بنكيران يلوم الصحافة ويبرئ الفاسي الفهري من "الفساد"

هسبريس - طارق بنهدا (صورة منير امحيمدات)

الثلاثاء 17 يونيو 2014 - 23:30

دافع رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، على المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، علي الفاسي الفهري، بأن برئ ساحته مما يعانيه المكتب من اختلالات مالية واتهامات له بالتبذير، جعلته يقف على حافة الإفلاس، حيث قال إنه، واستنادا على التقرير الأخير الصادر عن المجلس الأعلى للحسابات حول المكتب، لم يثبت عليه أي تجاوز "الراجل كايخدم.. ولو لقينا عليه شي حاجة لن أقبل أن يستمر وأرفع الأمر للملك".

وعاب بنكيران، أثناء الجلسة الشهرية بمجلس المستشارين، على من يطالبونه بإقالة الفهري، مضيفا أن الأخير يتهم "في أشياء لا أصل لها ولا مفصل"، في إشارة إلى ما أسمتها الصحافة بـ"فضيحة" تبذير أموال بلغت 200 مليون سنتيم، صرفها المكتب الوطني للكهرباء والماء لتنظيم حفل فاخر حضره مسؤولون كبار ووفود من المغرب وخارجه، إضافة إلى "فضيحة" أخرى تمثلت في منح مالية "بريمات" خيالية صرفتها إدارة المكتب، لفائدة مدراء ورؤساء مصالح، في وقت الأزمة الخانقة.

رئيس الحكومة ألقى كعادته اللوم على الصحافة، التي تقوم فقط بدورها في تقصي الحقائق، مطالبا منها أن تقدر الأمور "لأن الأمر عادي"، على حد تعبيره، مضيفا أن "الصحافة يجب أن تقدر أنها إن لم ترد البال فسوف تشعل النار في المجتمع".

كما دافع بنكيران على عملية إنقاذ الدولة لمكتب الفاسي الفهري من الإفلاس، بمنح ONEP حوالي 45 مليار درهم، في أفق 2017 منها 22 مليار تتكفل بها الدولة، بالقول إن عقد البرنامج لا يكلف كل المواطنين، بل فئة معنية منهم، "ماعرفتش علاش البعض كايقول أمور غير صحيحة.. من أجل دغدغة عواطف الناس".

وأشار رئيس الحكومة أن المغاربة "لا يقتصدون في الماء والكهرباء"، مضيفا أن المغرب "عندو السعد" مقابل بعض البلدان التي لها تساقطات وطاقة ومؤهلات أكثر من المغرب "إلا أن المغربي لا يقطع عليه الما والضو إلا في بعض المدن بشكل محدود".

من جهة أخرى، كشف بنكيران أن الحكومة أعدت مشروع "المخطط الوطني للماء"، بعد تشاور مع اللجنة الدائمة للمجلس الأعلى للماء والمناخ، بغرض تحديد الإجراءات الواجب اتخاذها خلال 20 سنة المقبلة لتلبية حاجيات المغاربة من المياه وتعزيز الحكامة الجيدة في قطاع الماء.

وأضاف أن برامج المخطط ترتكز على ثلاثة محاور، تهم التحكم في الطلب على الماء وتثمينه، بترشيد استعماله، وتدبير وتنمية العرض عبر مواصلة تعبئة المياه السطحية بإنجاز السدود واللجوء إلى الموارد المائية غير الاعتيادية "كتحلية مياه البحر وإعادة استعمال المياه العادمة"، ثم المحافظة على الموارد المائية السطحية والجوفية والمجال الطبيعي ومحاربة التلوث والتأقلم مع التغيرات المناخية.

وعلاقة بالبترول، أوضح بنكيران أن الحكومة تعمل على تطوير طاقات استقبال المواد البترولية بمختلف موانئ المغرب، مع تشييد مستودعات جديدة للتخزين، وذلك بغرض مواكبة الطلب المتزايد على المواد البترولية وتنويع مصادر التموين وضمان تقسيم جهوي أفضل للتوزيع والرفع من مستوى المخزون الإستراتيجي بالمغرب.