حصريا: فصائل حزب الله تحذر واشنطن من عدم احترام الإرادة العراقية
<!--<!--
الخميس ٢٠ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٨:٥١ بتوقيت غرينتش
حذر الناطق باسم فصائل حزب الله العراق محمد محي الولايات المتحدة من الإصرار على عدم احترام الإرادة العراقية في إخراج القوات الأميركية من الأراضي العراقية، مشددا على أنّ استهداف قادة النصر ملف كاف بمفرده لمطالبة القوات الأميركية بأن تخرج من العراق وكذلك غلق السفارة الأميركية.
وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية عبر برنامج"ضيف وحوار" قال محمد محي: نحن اليوم أمام علاقة شاذة ما بين الولايات المتحدة والعراق، وذلك بسبب ما فرضته على العراق من تواجد عسكري رغما عن إرادته، والتأثير الكبير والتدخل الفاضح في الشأن العراقي، ما أدّى إلى أزمة كبيرة خلال الفترة الماضية وأدّى إلى تصاعد عمليات المقاومة ضد هذا الوجود.
ولفت إلى أنّ ما جرى في اختيار الكاظمي لرئاسة الوزراء ربما أعطى انطباعا بأنه يميل إلى الجانب الأميركي، مبينا: هذا واضح جدا من طبيعة سياسته وتصرفه وقراراته، ولذلك اليوم القوى السياسية تعاملت معه من أجل أن تكبح هذا التوجه، وأن توصل هذه الرسالة بأنك رئيس وزراء للعراق ويفترض أن تحترم القوى السياسية الموجودة اليوم.
وبشأن زيارة الكاظمي إلى واشنطن أضاف: هناك إرادات ومطالب، وهناك قرار لمجلس النواب العراقي يفترض أن يحترم، وهناك الملايين من أبناء الشعب العراقي خرجوا إلى الشوارع وطالبوا بإخراج القوات الأميركية من العراق، وطالبوا بأن يحرتم رأيهم وأن تحترم مطالبهم، فينبغي أن تكون"عراقيا"حينما تذهب إلى واشنطن، وأن تطرح هذه المطالب العراقية الصميمة، حتى نستطيع أن نقيم هذه الزيارة وفق هذه الأطر والمطالب.
وبين الناطق باسم فصائل حزب الله: عندما نقول أنّ العلاقة شاذة وغيرمتكافئة بين العراق والولايات المتحدة، فالولايات المتحدة هي من يفرض الأجندة ومعطيات جدول الأعمال لأي زيارة من الزيارات، لهذا نقول أنّ على الكاظمي اليوم أنّ يتعامل في هذه الزيارة مع العراق كدولة مقابل دولة.
وفيما تسائل"فهل يستطيع الكاظمي أن يتعامل مع هذه الروحية والنفس؟"أوضح: إذا كان الأمر كذلك وأخذ هذه المعطيات والمطالب والشروط في زيارته أعتقد أنه سوف يحقق شيئا ما، ولكن إذا رضخ للجانب الأميركي وإرادته، وإذا أراد الأميركي استغلال هذه الزيارة لأغراض انتخابية أو فرض وجوده أو إرادته، فنحن من البداية نقول أنّ هذه الزيارة فاشلة وسوف يحاسب الكاظمي على كل ما لم يستطع تحقيقه أو ينجزه في الزيارة.
وبشأن المطالب قال: هناك مطالب واضحة قلناها أكثر من مرة وخاصة في مرحلة الحوار العربي الأميركي الذي حصل قبل عدة أسابيع، والمطلب الأول هو إخراج القوات الأميركية من العراق، وهذا فيه قرار لمجلس النواب، وفيه أيضا إرادة لجماهير عراقية ضخمة وكبيرة خرجت إلى الشارع لكي تعزز هذا القرار وتعلن هذه المطالب.
كما لفت إلى أنّ: هناك أيضا محاكمة المسؤولين عن إعطاء الأوامر لاستهداف واغتيال قادة النصر الحاج قاسم سليماني والحاج أبومهدي المهندس في مطار بغداد، وهي جريمة حرب يحاسب عليها القانون الدولي، وبالتالي ينبغي أن تطرح هذه القضية، وإلّا لا يمكن احترام العراق كدولة بالتعامل مع دولة أخرى تتواجد في أرضه وترتكب هذه الجريمة دون أن يطرح هذا الموضوع على بساط التفاوض.
إضافة إلى ذلك أشار محمد محي إلى أنّ: هناك ملف الكهرباء الضخم الكبير الذي يعاني منه أبناء الشعب العراقي وتتعمد أميركا من خلال شركاتها على أن يبقى هذا الملف، لأن هناك سيطرة وهيمنة من قبل شركة جنرال إلكتريك والجانب الأميركي على هذا المرفق المهم الحيوي.
ولفت إلى أنّ استهداف قادة النصر ملف كاف بمفرده لمطالبة القوات الأميركية بأن تخرج من العراق وكذلك غلق السفارة الأميركية. كما انتقد محي بأنه و: بعد الاستهداف كان هناك لقاء لرئيس الجمهورية مع الرئيس الأميركي ترامب، وهذه استهانة كبيرة جدا، ليس فقط لهذه الدماء العزيزة بمقدار ما هو استهانة بالعراق كدولة، فدولة ترتكب جريمة بهذا الحجم في داخل دولة تتواجد فيها بحجة مساعدتها.. ونحن نضع أيدينا بأيدي رئيسها وكأن الجريمة لم تحدث فهذه مفارقة عجيبة.
ونوه إلى أن كل هذا هو نتيجة عدم التكافؤ في العراق في العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق، مشددا على أنّ الولايات المتحدة تستغل وجودها وقواتها العسكرية لفرض إرادتها على السياسيين والقوى السياسية والواقع السياسي العراقي، وقال: إضافة إلى أن بعض القوى السياسية وضعت نفسها أداة للأميركي وكأنما هي لسان حال له وتتعامل وفق المعادلة الطائفية.
وأضاف: هم يحاولون أن يعزلوا الشارع الشيعي الجانب الوحيد الذي يواجه الأميركان ويرفض وجودهم، وهم يغازلون الإخوة السنة بالإقليم السني ويغازلون الإخوة الكرد بالدولة الكردية، وبالتالي يحيدون السني والكردي ويبقى الشيعي بمفرده، حتى أنهم وصفوا قرار مجلس النواب بأنه يمثل الطائفة الشيعية وتعاملوا معه بهذه الطريقة. وصرح الناطق باسم فصائل حزب الله "يكفي تصريح الولايات المتحدة بعدم احترام قرار مجلس النواب لأن يتخذ منه العراق وكل قواه السياسسية موقفا صارما وجديا للتعامل مع الولايات المتحدة وايقافها عن الاستهانة بالواقع العراقي".
وأشار إلى أنّ فصائل المقاومة تصعد أداؤها واستهدافها للمواقع الأميركية ولخطوط الدعم والإمداد اللوجستية بسبب الإصرار الأميركي على التواجد في العراق رغم المطالبات بإخراج هذه القوات، ولفت إلى أنّ الكثير من التصريحات والمواقف بل وحتى التجاهل الحكومي لهذه المطالب ربما يعطي رسالة بأنّ الأميركان ليسوا جادين في الخروج من العراق، كما أن هناك قوى سياسية ليست جادة بمطالبة الأميركان بالخروج من أرض العراق. وأضاف:ولذك المقاومة تصعد هجماتها لأنها باتت تدرك بأن هذا الوجود قائم رغما عن إرادة الشعب العراقي، ولربما سوف نسمع يوما من أي مسؤول أميركي أننا نتواجد في العراق وفق قانون معين دولي، وتصنف هذه القوات كما صنفت بعد عام 2003 قوات احتلال.
وقال محمد محي: ونحن بغض النظر عن هذه المعطيات نتعامل مع هذه القوات كقوات احتلال، كما قد تظهر فصائل مقاومة أخرى باتت ترى في هذا الوجود خطرا كثيرا وداهما على أمننا القومي ولا يمكن التعامل معه إلّا بهذه الطريقة نتيجة التجربة التي مرت بالعراق بعذ عام 2003. ونوه إلى أن الولايات المتحدة حاولت أن تبقى في العراق وتحدّت وأصرّت، ولولا فصائل المقاومة والاستهدافات الكبيرة التي حصلت على القواعد الأميركية لما رضخت الولايات المتحدة وخرجت نهاية عام 2011، وقال: فآنذاك استجدت الولايات المتحدة - وهو موقف دولي مشهود ومعروف- هذا الموضوع من الكتائب بالذات ألا تستهدف قواتها وهي سوف تنسحب، ووصلت الرسالة، وفي حينها - وهي معلومة معروفة- تدخل الحاج قاسم سليماني لكي لا تستهدف هذه القوات حتى تنتهي صفحة الاحتلال من العراق، وبالفعل خرجت القوات.
وأشار إلى أنهم أرسلوا آنذاك أحد أمراء دول مجلس التعاون، في محاولة للفرار بأقل الخسائر من العراق، وصرح قائلا: فإذا أرادوا تكرار هذا المشهد من جديد فأبناء العراق جاهزون، وربما هم اليوم في موضع أكثر قوة بكثير مما كانوا عليه خلال فترة الاحتلال، كما الأميركان أقل بكثير مما كانوا عليه في أيام الاحتلال. وأشار إلى أنّ فصائل المقاومة لمست التملص والتسويف الأميركي بالانسحاب من العراق من خلال المواقف والتصريحات وتكثيف التواجد العسكري في قواعد، وأوضح: من الواضح جدا أنّ ذلك لأمد بعيد وليس لمهمات قصيرة كما تدعي الولايات المتحدة بمساعدة العراق ومساندته في مواجهة عصابات داعش، بل بالعكس كلما استهدفت الولايات المتحدة كلما ازدادت عمليات داعش، وكأنما داعش تنفذ ما لا تستطيع الولايات المتحدة تنفيذه لضرب القوات الأمنية وضرب الحشد الشعبي.
وحذر الناطق باسم فصائل حزب الله العراق الولايات المتحدة من أنها إذا ما أصرت ولم تحترم الإرادة العراقية سوف تضع نفسها في هذه المعادلة التي يقف فيها أبناء الشعب العراقي وفق القانون الدولي والشرائع السماوية، لأنه من حقهم أن يواجهوا قوات غازية تتواجد بشكل غيرشرعي على أرض العراق، وبالتأكيد سوف تزداد المقاومة نوعا، وليس الأمر محصورا في الجانب الشيعي فقط وإنما كل أبناء العراق ممكن أن يكونوا مشاريع مقاومة لهذه القوات، فمعظم شرائح الشعب العراقي ترفض الوجود الأميركي.
وحول الافصاح عن عمليات الفصائل قال محمد محي: كان لدينا موقفا واضحا وصريحا بشأن فصائل المقاومة حيث كانت تستهدف القواعد الأميركية ولم تعلن الجهة التي كانت تستهدف، فنحن طالبنا القوى المجاهدة التي تستهدف القواعد والمصالح الأميركية أن تعلن عن نفسها لكي لا تختلط الأوراق وحتى لا تلقى الاتهامات جزافا ولكي تصبح الصورة واضحة، لأن هذا حق، وهو فخر بالنسبة لأبناء الشعب العراقي وأبناء المقاومة بكل مسمياتها.. فخرا كبيرا أن يواجهوا هذه القوات الشيطانية التي تعمل على إهانة العراق والتواجد على أرضه رغما عن إرادته.
وتحدث محيي عن أن هناك منفذا بين العراق والكويت يدعى "منفذ جريشان" يعتبر من اخطر المنافذ في العراق وهو بلا رقابة ويمر من خلاله العديد من الأمور التي تدعم الوجود الأمركي والمجموعات الإرهابية في العراق وقد طالبنا الحكومة العراقية بمراقبة المنفذ للحفاظ على السيادة الوطنية وقد تم استهداف هذا الطريق الواصل للمنفذ من قبل فصائل المقاومة لضرب التواجد الأميركي ومنعه من دعم المجموعات الإرهابية.
وأضاف محيي بأن العلاقة بين العراق وإيران تاريخية وشعبية وأصيلة ولا يمكن أن تنسى العراق مواقف إيران عندما تعرضت لهجمات داعش، لذا من الطبيعي أن يكون شخص بمستوى قاآني حاضرا اليوم لمتابعة الملفات التي طرحت أثناء زيارة الكاظمي لطهران وهذه الزيارات تصب في مصلحة البلدين برغم محاولات أميركا لضرب هذه العلاقة.
ساحة النقاش