تراجع حدة المعارك في غزة وواشنطن تأمل في وقف لإطلاق النار “في الساعات المقبلة”
غزة (الأراضي الفلسطينية),أ ف ب-
تراجعت حدة المعارك صباح اليوم السبت في غزة بعد يوم شهد إطلاق سيل من الصواريخ والضربات الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل خمسة فلسطينيين بينهم طفل في العاشرة من العمر. واستؤنف القتال بعد فشل المفاوضين من الجانبين في التوصل إلى تمديد هدنة استمرت 72 ساعة وانتهت عند الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش من الجمعة. ومع ذلك عبرت الولايات المتحدة عن أملها في التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار “في الساعات المقبلة”.واستمرت عمليات القصف الإسرائيلية حتى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت واستهدفت خصوصا مناطق أخليت من السكان، ولم تسفر عن إصابات حسبما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.أما إطلاق الصواريخ على الدولة العبرية فقد توقف منذ الساعة 18,00 تغ من الجمعة كما أعلن الجيش الإسرائيلي.كما ذكر الجيش الذي سحب صباح الثلاثاء قواته من قطاع غزة بعد إعلانه تدمير أنفاق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) انه تحركاته تقتصر حاليا على ضربات جوية.وهذا الهدوء النسبي جاء بعد يوم من المعارك الكثيفة. فقد ذكر الجيش الإسرائيلي انه شن 82 غارة ردا على إطلاق ستين صاروخا من القطاع الفلسطيني. وأضاف أن عمليات القصف هذه سمحت بتصفية ثلاثة مقاتلين فلسطينيين.وذكر مصدر طبي فلسطيني أن طفلا في العاشرة من العمر قتل في غارة على شمال مدينة غزة، بينما أدت غارة أخرى إلى سقوط ثلاثة قتلى بالقرب من خان يونس جنوب القطاع. وقتل شاب في غارة بالقرب من رفح أيضا.وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الجمعة عن “خيبة أمل عميقة” لاستئناف القتال.وداخل قطاع غزة، استأنف السكان بحثهم من أماكن يلوذون بها في ارتحال من السيارات أو العربات أو سيرا على الأقدام محملين بأكياس من الأغذية او الملابس.وقال عبد الله عبد الله (33 عاما) في مدرسة التفاح بالقرب من مدينة غزة التي لجأ إليها مئات الفلسطينيين “بالتأكيد نشعر بالخوف”. وأضاف “اشعر بالخوف وكذلك أبنائي وزوجتي”.وفي إسرائيل، فرض الجيش من جديد إجراءات الدفاع المدني التي كان قد فرضها خلال وقف إطلاق النار. ومنعت من جديد التجمعات في إسرائيل التي يتجاوز عدد المشاركين فيها 500 شخص في المدن الواقعة على بعد اقل من 40 كيلومترا من قطاع غزة.كما أقفلت دور الحضانة في هذه المناطق غير المزودة بملاجئ.وتبادل الإسرائيليون والفلسطينيون الاتهامات بالإخفاق في المفاوضات.فقد اتهم سامي أبو زهري الناطق باسم حماس “الاحتلال (الإسرائيلي) بالمماطلة وإهدار الوقت” معتبرا انه “لا توجد استجابة إسرائيلية لآي مطلب فلسطيني مما حال دون تمديد التهدئة”. وأكد أن “الاحتلال يتحمل المسؤولية عن كل التداعيات”.من جهته قال مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل أبلغت الوسيط المصري “استعدادها لتمديد التهدئة 72 ساعة قبل أن تقوم حماس بخرقها”.وتعتبر حماس رفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع مطلبها الأساسي، في حين ترى إسرائيل أن فتح القطاع قد يسهل إدخال السلاح إلى هذه المنطقة.وقال مسؤول إسرائيلي إن بلاده “لن تفاوض تحت القنابل”.ومع ذلك قالت ماري هارف مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية “نأمل في أن يتفق الأطراف على تمديد وقف إطلاق النار في الساعات المقبلة”.إلا إن هارف رأت أن حماس تتحمل المسؤولية الكاملة عن إنهاء وقف إطلاق النار. وقالت إن “إسرائيل كانت مستعدة لتمديد وقف إطلاق النار لكن حماس رفضت وعاودت إطلاق الصواريخ على إسرائيل ولا تزال ترفع سقف مطالبها”.وأكد الوسطاء المصريون ومسئولون فلسطينيون أن الآمر لن يتوقف عند هذا الحد. وقال رئيس الوفد الفلسطيني عزام الأحمد إن الوفد سيبقى في القاهرة حتى التوصل إلى اتفاق نهائي. وفي الضفة الغربية توفي فجر اليوم السبت فلسطيني كان أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات وقعت أمس الجمعة في الضفة الغربية تضامنا مع أهالي غزة.وقال متحدث في مكتب المعلومات في مستشفى الميزان في مدينة الخليل لوكالة فرانس برس “إن الشاب نادر إدريس ( 42 عاما) توفي فجرا بعد أن كان أصيب برصاصة في الصدر خلال المواجهات التي وقعت في الخليل” بعد مسيرة شارك فيها المئات تضامنا مع أهالي غزة حيث أصيب عشرات بجروح.وفي عمان، شارك عشرات الآلاف من الأردنيين في مهرجان أقامته الحركة الإسلامية احتفالا ب”انتصار غزة” ودعما ل”المقاومة”. وبحسب مراقب عام جماعة الإخوان المسلمين في الأردن همام سعيد شارك نحو نصف مليون أردني في مهرجان “غزة تنتصر، المقاومة تحمينا ونحميها”، فيما قدر مسؤول امني العدد بأكثر من 100 ألف. وهتف هؤلاء “يا حكام المسلمين، بدنا نحرر فلسطين” و”ألف تحية ألف سلام لكتائب القسام”، على ما أفاد مراسل فرانس برس.وأدت عملية “الجرف الصامد” التي شنتها إسرائيل في الثامن من تموز/يوليو لضرب القدرات العسكرية لحماس إلى سقوط 1898 فلسطينيا على الأقل بينهم مئات الأطفال، حسب مصادر طبية فلسطينية.وتقول الأمم المتحدة إن 1354 من القتلى الفلسطينيين منذ الثامن من تموز/يوليو مدنيون وبينهم 447 طفلا.وفي الجانب الإسرائيلي قتل 64 عسكريا وثلاثة مدنيين.
ساحة النقاش