'الحقيقة' لا معنى لها عند ترامب و'الكذب' لديه 'وجهة نظر'

<!--<!--

الأحد ١٣ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٦:٠٣ بتوقيت غرينتش

خرجت الكاتبة الأمريكية ميشيل غولدبيرغ بإنطباع فظيع عن شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد مراجعتها مقتطفات من كتاب "الغضب" للصحفي الأمريكي المعروف بوب وودوارد الذي اعتمد على سلسلة من المقابلات أجراها الأخير مع ترامب.

العالم – كشكول

غولدبيرغ وفي مقال نشرته في صحيفة "نيويورك تايمز"، أكدت أنّ الأشخاص الذين قضوا وقتا مع الرئيس دونالد ترامب غالبا ما يستنتجون أنّ الحقيقة لا معنى لها عنده، وأنه لا يرى الكذب كذبا بل مجرد وجهة نظر!، وهذا ما أكّده دان كوتس المدير السابق للإستخبارات الوطنية في عهد ترامب، الذي نقل وودوارد عنه قوله: "بالنسبة له (لترامب)، الكذبة ليست كذبة. هذا فقط ما يعتقده. إنه لا يعرف الفرق بين الحقيقة والكذب".

غولدبيرغ ترى أنّ تسجيلات المقابلات تكشف وبشكل صادم أنّ ترامب يتعمد الكذب ويرغب كثيرا في أن يكذب، وهو ما يجعله أكثر الرؤساء الأميركيين كذبا وأقلهم جدارة بالثقة، فهو عندما يتحدث عن جائحة كورونا لا يبدو جاهلا أو مخدوعا، فهو يصف الفيروس بأنه محمول في الهواء وأكثر فتكا بـ5 مرات من الإنفلونزا الشديدة، إلّا أنّه يأبى إلّا أن يظهر بمظهر الكذّاب والمخادع الواعي، مشيرة إلى أنه قال لوودوارد "أردت دائما التقليل من شأن الوباء، ما زلت أحب التقليل من شأنه، لأنني لا أريد أن أحدث حالة من الذعر". أما قول ترامب من أنه أراد من خلال التقليل من خطورة كورونا ألّا يثير الذعر بين الامريكيين، فتصفه غولدبيرغ بأنه "فِرية"، لأن ترامب يحب إثارة الذعر، مثل التخويف من المهاجرين، وحركة أنتيفا، وذوي الدخل المنخفض الذين يغزون الضواحي، إلّا أنّ المكان الوحيد الذي يرغب ترامب أن يسود الهدوء حقا فهو الأسواق المالية فقط.

إنّ من الصعب تصور أن يكذب شخص بهذا الشكل الفظيع، ويدعي أنه "رئيس أكبر دولة في العالم"، من دون أن يضع في حسابه أنّ العالم يرصد كل كلمة ينطق بها، ففي الوقت الذي تحذر فيه الجهات الصحية من أنّ الوضع خطير وأنّ وباء كورونا يعصف بأمريكا، بعد أن قارب عدد المصابين 7 ملايين مصاب، بينما تجاوز عدد الوفيات أكثر من 200 ألف حالة وفاة، إلّا أنّ ترامب مازال يكرر مقولته أنّ كورونا يلفظ أنفاسه الأخيرة وأنّ الأوضاع تحت السيطرة وعلى الأمريكيين أن يثقوا بإدارته!!.