فـوزيـة حـجــبـي
العودة إلى الذات قبل العودة إلى البيت
العدد :2412 - 27/06/2014
وأنا أتصفح موقعا إخباريا دوليا استوقفني عنوان مثير تعلن فيه الشبكة عن نتائج بحث لجامعة جورج واشنطن، استخلصت فيه أن هناك دولا غربية تطبق تعاليم القرآن أكثر من الدول الإسلامية على مستوى القيم [ إيرلندا الدانمارك النرويج ]. وسواء تعلق الأمر بدراسة نزيهة أو موجهة، فإن الواقع العربي المتردي اجتماعيا يعضد هذه الدراسة. ويأتي الحديث حول عودة النساء إلى البيوت في هذا السياق، ليطرح السؤال حول نجاعة هذا الإجراء لترميم الأسرة، إذ تعيش مجموعة من العائلات على إيقاع مفهوم [ يــخ منـو وعـينـي فـيه]. ففي الوقت الذي يطالب فيه رجال بهذه العودة، تشهد الأسر المغربية تناميا مذهلا للرجال الذين لا يريدون الظفر إلا بذات « المانضا «. وفي السياق تقول النكتة إن رجلا سأل صديقه عن الفضائل التي يريدها في زوجة المستقبل، فأجاب: هي ثلاث.. أن تكون غنية وثرية وصاحبة ثروة طائلة. ومن جهة أخرى فإن قصص النساء اللواتي عدن إلى البيت وسبرن كل أنواع البهدلة من أجل فلوس الحمام فحسب، أكثر من أن تحصى. أما عن النساء اللواتي فضلن حياة البيت ثم فوجئن بقصف صاروخي جو ـ أرض، يلقي بهن إلى الشارع لحساب وافدة جديدة، بحجة تعدد شرعي، يراهن على « الصغيرة الفتية «فحدث ولا حرج.. ناهيك عن وجود كعدمه بالبيوت لنساء يشتغلن كمساعدات سيناريو مكلفات بصياغة النهايات السعيدة لمسلسلاتهن ولهلا يقلب في البيت وأفلامه الحقيقية، وفي المقابل تعيش بيوت الأمهات الغائبات على إيقاع اجتفاف مفزع، إذ لا يجد الأبناء لديهن صدرا حانيا بل صدرا منزوع الدسم تركض صاحبته كبندول الساعة بين الحافلة والعمل والنوم، فإذا حن الزوج إلى جرعة حب، صدته ملامحها المتهدلة وشخير ضنكها وشعرها المنكوش وجسدها الحديدي بفعل ماراتون «طرف ديال الخبز»..أما عن غيابه هو رفقة معبودته المقهى فتلك قصة أخرى. وفي انتظار عودة كليهما إلى الذات قبل عودتهما إلى البيت، ونحن أمام شهر هائل الحكم بصيامه الشمولي لتحقيق الصلاح الذاتي، نستحضر قوله تعالى وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين. وحده الصلاح الذاتي جسرنا إلى الإصلاح الأسري وهو ما يختزله المصلح الصيني كونفوشيوس في مقولته الشهيرة لا تتمنى لغيرك ما لا تتمناه لنفسك).
ساحة النقاش