قلاع الإرهاب الأمريكي تسقط في البيضاء.. انتصار انتظره اليمنيون 30 عاماً
<!--<!--
الخميس ٢٠ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٣:١٤ بتوقيت غرينتش
خسر تنظيما القاعدة وداعش، في الأيام الماضية، أهم معاقلهما في جنوب الجزيرة العربية باليمن بعد سنوات من القتال في صف تحالف العدوان السعودي والولايات المتحدة الأمريكية.
وبالأمس أعلن الجيش واللجان الشعبية اليمنية انجاز مهمة اجتثاث التنظيمين في محافظة البيضاء وتحرير ألف كيلومتر مربع، واغتنام كميات كبيرة من الأسلحة، وبذلك يكون تنظيم داعش الإرهابي قد خسر عاصمته في اليمن بعد سوريا والعراق وتلقى خسارة ثقيلة على مستوى القيادات.
وتعتبر معركة البيضاء انجازا كبيرا يحسب للقوات اليمنية حيث تقع المدينة في واد منخفض من الأرض، وهي محاطة بجبال من الجهات الأربع، ورغم التسليح الكبير الذي جهزت به السعودية التنظيمين الإرهابيين ورغم التدخل العلني لتحالف العدوان وأمريكا وغاراتهما لتغطية عمليات القاعدة وداعش بصورة فاضحة، إلّا أنّ هؤلاء الإرهابيين خسروا 12 معسكرا دفعة واحدة خلال المعركة.
ومن المهم أن نذكر بأن الجيش اليمني واللجان الشعبية كادوا أن يقضوا على تنظيم القاعدة في عام 2015 بعد أن استطاعوا اجتياح معاقله في الوضيع بأبين، وكانوا على وشك اجتثاثه من معاقله بقيفة، حيث وصل الجيش واللجان الشعبية آنذاك إلى منطقة يكلا وفر عناصر القاعدة إلى سائلة يكلا، إلّا أنّ السعودية بدأت عدوانها آنذاك (مارس 2015) وأعادت القاعدة إلى الحياة ثانية، ومنذ ذلك الوقت اعتمدت على التنظيم الإرهابي ومولته بالمال والسلاح لمواجهة الجيش اليمني واللجان الشعبية، حيث حاولت السعودية ومعها أمريكا حفظ ماء وجيهما فأدخلا القاعدة تحت مسميات أخرى منها "الجيش الوطني والمقاومة وألوية العمالقة"، حيث من المعلوم أنّ أمريكا تشن منذ 2016 هجمات على قادة تنظيم القاعدة في اليمن باستخدام الطائرات بدون طيار تحت مسمى مكافحة الإرهاب.
كما أنّ الإنسحابات التي نفذها التنظيم الإرهابي في الجنوب (أبين وشبوة والمكلا) وروج لها تحالف العدوان السعودي بأنها"انتصارات"لم تكن سوى توافقات مع القاعدة أفضت إلى إغداق أموال طائلة على التنظيم الإرهابي وإدماجه في"جيش المرتزقة"الذي يحارب إلى جانب التحالف وما تسمى بالشرعية حيث تم تعيين كثر منهم في مناصب سياسية وعسكرية ضمن قوام المرتزقة، ومنهم عبد الوهاب الحميقاني القيادي الكبير في القاعدة والمسجل على لائحة ممولي التنظيمات الإرهابية والذي أصبح مستشارا لهادي.
وكما تلقى تنظيم القاعدة أموالا وذخائر غربية لقتال الجيش واللجان الشعبية تلقى تنظيم داعش الذي أعلن عن نفسه في 2015 في اليمن نفس التجهيزات ولكن بوتيرة أقل، وأقام داعش معاقله في منطقة الظهرة بقيفة إلى جوار تنظيم القاعدة الذي تركزت معاقله في يكلا، وقاتل إلى جانب القاعدة سوية ضد اللجان الشعبية، لكن تنظيم القاعدة خشي على نفسه ونفوذه أمام تنظيم داعش واستعرت بين التنظيمين معارك شرسة لأكثر من مرة خلال السنوات الماضية في مناطق قيفة في البيضاء، قدر عدد القتلى من الطرفين بـ300 عنصر على الأقل إضافة إلى مئات الجرحى، وسعى التحالف وما تسمى الشرعية للتوفيق بين التنظيمين الإرهابيين أكثر من مرة لتوحيدهم ضد الجيش واللجان الشعبية، إلى أن خسر هؤلاء معاقلهم نهائيا في الأيام الماضية حيث نقل التحالف ما تبقى من عناصرهم إلى مأرب.
وجرى نقل مقاتلي القاعدة تحت إشراف التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي من مناطق قيفه ويكلا (معقل القاعدة الأساسي والرئيس في اليمن) للدفاع عن معقل التحالف الأخير في شمال شرق اليمن ومعقل المرتزقة في مأرب بعد انهيار ألوية الإصلاح في نهم.
وفي المجمل لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها الإستفادة من تنظيم القاعدة في الصراع السياسي لتحقيق مآرب شخصية في اليمن فنظام علي عبد الله صالح استخدم التنظيم ضد خصومه السياسيين على مدى عشرات السنوات، واليوم استطاع أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية إخراج هذا التنظيم الإرهابي من معقله الذي اتخذه منذ 30 عاما، ولليمنيين الذين خسروا أحبّاءهم في العمليات الإرهابية التي ارتكبها القاعدة في اليمن على مدى كل هذه السنوات أن يهنأوا بالانتصار العظيم الذي سطره مجاهدو اليمن في البيضاء وأن يحتفلوا بمن انتصر لدماء شهدائهم.
ساحة النقاش