عبقري الإمارات.. "شالوم عليكم" مشكلتنا معكم كانت مجرد سوء فهم!
<!--<!--
السبت ٢٢ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٦:٥٤ بتوقيت غرينتش
كان من الأفضل للمسؤولين الإماراتيين أن يختاروا فضيلة الصمت على رذيلة كثرة الكلام، وهم يحاولون تبرير خيانة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب لأقدس مقدسات المسلمين، فلا تمر سوى ساعة على كل تبرير إماراتي، حتى يأتي النفي "الإسرئيلي" القاطع لها.
أعلى الأصوات الإماراتية الداعية للتطبيع من أمثال أنور قرقاش وضاحي خلفان وسفير الإمارات في أمريكا يوسف العتيبة، سطروا تبريرات عديدة للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي مثل منع نتنياهو من ضم أراض في الضفة الغربية لـ"السيادة الإسرائيلية"، أو شراء طائرات مقاتلة أمريكية من طراز اف 35، وهي تبريرات نفاها "أصدقاء الإمارات في الكيان الإسرائيلي" وبشدة، بعد أن أكّدوا أنهم لن يوقفوا الضم بل تم تعليقه مؤقتا، كما أنهم لا يسمحوا ببيع طائرات 35 للإمارات.
اللافت أنّ أبواق التطبيع المذكورة في الإمارات، رغم ارتفاع صوتها و"عنترياتها" ضد الشعب الفلسطيني ومن عارض تطبيعهم من العرب والمسلمين، لا يعقبون ولا يعلقون على "نفي الشريك الإسرائيلي"، واللافت أيضا أنهم ورغم نفي الشريك، لا يتورعون من تكرار تلك التبريرات ودون ملل أو كسل أو حتى خجل.
يبدو أنّ السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة، قد شعر بأنّ موقف الإمارات مع "الشريك الإسرائيلي" بات لا يحسد عليه، فتفتّقت عبقريته عن تبرير جديد للتطبيع لا يمكن لـ"الشريك الإسرئيلي" تكذيبه أو نفيه، حتى وإن كان مضحكا وسخيفا ويتعارض مع البديهيات العقلية، والتبرير الجديد هو أنّ الإمارات أرادت من خلال هذه التطبيع وقف حالة "عدم الفهم" القائمة بين العرب "والإسرائيليين" والتي كانت السبب وراء كل ما جرى ويجري في المنطقة!!.
تبرير عبقري الإمارات هذا جاء في مقال كتبه العتيبة صباح يوم أمس الجمعة في الصفحة الأولى في صحيفة "يديعوت أحرونوت" "الإسرائيلية"!!، تحت عنوان "شالوم عليكم" (سلام عليكم)، جاء في جانب منه: "أنّ منطقتنا لا تزال تمر بزلزال كبير، ضعف في الحكم، شقاق، وتدخل على مستوى الإقليم، توفر الظروف للمآسي والنزاعات. التوسع الإسلامي، يشجع التطرف ويهدد الاستقرار. مئات السنين من عدم الفهم وعقود من الشك تحيي العدوانية!!".
كنا نتمنى على العتيبة أن يصمت، ولكن للأسف الشديد لا مكان لفضيلة الصمت في قاموس المسؤولين الإماراتيين، فهذا العبقري "أراد أن يكحلها فعماها"، حيث اعتبر نقل العصابات الصهيونية من مختلف أنحاء العالم إلى فلسطين المحتلة تحت ظل الاحتلال البريطاني، وتسليحها وتدريبها، لتنفذ المجازر بحق الشعب الفلسطيني بهدف قلعه من أرضه ودفعه للهجرة إلى أصقاع العالم، واحتلال أرضه وتدنيس مقدساته، بأنها كانت بسبب "عدم فهم"، جاء زعماء الإمارات لرفعه!!.
عبقري آل زايد، اعتبر محاصرة غزة وتجويع شعبها، والحروب التي تشن عليها رغم الحصار، وقتل أطفالها وهدم البيوت على رؤوس أهلها، وتهويد القدس واعتبارها عاصمة للكيان الإسرائيلي، ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية، بأنها كانت بسبب "عقود من الشك"، بين العرب و"الإسرائيليين"، جاء التطبيع الإماراتي لإزالته!!.
رغم أنّ تبريرات العتيبة اسخف من أن يُرد عليها، إلّا أننا سنكتفي هنا بنقل تصريحات مراسلة صحيفتي"هآرتس"و"يديعوت احرونوت" "الاسرائيلييتن" نوعا لانداو، التي أعلنت أنّ التطبيع جاء بمبادرة من الإمارات العربية المتحدة، عبر السفير يوسف العتيبة، لإنقاذ كل من ترامب ونتنياهو من ورطة فشل تنفيذ مخطط الضم، عبر اقتراح قدمه يوسف العتيبة في مقال تحت عنوان"إما الضم أو التطبيع"، الذي نُشر في صحيفة يديعوت أحرونوت في 12 يونيو/حزيران الماضي، بما يمنح كلاً من نتنياهو وترامب "سلماً للنزول عنه" وتصوير الإمارات كمن حققت إنجازاً في هذا السياق، يُضاف إلى رصيدها ويعزز دورها الإقليمي!!.
ساحة النقاش