http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

 

 

 

وفاء المهدي

 

كاتبــــــــــة

 

ممنوع على بنكيران

 

حين يقول لك أحدهم إنه يعتز بأخطائه، فلا مجال للجدال معه، لأنه يعرف أنه على خطأ، ويعرف أنه أعند من العناد، وهذا ما أثبته بنكيران خلال الجلسة الشهرية بالبرلمان، في تصريحه برأيه عن المرأة والعمل، والظاهر أن رأيه لا يحتمل التعديل والتصحيح، لذلك فقد شكل صدمة في كل الأوساط، حتى وصل صداه للجرائد العالمية، على اعتبار أنه يشكل تراجعا خطيرا في المكتسبات. خطورة الرأي الذي صرح به بنكيران بالبرلمان، هو على مستويين، المستوى العالمي ومستوى التطور الذي راكمه المغرب، وهما مستويان مترابطان. خطورة تصريحات بنكيران بالنظر إلى السياق العالمي، تتمثل في اختياره لتوقيت هذا التصريح، والذي يأتي بعد مد «داعش» على مجموعة من المناطق العراقية، وكذلك إصدارها لبيانات تؤكد فيها على دور المرأة المنحصر فقط بالبيت، وأنه يجب عليها أن تتفادى الخروج إلا للضروريات، وأن عليها أن تلبس الملابس الفضفاضة..
الكل يعلم ما أدت إليه الحركات التي تتخذ الإسلام شعارا لها، إذ لم يسمح للنساء بالعمل في أفغانسان لذلك التجأن للتسول، وغالبية هؤلاء النسوة هن من الأرامل واليتامى، ممن أودت الحروب المتواصلة بأفراد عائلاتهن، وبالأخص من يعيلهن. وهذا سيكون مصير العراق وكل من صودر حقه في العمل، وبالتالي نتساءل عن مصير المرأة المغربية هل سيكون هو التسول، لأن سيادة رئيس الحكومة لا يرى أية إيجابية في عملها، وأن عليها أن تقر ببيتها.
في هذا السياق العام يأتي بنكيران ويحصر القول في أن المرأة لم تعد تجد الوقت للزواج وتربية الأطفال.. وأن المنازل انطفأت بخروج المرأة للعمل، هنا سأنتقل للمستوى الثاني، وسألخصه في سؤال واحد: ألم تكن المرأة تعمل في العقود السابقة؟ أكانت تجلس وتنظر؟  الحضارة الإنسانية انتقلت بين ثلاث مراحل، وصولا إلى ما يسمى الآن بجيل المعرفة، وهو الجيل الثالث للتطور الإنساني، والمجتمع المغربي انتقل مثله مثل باقي المجتمعات العربية، من مجتمع زراعي، له نمطه وآلياته الخاصة، إلى مجتمع صناعي، ومجتمع المعرفة، لكن هذا الانتقال كان انتقالا طفرويا، بمعنى أن المغرب لم ينتقل من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي بالتدرج كما حدث بأوربا، وبالتالي نجد حاليا ثلاثة أنماط من الحياة تتعايش جنبا إلى جنب.   من خصوصيات المجتمع الزراعي، أنه يستثمر في الأبناء وفي كل أفراد العائلة باعتبارهم يدا عاملة، لذلك نجد أن العائلات كانت تعيش في بيت واحد يسير أمورها كبير العائلة، والمرأة في ذلك كانت لها مهامها على مر فصول السنة، سواء في فترة الحرث أو الحصاد والجني، وكانت تساهم في إعداد المحاصيل للبيع، إذن عمل المرأة ليس وليد المجتمع المعاصر كما ذهب إليه رئيس الحكومة، بل عمل المرأة هو دور أساسي تلعبه المرأة إلى جانب منحها للأمومة لأطفالها. ما تغير هو طبيعة العمل، فلم يعد المغرب مجتمعا زراعيا صرفا، لذلك فالمرأة وباعتبارها دائما تبحث عن مورد رزق لأطفالها ولعائلتها، فهي تبحث دائما عن عمل. يتضح مما سبق أن رئيس الحكومة إذن يفكر بمنطق زراعي محض، نحن في الجيل الثالث جيل المعرفة وهو يفكر بمنطق الجيل الأول الذي مرت عليه آلاف الأعوام، وما يؤكد ذلك هو حين خاطب المغاربة متصنعا استغرابه المعهود: ألم يعد المغاربة يعرفون كيف يصنعون الرايب؟ مادام هذا رأي بنكيران، لماذا لم يبعد بسيمة الحقاوي عن حكومته ويمنعها من العمل، بحجة أن بيتها انطفأ منذ خروجها للعمل؟ وأن زوجها تم اتهامه بالتحرش دون أن نعرف أين وصلت الأمور؟ لماذا لم يمنع نساء حركة التوحيد والإصلاح اللواتي يضيعن أوقاتهن في مجموعة من الأنشطة التي تزيد من عدد المنخرطين، لماذا لم يتنازل عن لائحة النساء في الانتخابات؟  مادام أمينا عاما لحزب «اسلامي»، فليبحث أولا عن نساء الإسلام وكيف ساهمن في نصر الدعوة المحمدية، ورفع راية الإسلام، ليبحث عمن صوت لأجله، ومن أجلسه في ذلك المنصب.
لن تصادر أفكاري وقدرتي على العمل، إذن صوتي ممنوع عليك بنكيران.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 55 مشاهدة
نشرت فى 23 يونيو 2014 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,058