بقلم: محفوظ بيكَلم
في قمةٍ من الانفتاح الروحي، والتحضر الإنساني، والرقي (الأخلاقي) الخالي من أي قيدٍ من قيود الفكر (الظلآمي)، وفي مشهدٍ رومانسي هندي، مليءٍ بأزهى صور الفكر المتحضر… رسمت لنا “القناة “الأولى” “ولَلاَّهَا العروسة” صورة من مشهد “مغرب 2020″. مغربُ “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان” و “حركة مالي” و شقيقتها “كِيف كِيف” مغربٌ كما يُنضِّر له عصيد وخديجة الرياضي وعبد الحميد أمين ومختار الغزيوي “ولآلَّة الأولى” وأختها “2M”، وزمرة ممن يسمّون أنفسهم بـــ”العلمانيين” (المثقفين المتحضرين الفلاسفة المفكرين المتنوِّرين) والمخصصة لهم هذه الألقاب هم فقط لا أحد سواهم، وما دون ذالك “ظلاميّون” “متزمّتون” “رجعيّون” “متخلّفون”.
مغربٌ يتمنونه خليطاّ “مُشرملاً” من الشواذ والسحاقيات والذيوتيين والعهر والعاهرات، مغربٌ نساءه بضاعة ونخاسة رخيصة بلا عزة ولا شرف، حياءهن تخلف، وعفتهن عقدة من عقد الجهل و الظلامية، وتبرجهن تحضر، وانحلالهن من أرقى حقوق التصرف الحر في النفس. مغربٌ نساءه متزوجات وغير ذالك، يحق لهن التصرف في أجسادهن كيف ما شئن ومتى شئن. بناته الأبكار التائبات الساجدات الراكعات نكرة، يرمى بهن إلى مزابل التخلف. مغربٌ تعانق فيه زوجة الرجل زوج صاحبه ولاشيء، ويعانق الرجل زوجة صاحبه “أونْتَا مَالْك سُوقَك”، مغربٌ “غِير الله يِسْتَر أُوصَافِي”.
مغربٌ يجهر فيه بالأكل نهارا في رمضان، وتعطل فيه القوانين الزجرية في حق الزناة والسِّكيرين، وتُفتح فيه مزيد من الحانات، ويرخّصُ فيه للعاهرات، ويتمتع فيه من يريد أن يتمتع مع المتمتعين، ويخوض من أراد الخوض مع الخائضين. تُفتح فيه الأذرع و الأحضان للترحيب (بعشرين مليوناً) من السائحين، وتنصب فيه المنصَّاتُ للمغنيين والراقصات على “موازين” أموال من ..؟ عراة ماجنين، ويُخفّض من صوت آذان الفجر حتى لا يزعج العابثين….
ثم تُقرأ فيه الفاتحة على مغرب الإسلام.
ساحة النقاش