إنقلاب الإنتقالي على هادي وإتهام الأخير بالتوطؤ مع "داعش"
<!--<!--
كما توقعنا وجد المجلس الإنتقالي الجنوبي ذرائع جاهزة للإنقلاب على الاتفاق الذي رعته السعودية والمعروف بـ"إتفاق الرياض" الذي أدّى إلى وقف إطلاق النار بين المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا وقوات الرئيس اليمني المستقيل والهارب عبدربه منصور هادي في 22 يونيو/ حزيران الماضي.
الذرائع التي ساقها الإنتقالي لتبرير تعليق مشاركته في المشاورات الجارية لتنفيذ "اتفاق الرياض" هي ذرائع كانت ومازالت موجودة، وتقف وراءها السعودية والإمارات، فعصابات "داعش" والقاعدة التي تستعين بها قوات هادي المدعومة سعوديا على الإنتقالي والتي كانت ذريعة للأخيرة لتعليق مشاركتها في اتفاق الرياض، هي ذات العصابات التي تستعين بها قوات الإنتقالي على قوات هادي في اليمن.
حكومة صنعاء والقوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية، كانت قد حذرت من اللعبة الخطرة التي تشرف عليها أمريكا بالتواطؤ مع السعودية والإمارات، في تسليح وتدريب الجماعات التكفيرية في اليمن، في العدوان الذي تشنه على الشعب اليمني بذريعة "دعم الشرعية"، كما حذرت من مخطط دول العدوان الرامي الى تقسيم اليمن، وكل ما يقال عن وجود اختلاف بين السعودية والإمارات ومرتزقتهما في اليمن هو ليس سوى رماد تذره السعودية والإمارات في عيون السذج من اليمنيين، كما شهدنا في "اتفاق الرياض" حيث حاولت السعودية الظهور بمظهر الحريص على وحدة اليمن، بينما الحقيقة الأكيدة والمؤكدة أنّ السعودية هي أكثر حقدا على وحدة الشعب اليمني من الإمارات.
من مهازل مرتزقة السعودية والإمارات في اليمن أن يتهم الإنتقالي الذي يقوده الشيخ السلفي الوهابي هاني بن بريك، قوات هادي باستمرار عمليات التحشيد العسكري باتجاه الجنوب بمشاركة كبيرة لعناصر من تنظيمي القاعدة و"داعش" الوهابيين، في إطار القوات المحسوبة على "الشرعية"!! في أبين.
الرسالة التي وجهها الإنتقالي إلى السعودية باعتبارها راعية الاتفاق، والتي تضمنت الأسباب التي دعت الإنتقالي لتعليق المشاركة في تنفيذ الإتفاق، ومنها انتهاك قوات هادي وقف إطلاق النار المتفق عليه، حيث نفذت أكثر من 350 خرقا ، أسفر عن سقوط أكثر من 75 شخصا بين قتيل وجريح ، وعدم رعاية أسر القتلى والجرحى، وعدم صرف المعاشات والمرتبات الشهرية لأشهر عدة، لا سيما مخصصات القطاعات العسكرية والأمنية، وتسوية أوضاع المتقاعدين العسكريين والمدنيين، وكذلك موظفي القطاع المدني وفي مقدمتهم المعلمين، واستهداف المدنيين بمحافظة شبوة ووادي حضرموت والمهرة، بالتصفيات الجسدية، والقمع والاعتقالات والإخفاء القسري والتعذيب داخل السجون، وانهيار الخدمات العامة في محافظات الجنوب، وعدم إيجاد أية معالجات حقيقية تلامس احتياجات المواطن، وانهيار العملة، وعدم توفير سيولة نقدية في محافظات الجنوب، وتضخم أسعار السلع والخدمات، وما ترتب على ذلك من انعكاسات مأساوية على كاهل المواطن.
هنا تطرح اسئلة نفسها وبقوة ومنها: لماذا يجب أن تعاني المحافظات الجنوبية في اليمن من كل هذه المآسي والانفلات الأمني وهي وفقا للخطاب السياسي لدول العدوان، "محافظات محررة" ومرتزقة الإمارات والسعودية لا تتحرك إلّا وفقا لضوء أخضر سعودي أو إماراتي؟!، أليس هذا الأمر يؤكد أنّ هناك إرادة سعودية وإماراتية تعمل لزرع الشقاق والفتن والصراعات بين اليمنيين حتى لا تقوم لهم قائمة؟!، وأخيرا، إذا كان هذا هو تعامل الإمارات والسعودية مع مرتزقتهما، ومع المناطق التي "حررتها"!!، عندها يمكننا أن نتخيل حجم المأساة التي تعاني منها المحافظات اليمنية التي مازالت تقاوم دول العدوان الأمريكي السعودي الإمارتي!!، بسبب السلوكيات الإجرامية لهذه الدول بحق الإنسان اليمني.
ساحة النقاش