيش، وذلك بسبب طريقتهم في إدارة المعركة ضد غزة. في السياق ذاته، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة السابق في الجيش الإسرائيليّ (أمان)، الجنرال في الاحتياط عاموس يدلين، للقناة العاشرة في التلفزيون العبريّ إنّ إسرائيل لم تتمكّن من تحقيق الأهداف التي وضعتها لنفسها في عملية (الجرف الصامد)، لافتًا إلى أنّه حتى الآن ما زال الفحص جاريًا في ما إذا كان تجديد القصف الصاروخيّ من قبل حماس أمس الجمعة هو بمثابة خطوة تكتيكيّة أمْ خطوة إستراتيجيّة هدفها جرّ الدولة العبريّة إلى حرب استنزاف.وتابع يدلين قائلاً إنّه كان على الجيش الإسرائيليّ من الناحية الإستراتيجيّة ضرب الجناح العسكريّ لحركة حماس، أيْ كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، ذلك لأنّ إسرائيل حصلت على فرصة نادرة لإخراج هذا المخطط إلى حيّز التنفيذ، مُشدّدًا على أنّ الجبهة الداخليّة دعمت بكلّ قوتّها الجيش في عمليته الأخيرة،كما أشار إلى أنّ المواطنين الإسرائيليين ما زالوا على استعداد لمنح الجيش ثلاثة أسابيع أخرى لتنفيذ المهمة المذكورة.وقال أيضًا لم نتمكّن من المسّ بصورة كبيرة بالجناح العسكريّ لحماس، حتى يستطيع شخص آخر غير محمد الضيف من اتخاذ القرارات، على حدّ قوله. وقال إن إسرائيل أهدرت الفرصة لعدم مواصلة الجناح العسكريّ لحركة حماس في التحكّم بدوائر صنع القرار في القطاع، مشيرًا إلى أنّ نزع الأسلحة من القطاع هو مطلب يحمل في طيّاته الكثير من المشاكل وبعيد المنال، على حدّ وصفه. ولفت إلى أنّه كان قد صرّح قبل ثلاثة أسابيع بأنّه من الخطأ إبقاء حماس مسيطرة على قطاع غزّة، وعلينا أنْ نتحرّر من المقولة بأنّه من الخطر إسقاط حماس، لأنّ ذلك يعني صعود قوّة إسلاميّة متشدّدّة أكثر، مؤكدًا على أنّه بعد إسقاط حماس، فإنّ سكّان القطاع سيستقبلون رئيس السلطة محمود عبّاس برضا تامٍ، وعندها سيكون لإسرائيل حلف رائع في العالم العربيّ، إذ أنّ اتفاقياتي السلام مع الأردن ومصر ستتعززان، كما أنّ التعاون مع هذين البلدين العربيين من قبل الدولة العبريّة سيتزايد.وخلُص الجنرال يدلين، الذي يرأس اليوم مركز أبحاث الأمن القوميّ في جامعة تل أبيب، خلُص إلى القول إنّه في إسرائيل هناك خطأ كبير في قراءة الوضع، هناك شعور عام في إسرائيل بأنّ حماس هُزم ولا يُريد الحرب، وهذا الأمر ليس صحيحًا، مشيرًا إلى أنّه يتحتّم على رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة الحاليّ، الجنرال أفيف كوخافي، التعامل مع المخططات وليس فقط مع القدرات، وأنّه يجب عليه أنْ يكون متواضعًا ويقول ماذا يرى، وماذا لا يرى، على حدّ وصفه.
ساحة النقاش