كارتر ورئيسة إيرلندا السابقة: ما جرى في غزة جريمة حرب
قالا إن المأساة بدأت بتخريب إسرائيل لاتفاق المصالحة بين حماس وفتح
وكالات
العدد :2447 - 08/08/2014
اعتبر جيمي كارتر، الرئيس الأمريكي السابق وحامل جائزة نوبل للسلام، وماري روبنسون رئيسة إيرلندا السابقة، في مقال مشترك، أن ما جرى في غزة من قبل إسرائيل جريمة حرب غير مبررة تستوجب فتح تحقيق دولي، داعيين المجتمع الدولي إلى الاعتراف بحماس، لأنها تمثل شريحة مهمة من الشعب الفلسطيني.
واعتبرا في المقال المشترك، الذي نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، أن المأساة التي تشهدها غزة حاليا بدأت بتخريب إسرائيل لاتفاق المصالحة بين حماس وفتح، وتمت التضحية بأرواح أكثر من 1600 فلسطيني و65 إسرائيليا، محذرين من أن ارتفاع القتل سبب القلق في الكثير من دول العالم.
ووصف المقال ما حدث في غزة بالكارثة الإنسانية، مضيفا أنه ليس هناك تبرير إنساني أو قانوني للطريقة التي يشن بها الجيش الإسرائيلي الحرب، مضيفا أن آلاف المنازل والمدارس والمستشفيات دمرت، كما تسبب العدوان في نزوح أكثر من 250 ألف مواطن فلسطيني من مساكنهم في غزة وتم قتل مئات الفلسطينيين المدنيين ممن لم يشتركوا في المعارك بمن فيهم أكثر من 330 طفلا.
واستنكر المقال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي عذر للجيش الإسرائيلي لتبرير هجماته على المدنيين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب ضد المدنيين من سكان القطاع، وهو ما يجب فتح تحقيق دولي بخصوصه.
واتهم المقال أن إعاقة السلام في المنطقة مقصودة ومتعمدة، إذ أشار إلى أن المآسي نتجت عن العوائق المقصودة للخطوة الواعدة تجاه السلام في المنطقة، عندما تم الإعلان في أبريل عن اتفاقية مصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
وذهب كارتر وروبنسون إلى أن انتهاء الحرب في غزة يجب أن يبدأ بالاعتراف بحركة حماس كلاعب سياسي شرعي.
ودعا الرئيس الأمريكي السابق ورئيسة إيرلندا السابقة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بحماس كقوة سياسية، بل إنها تمثل شريحة مهمة ومعتبرة من الفلسطينيين، وتوجه الزعيمان إلى المجتمع الدولي بالقول إن حماس لا يمكن أن يتم القضاء عليها بالأمنيات.
وأشار الزعيم الأمريكي السابق المعروف بدفاعه عن السلام في العالم رفقة رئيسة إيرلندا السابقة إلى أن حماس قدمت تنازلات من أجل السلام بعد توقيعها لاتفاق المصالحة، وهو الاتفاق الذي تنازلت فيه حماس وفتحت غزة لحكومة تكنوقراط لا تشمل أعضاء منها، وهي الحكومة التي تعهدت بالمبادئ الثلاثة الرئيسية للجنة الرباعية للشرق الأوسط، وهي عدم اللجوء إلى العنف والاعتراف بإسرائيل والالتزام بالاتفاقيات السابقة.
وأشارا إلى أن الاتفاق الذي وقعته الأطراف الفلسطينية سمح بتشكيل حكومة تكنوقراط لا تضم أعضاء من حماس، ويسمح لها بدخول قطاع غزة، إلا أن الهجوم الإسرائيلي منع تلك الحكومة من تأدية عملها، على الرغم، يضيف المقال، من قبول تلك الحكومة لكافة شروط الرباعية الدولية التي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.
واقترح كارتر وروبنسون في ختام المقال عاملين أساسيين لإنجاح الوحدة الفلسطينية، العامل الأول هو رفع الحصار، ولو بشكل جزئي عن القطاع، أما العامل الثاني فيتمثل في دفع رواتب موظفي القطاع، الذين يعملون في التدريس والشرطة والرعاية الاجتماعية والصحة.
ساحة النقاش