رسائل فرنسا إلى حزب الله وثوابته في لعبة المصالح - الخط البحري 2 من 3
<!--<!--
السبت ١٥ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠١:٥٣ بتوقيت غرينتش
إن تناغم الرئيس الفرنسي مع حزب الله ليس صدفة، ولا وجود للصدف في قاموس الدول، وأنّ مرضاة حزب الله في لبنان ليست له وحده، بل مرضاة لإيران ولسوريا وللمحور بشكل عام، لذلك لا نستغرب ما حدث وسيحدث، فالدول لا تحب الضعفاء، ولا تهتم بالحالمين المتمنيّين، بل تبحث عن الحاسمين كي تبنى الاستراتيجيات!
العالم - مقالات وتحليلات - بقلم جهاد أيوب
يحدث الآن أنّ صراعاً فرنسياً تركياً على مياه وخيرات البحر الأبيض المتوسط، وهذا واقعاً لا ريب فيه، فنجد أنّ قبرص في الوسط ومن حولها مصر وإسرائيل مع الجزء اليوناني من قبرص يشكلوا خط نقل الغاز إلى أوروبا، وحتى يتم ضمانة لبنان تم دفع 50 مليون دولار إلى فؤاد السنيورة ليقبل برسم الحدود البحرية مع قبرص بخط ليس فيه أي مصلحة للبنان، وشكل ضرراً كبيراً وخطيراً، وهذه هي نقطة الخلاف مع المقاومة ومع حزب الله ومع الرئيس بري.
كما أن التركي يسعى للسيطرة على شمال البحر المتوسط من خلال خط قبرص التركية، لذلك ذهب إلى ليبيا، المقصود هنا خط عرض يمتد من شمال إلى جنوب البحر الأبيض المتوسط مروراً بتركيا مما يضع خط الغاز الإسرائيلي المصري تحت رحمة تركيا، ويقفل البحر على أوروبا! وكي يسيطر التركي على كامل الخطوط عليه أن يتمدد ويسيطر على مرفأ طرابلس في شمال لبنان، وهكذا تصبح تركيا على شرق المتوسط، بعدما أخذت شمال وجنوب ووسط البحر المتوسط!
في شرق المتوسط تحتدم المصالح، مصالح روسيا المتواجدة في الساحل السوري، ولبنان الذي تعتبره فرنسا درة مستعمراتها، وإسرائيل الجامحة إلى لعب دور إقتصادي عالمي، ومصر التي تعتبر التركي تهديداً بحرياً وبرياً في الجنوب"عبر ليبيا"،ومن لبنان"عبر طرابلس"!
من هنا جاء الفرنسي ناطقاً بإسم الغرب قاطبة، وبالتحديد أميركا التي ستنشغل بانتخاباتها بعد أسابيع، وبريطانيا! إذاً،لدى الرئيس الفرنسي مهمة واحدة غير تغييب أنّ فرنسا كانت المسؤولة عن الباخرة التي حجزت حمولتها في مرفأ بيروت، وانفجرت، الزيارة ليست حباً في اللبنانيين وبالأخص المسيحيين، بل لتنفيذ مهمة أساسية وهي تكمن في لجم، ووقف التمدد التركي، وهذا التركي يتمدد عادة عبر منظمات سنية جهادية متطرفة" كما تفيد المعلومات الاستخباراتية الفرنسية، والتي كشفت عن مخطط يحضر لطرابلس شمال لبنان"!
كما هنالك اتفاقات بين إيران والصين تقلق الغرب، وتفقد الصواب الأميركي. إيران تقوم بإعطاء الصين القوة في السيطرة على الخليج الفارسي والشرق، الصين أخذت الشرق كله من خلال ميناء جوادر الباكستاني وغيره هناك، وميناء جابهار الإيراني المطل على بحر عُمان! وإيران كانت قد سلفت أميركا في العراق من خلال مصطفى الكاظمي، وبالتأكيد إيران ليست جمعية خيرية، وكذلك أميركا، لذلك لا بد من مقابل في لبنان وسوريا، ومن هنا رأينا كيف الرئيس بشار الأسد صعد في خطابه الأخير حول الخروج التركي من سوريا، والرسائل التي حملها الرئيس الفرنسي إلى حزب الله ولبنان!
وبعد ثبوت فشل الجيوش النظامية في سوريا والعراق ومصر في مواجهة والتكفيريين وحيدة، فإن الجهة الوحيدة في العالم المؤهلة والمجربة في الحرب مع الإرهاب والتطرف هو حزب الله، وهذا تدركه فرنسا جيداً، وأدركته أميركا، ويعيق ويخيف حلم جيش إسرائيل!
السؤال، هل يصبح اليوم لحزب الله دوراً مطلوباً غربياً؟
وأين سيقف حزب الله، وأين هي ثوابته، وما هي شروطه؟
وعلى ما يبدو، لقد أبلغ حزب الله ثوابته، وشروطه لمن يعنيه الأمر، وهذه الثوابت الشروط الأربعة كانت السبب الرئيسي لزيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل، ومطالبته بحكومة وحدة وطنية، وقد يغير رأيه، ولكن سيعاود إلى الطلب بحكومة وطنية، وهي:
1-- تحييد موضوع السلاح.
2-- ترسيم الحدود البحرية والبرية، وتصب في مصلحة لبنان.
3-- منع التوطين الفلسطيني في لبنان.
4-- الإنتهاء من قضية المهجرين السوريين، والسماح لهم بالعودة من لبنان إلى ديارهم في سورية.
ولا شك أن هذه الثوابت، والشروط لها عند حزب الله ومحور الممانعة الحلول، فالحزب لا يطرح أموره دون دراسة لأبعادها، والمصلحة المرجوة...
ساحة النقاش