http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

 

 

 

عبد الله الدامون

 

دروس غزة..

 

العدد :2437 -

 

في غزة تتصرف إسرائيل بمنطق بطلة العالم في «التشرميل»، وهي لا تخاف في ذلك لومة لائم، بل إن الغرب يتضامن معها قلبا وقالبا ويتهم المقاومة الفلسطينية باستخدام المدنيين دروعا بشرية؛ ومن يلقي نظرة على كبريات الصحف العالمية سيصاب بغبن كبير لأنه سيكتشف أن المنطق الوحيد الذي يحكم هذا العالم هو منطق النفاق.
 الدرس الثاني: المصير
في مشهد مؤثر، كانت امرأة فلسطينية تضع طفلتها المصابة بجروح بليغة على فراش مستشفى بغزة وتحكي كيف أن طفلتها كانت تحلم بأن تصبح مهندسة أو رسامة،غير أنه بعد الهجوم الإسرائيلي النازي قالت الطفلة إنها تريد أن تصبح صانعة صواريخ لترميها على إسرائيل. هكذا، إذن، تصنع إسرائيل مصيرها دون أن تدري، إنها تصنع أجيالا ستأتي بعد عشرين أو أربعين عاما وستذيق الويلات لهذا الكيان المتوحش.
 الدرس الثالث: القرابين
 تقتل إسرائيل الكثير من الأطفال، الكثير جدا، وفي كل عملياتها العدوانية على فلسطين قتلت إسرائيل عددا قياسيا من الأطفال، بينما الغرب يبدو سعيدا بذلك لأنه كلما تم قتل كثير من الأطفال صارت إسرائيل أقل خوفا من المستقبل.
الفلسطينيون أناس مهووسون بالإنجاب، ليس من أجل الإنجاب فقط، بل من أجل تحدي عدو لا يستطيع أن يعيش بدون دماء. هكذا يطعم الفلسطينيون الوحش الإسرائيلي كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة من فلذات أكبادهم.. أطفال فلسطين صاروا مجرد قرابين يتم تقديمها إلى الوحش الإسرائيلي، تماما كما كان يحدث في العادات والتقاليد البدائية القديمة.
 الدرس الرابع: الأصفار
في كل عملياتها النازية ضد غزة، تتصرف إسرائيل بمنطق قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين والنساء والأطفال قبل الموافقة على أية هدنة. وفي عدوان 2008،بدأت المفاوضات من أجل هدنة بعد أن قتلت إسرائيل بضع عشرات، غير أنها لم توافق على الهدنة النهائية إلا بعد أن تجاوز عدد ضحاياها الألف. هوس إسرائيل بالقتل يجعلها تحب تلك الأصفار الكثيرة لأرقام الضحايا،وهي تحب على الخصوص الأصفار الثلاثة للرقم ألف. من الطبيعي، إذن، أن تتلكأ في وقف العدوان وتنتظر أن يتجاوز عدد ضحاياها الألف، انتظروا وسترون.
 الدرس الخامس: الوهم
إسرائيل نشأت ككيان في أوضاع وظروف غريبة، فقد كانت المنطقة كلها خاضعة للاستعمار، والجماعات الإرهابية الصهيونية استغلت ذلك وذبحت المدنيين في فلسطين، ثم تم إعلان دولة إسرائيل لأنه لا أحد كان يملك القوة ولا الجرأة على أن يقول لا.
بعد ذلك، لم تخض إسرائيل أية حرب حقيقية ضد أعدائها، فحرب 1948 كان العرب يحاربون فيها ببارود فاسد وبنادق عتيقة، وحرب 67 ربحتها إسرائيل قبل بدايتها بسبب الخيانة الداخلية للعرب، وفي حرب 73 لم تستطع إسرائيل الانتصار. رغم كل ذلك، تعتبر إسرائيل نفسها أقوى دولة في المنطقة، وذلك مجرد وهم، فلولا ضعف الأعداء وتواطؤهم لما كان لإسرائيل وجود أصلا.
 الدرس السادس: المستقبل
في الماضي، كانت إسرائيل تفعل ما تشاء وتكتسح بلدانا بكاملها متى تشاء، مثلما فعلت مرارا في لبنان، ثم تخسر عددا قليلا من جنودها وتعود إلى قواعدها سالمة.
اليوم، تغير كل ذلك بشكل جذري؛ ففي عدوانها على لبنان سنة 2006 أصيبت إسرائيل بصدمة من هول ارتفاع عدد ضحاياها. وهذه الصدمة هي التي تتكرر اليوم في غزة، حيث فقدت إسرائيل قرابة أربعين جنديا في بضعة أيام، مع أنها، وخلال عدوان 2008 على غزة نفسها، لم تفقد سوى 10 جنود في ثلاثة أسابيع، أربعة منهم قـُتلوا بنيران صديقة. هكذا يبدو مستقبل إسرائيل غامضا وغير مضمون، فالتفوق المطلق الذي تباهت به على مدى عقود يبدو أن زمنه قد انتهى للأبد.
 الدرس السابع: الإرهاب
 إسرائيل غزت غزة لمكافحة «الإرهاب»، لذلك قتلت مئات الأطفال في بضعة أيام، بينما المقاومة الفلسطينية«الإرهابية» لم تقتل أي طفل في إسرائيل، بل قتلت عشرات الجنود الإسرائيليين الغزاة، ليس بينهم مدني واحد.. العالم يحتاج، فعلا، إلى تعريف جديد للإرهاب.
 الدرس الثامن:

إسرائيل هي أكبر درس يفيد بأن هذا العالم لا يزال يغرق في همجية مقيتة، وأن كوكب الأرض يحتاج إلى قرون طويلة كي يصل إلى زمن التحضر الحقيقي.
 الدرس التاسع:
ليس ضروريا أن تكون الصهيونية مرتبطة باليهود. العدوان على غزة أثبت أن أغلب الصهاينة عرب.

 

المصدر: المساء = عبد الله الدامون
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 22 مشاهدة
نشرت فى 30 يوليو 2014 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,300