http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

لافروف والسلة السورية.. دعمُ الأسد وحصّةُ الأسد؟

<!--<!--

 “رأي اليوم” الدكتور محمد بكر* كاتب صحفي فلسطيني - روستوك – ألمانيا

محمّلاً بجملة من العطايا وتجديد الدعم وشرح مفاعيل الحضور على مدى خمس سنوات، حطّت طائرة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مطار دمشق الدولي لينضم للوفد الروسي رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس الوزراء يوري بوريسوف، ترسيخ الهدوء النسبي، وأولوية الإعمار، والدفاع عن سيادة سورية، ودحر الأوكار الإرهابية في ادلب، وأشياء كثيرة وضعها لافروف دفعة واحدة في السلّة السورية، بدا الأمر لدى كثيرين بأنه مشهدٌ طبيعي لجهة ثبات الموقف الروسي تجاه الأسد، وهذا صحيح، لكن في التفاصيل وفي البعد العميق للزيارة يمكن قراءة أشياء مختلفة من حيث المضمون والدلالات، وصورة الزخم الروسي في التشديد على المواقف، في مرحلة حساسة وغاية في الخطورة ولاسيما اقتصادياً يمر بها الداخل السوري.

في العام 2015 عندما تدخلت روسيا عسكرياً في سورية إدراكاً منها لطبيعة الحاصل في تلك الجغرافية، وأنّ إسقاط الدولة فيها هو كان وفق الرؤية الروسية والتحليل العميق ضمن مشروع أمريكي يرتكز إلى إسقط الأنظمة بالقوة، وفرض سياسات بعينها، تم تقييمها روسياً، بأنها تمكينٌ أكثر للقدم الأميركية في المنطقة، وإنفاذ كل مقومات السيطرة على مواردها وقدراتها، ونفسه لافروف لم يجد حرجاً حينها لإظهار مفاعيل الحضور الروسي وتظهير أكثر للقوة الروسية المشتبكة مع عدد من خصومها في جبهة سورية، لجهة أنّ دمشق كانت ستسقط لولا ذلك التدخل، تماماً كما على المقلب الآخر عندما أعلنها ترامب صراحة أنّه لولا الحماية الأميركية لدول الخليج لسقطت العروش في أسابيع قليلة،  مع ضرورة الملاحظة هنا أنّ طبيعة التعامل الروسي مع حلفائه، يختلف كلياً عن طريقة التعاطي الأميركي مع حلفائه الخليجيين، لكن في النهاية الهدف واحد وهو الدفاع عن المصالح، ولعل حديث الأسد عن اهتمام سورية بجميع الاستثمارات الروسية ومناقشة جميع القضايا للوصول إلى حل مقبول، هو يشكل ما يمكن تسميته برد الدين أو فاتورة التحالف الاستراتيجي، أو ربما “جردة حساب” لناتج سياسي نهائي أوضحه لافروف هو انتصار سورية على الإرهاب وأولوية الإعمار.

في الشق السياسي بدت إشادة لافروف بالدور التركي ومفاعيل الاتفاق الأخير بين أنقرة وموسكو، لناحية إعطاءه الفضل في اتساع المساحة التي تسيطر عليه الدولة بعد الاتفاق، و” ثمرات” خفض التصعيد والدوريات المشتركة، هو يأت تمهيداً روسياً لمصالحة تركية سورية، لكسب الجانب التركي للصف الروسي  سواء في وضع نهاية لملف إدلب أو كثقل نوعي لتعزيز تحالفات موسكو لمواجهة التحديات الأميركية في شرق الفرات، من هنا نقرأ ونفهم ما صدر عن القمة الثلاثية الأخيرة بين تركيا وإيران وروسيا لجهة إدانة اتفاقات قسد مع الولايات المتحدة الأميركية فيما يتعلق بالنفط السوري.

حديث لافروف عن أدوار أحادية الجانب تمارسها بعض الدول لخنق الدولة السورية اقتصادياً، وإعطاء الأولوية لإعادة الإعمار، المرتبط بطبيعة الحال مع المصادقة الروسية على ما قاله وليد المعلم بأن ما يحصل في جنيف حول لجان مناقشة الدستور، هو أمر منفصل عن الانتخابات الرئاسية التي ستجري العام القادم، كل هذا يبعث برسالة سياسية روسية للأسد لجهة أن يكون لموسكو “حصة الأسد” من الاستثمارات في سورية، وعند هذه الجزئية يمكن فهم حديث الأسد عن الحل المقبول المتعلق بالاستثمارات.

كما فصلت موسكو سابقاً في الميدان وكانت لها اليد الطولى في إنهاء ملفات وساحات ساخنة، اليوم تريد أيضاً أن تكون صاحبة اليد الطولى في التفصيل الاقتصادي في سورية، وتمكين القدم الروسية في جغرافية حيوية واستراتيجية.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 25 مشاهدة
نشرت فى 10 سبتمبر 2020 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,948