http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

 

 

 

 

هكذا ودع المغرب عالم المستقبليات المهدي المنجرة

 

 

محمد أحداد

 

العدد :2402 - 16/06/2014

 

بعد سنوات من محاصرة فكره، والتضييق على نشاطاته الأكاديمية، بسبب المواقف القوية التي عبر عنها طيلة مساره المعرفـــي الحافل بالكتابات الرصينة، لفظ عالم المستقبليات المهدي المنجرة، نفسه الأخير يوم الجمعة الماضي بالرباط مخلفا وراءه منجـزا أكاديميا في مجالات معرفية مختلفة. وكما كان متوقعا شهدت جنازة الراحل المنجرة حضورا وازنا لشخصيات تنتمي إلى عــــــالم السياسة والثقافة يتقدمهم عبد الحق المريني، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي ورئيس الحكومة عبد الإله بن كيران.
وكان لافتا خلال الجنازة التي ووري فيها الثرى المنجرة بحي الرياض بالرباط حضور وزراء من حزب العدالة والتنمية، فيما لــم يحضر أي وزير من التحالف الحكومي. وحضر الجنازة كل من مصطفى الرميد،وزير العدل والحريات، والأزمي الإدريس، الوزير المنتدب في وزارة الاقتصاد والمالية، ولحسن الداودي، وزير التعليم العالي.

 

 

من جانب آخر، حضر مراسيم الجنازة، كل من حسن أوريد، الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي ومحمد اليازغـي، الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بالإضافة إلى عبد العالي حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنميــة ورئيس منتدى الكرامة والحبيب بلكوش القيادي السابق في حزب الأصالة والمعاصرة وخالد الناصري، عضو الديــوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية.
إلى ذلك، بعث الملك محمد السادس رسالة تعزية إلى عائلة المرحوم المهدي المنجرة مؤكدا فيها أن» بوفاته فقد المغـــــــرب أحد رجالات الفكر والمناضلين المخلصين عن حقوق الإنسان والمساهمين في تكوين الأجيال المغربية التي تتلمذت على يديـــه.. وفي هذا الظرف العصيب، ما كان يتحلى به الراحل من خصال إنسانية رفيعة، ومن تشبع مكين بالقيم الكونية للحريــــــــــــــة والعدالة والإنصاف، حيث كان، رحمه الله، نموذجا للمفكر الملتزم والباحث المستقبلي الجاد، الذي سخر كتاباته للدفاع عن حق شعــــــوب الدول النامية في اكتساب مفاتيح وأسس تحقيق التنمية الشاملة القائمة على تقاسم العلم والمعرفة، مما أكسبه تقديـــــــــر كل من واكبوا فكره، ونهلوا من علمه ودراساته سواء على المستوى الوطني أو العربي أو الدولي».
وكان المهدي المنجرة واحدا من أعلام المغرب البارزين، حيث لم يسبق لأي مفكر مغربي أن حظي بالصيت الدولي مثلما حــــظي به، خاصة أنه كان يشتغل في ميدان حساس يرتبط بالتنظير للمستقبليات، ولعل من أشهر كتبه في هذا الصدد»الحرب الحضــارية الأولى». المنجرة الذي ولد بالرباط سنة 1933، اشتغل مع الكثير من المنظمات والأكاديميات المعروفة وقدم استشارات رصيـــنة نال بها جوائز عالمية، وعرف المنجرة أيضا بمناهضته للقيم الرأسمالية من خلال الكثير من المؤلفـــات الشهيـرة  في  مقدمتها» عولمة العولمة»و «الإهانة في عصر الميغا إمبريالية».
وتميزت الحياة الفكرية والأكاديمية للمنجرة بالكثير من المحطات أبرزها اشتغاله داخل هياكل منظمة اليونسكو، ثم اشتغاله أستاذا جامعيا بالكثير من الجامعات الدولية المعروفة، غير أن أفكاره وتصوراته حول التنمية والإعلام والرأسماليــة، جعـلت المسؤولين المغاربة يضربون طوقا كبيرا حوله، حيث منع مرات عديدة من إلقاء محاضراته، بل الأدهى من ذلك، أنهم منعوا جمعيات مختلفة من إقامة حفل تكريمي احتفاء بمسار  الرجل.

 

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 51 مشاهدة
نشرت فى 16 يونيو 2014 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,229