مع قهوة الصباح
المساء
العدد :2438 - 28/07/2014
ونحن نستقبل عيد الفطر لهذه السنة، لا يسعنا إلا أن نتساءل مع المتنبي: عيد بأية حال عدت يا عيد»، ليأتي الجواب سريعا من غزة المحاصرة، غزة الصامدة، غزة التي ستختلط فيها صلاة العيد بصلاة الجنازة. فليكن عيدنا، إذن، تضامنا، ولتكن صلاتنا دعاء لله أن يمن باللطف فيما قضاه لغزة وارتضاه لها من محنة.
وإذا كان خالد مشعل قد خص المغاربة بمناشدتهم رفع سقف تضامنهم مع أهلنا في غزة، فاستجابوا للنشدان وأبانوا عن أنهم جديرون به، فلنُتِمّ تضامننا مع أهلنا ونجعل من هذا العيد عيد تضامن أكثر منه يوم احتفال، فنتقشف في الثياب والأكل والشراب..
لنجعل عيد الفطر لهذه السنة، استثناء، عاشوراء، نحزن فيه على وضعنا العربي المتشرذم المتأزم، قبل أن نحزن للشهداء والمجروحين اليتامى والأرامل والثكالى.
لقد اعتاد المغاربة، أسوة بباقي المسلمين في كل أنحاء العالم، التعبير عن مظاهر الفرح السرور، اقتداء بالسنة النبوية، فقد رُوي عن عائشة أنها قالت: إن أبا بكر دخل عليها والنبي عندها في يوم فطر أو أضحى، وعندها جاريتان تغنيان بما تَقاوَلَت به الأنصار في يوم حرب بُعاث، فقال أبو بكر: أمزمار الشيطان عند رسول الله! فقال النبي: «دَعْهما يا أبا بكر؛ فإن لكل قوم عيدًا، وإن عيدنا هذا اليوم».
لكن بما أن عيدنا صادف مأساة إخوان لنا لا نملك لهم إلا الحزن والدعاء، فلنجعله يوم غضب واحتجاج على أمريكا عدوة الشعوب، وربيبتها وآلة قتلها، إسرائيل، ومن جاراهما من الأنظمة العربية التي انتقلت، ويا للعار، من الصمت المتواطئ إلى تعليق الدم الفلسطيني على الفلسطينيين!
ساحة النقاش