دراسة: المغربُ مطالبٌ بتطوير سلاحه الجوِي وتنويع ممونيه بالعتاد
هسبريس - هشام تسمارت
الاثنين 17 مارس 2014 - 00:00
"إذَا أردتَ السلمَ عليك أنْ تهيئ للحرب"، قاعدةٌ عسكريَّة تضعُ بجلاء أسس تأمين الأوضاع بنقيضها، كما تطرحُ السؤال، عند ربطها بالمغرب، عمَّا أعدتهُ المملكة لأعداء مفترضِين قدْ يباغتُونها مستقبلًا، بضعهمْ لا يضمرُ العداء بقدر ما يظهر. المعطَى المذكور دفعَ فريق منتديات FAR MAROC، إلى جردِ أبرز المخاطر التِي قدْ تطفُوا إلى سطح المغرب مستقبلًا، وما يتعينُ أنْ يقومَ به إزاءها وسط تلاحق المتغيرات العالمية، وهو الذِي ينافحُ عنْ قضيَّة، تستدعِي غير قليلٍ من الجهد، الديبلوماسي، والحربِي، إنْ هي الظروف استتبعته في لحظةٍ ما.
الدراسة التي أعدتْ قبل عامين، ولا تزالُ معطياتها ذات راهنيَّة، تلفتُ إلى محدد السواحل المغربيَّة الممتدة على 3500 كيلومتر، من حيث ما أمنت من نقاطً رابحة، وما جسدت من مخاطر بالنسبة إلى المغرب، على مر التاريخ. كما تشيرُ إلى إيجاد المملكة عدة تحديات بعد نيل الاستقلال عام 1956، من قبيل بروز الحاجة إلى بناء دولة المؤسسات، وتهدئة الاضطرابات، وإيقاف المد الشيوعي، فلم تذر للمغرب من خيارٍ سوى الإقدام على ترتيب بعض الأولويات التي كانت صعبة لكنها كانت ضرورية".
تداعيات الحرب الباردة، وَتحرك جار في الشرق لا يؤلفُه الود صوبَ المغرب، زاد من إذكاء النزاع وشحذ الجيش المغربِي، الذي لا يزالُ مستمرًا إلى اليوم، حتى أنَّ القوات المسلحة الملكيَّة في المغرب، دربتْ وتدربُ لتكون في أهبة الاستعداد لمواجهة مفترضة مع الجزائر، على اعتبار أنَّ تأمين السلم يستدعِي التحضير للحرب.
فضلا عن ذلك، لا تزالُ الدروس التي استخلصتْ من حرب الرمال في أكتوبر عام 1963، إلى الوقت الراهن، من محددات التكتيك المغربِي، سيما أنَّ حرب الصحراء أظهرتْ كون الجانب اللوجستي عاملًا حاسمًا في الظفر بالنصر أوْ جر الهزيمة. تضيفُ الدراسة.
البحث يقول إِنَّ الخلاف الذِي احتدمَ بين المغرب وإسبانيا حول جزيرة ليلى، أظهر ما كانَ المغربُ معرضًا معه إزاء إسبانيا، بالنظرِ إلى محدوديَّة دفاعه الجوِي، كما أبانَ أنَّ مواقع استراتيجيَّة كبعض القصور والموانئ والمطارات لمْ تكن محميَّة بالصورة المطلوبة.
فحتى وإنْ كانت العلاقات مع إسبانيا جيدة، حسب الدراسة، ليس مستعبدًا أنْ تنقلب الأمور رأسًا على عقب، في حال استلم حزب مناوئ للمغرب، السلطة في البلاد، كما أنَّ توفر المغرب على عتاد قوي، سيجعلُ الإسبان يفكرون مليًا قبل الإقدام على اسفزاز المغرب، ثمَّ إنَّ تموضع المغرب في موقع قوة سيساعده على استرجاع سبتة ومليليَّة، وإنْ كان ذلكَ بالسبل الديبلوماسية، ما دامَ من يتفاوض عن قوة، ليس كمن يتفاوض بدونها.
الدراسة ذاتها، تطرقت إلى البعد العالمِي، وكيف أنَّ الأزمَة تدفعُ الدول الأوربيَّة إلى شدِّ الحزام، في مجال التسلح، وبيع بعض أسلحتها المستعملة إلى دول العالم الثالث، فيما يجعلُ انسحاب الولايات المتحدة من العراق وأفغانستان مستقبلًا، العالم يتجه بثباتٍ أكبر نحو تعددَ الأقطاب عوض أحاديَّة القطب التِي عاشها في أعقاب استلام الولايات المتحدة مقاليد قيادة العالم، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في التسعينات.
"ثمَّة بلدانٌ صارتْ تتقوَّى منها الصين، المتبوعة بالهند، مقابل القوتين الجهويتين اللتين تمثلها كلٌّ من إيران وتركيا في الشرق الأوسط"، يرصد فريق البحث مستحسنًا اتجاه المغرب إلى التقارب مع الصين والتبادل معها عسكريًّا، في بعض الأنظمة، وذلكَ بغرضِ تنويع من يمدون المغرب بالأسلحة.
عمليَّة "فجر الأوديسا" التِي كانتْ مدخلًا إلى إسقاط نظام القذافِي في ليبيا، قادتْ إلى التساؤل، وفق الدراسة، عمَّا إذا كنا في المغرب نملكُ القدرة على التصدِي، من باب الافتراض، لعمليَّة مماثلة، في حال نَشبَ نزاعٌ مع دولةٍ من شمال المتوسط، لتسير إلى الإجابة بالقول إنَّ المحدد الجوِي أثبتَ كونه الفيصل في حسمِ المعركة، وهو ما اكتشفَ معه المغرب أنَّ موارده الماليَّة محدودة قياسًا بالجزائر، الأمر الذي يعوق التزود بالعدد الكافِي من الطائرات لتكثيف الحماية في الجو.
إزاء المعطى المذكور، تقترحُ الدراسة، ضمنَ رؤية مفصلة، اللجوء إلى نظام HQ 9B الصيني، سيما أنَّ الصين قامتْ بمبادراتٍ إيجابية مع المغرب، أظهرت أنَّ الاعتماد عليها أمرٌ ممكن في حال أدارَ بعض الحلفاء التقليديِّين في الغرب ظهرهم للمغرب، ما دامتْ السياسة الخارجيَّة متغيرةً بتغير المصالح، التِي تدومُ فيما قدْ لا تدوم الصداقات.
ساحة النقاش