http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

أميركا و عقيدة الإرهاب

<!--<!--

الثلاثاء ٠٤ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٣:٣٥ بتوقيت غرينتش

السلوكيات العدوانية التي تنتهجها الولايات المتحدة في تعاملها مع الجمهورية الإسلامية عبر دعم الإرهاب والإرهابيين واحتضانهما غدت عقيدة سياسية أميركية لا تحتاج إلى إثبات أو برهنة لأن العالم كله يراقب تفاصيلها عن كثب وبوضوح تام.

العالم - مقالات وتحليلات بقلم الكاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي

لقد ارتضت واشنطن لنفسها أن تتحول إلى دولة مافيوية كبرى لا تتورع عن تنفيذ أقذر المهمات الإجرامية ضد الدول والشعوب تحقيقا لاستراتيجيتها الاستكبارية التي تتركز حاليا في السيطرة على منابع النفط في المنطقة ومساندة دور المنظمات الإرهابية بما يخدم برامجها الهيمنية ومنها إنزال "صفقة القرن" المشبوهة حيز التنفيذ.

المتابع للإستراتيجية الأميركية طيلة العقود الثلاثة الماضية لا يجد غرابة أيضا في جنوح الولايات المتحدة إلى استخدام أسلوب الإرهاب والقرصنة بنفسها كما تجسد في اغتيالها للقائدين الكبيرين الشهيدين الفريق قاسم سليماني والحاج أبو مهدي ورفاقهما الأبرار، وقيامها بالقرصنة الجوية فوق أجواء سوريا ضد طائرة مدنية إيرانية كانت في رحلة عادية من طهران إلى بيروت.

من الواضح أنّ صناع القرار في البيت الأبيض والخارجية والبنتاغون والسي آي آيه ومعظمهم ممن تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء في فيتنام وافغانستان والعراق وفلسطين وسوريا، يجدون في إرهاب الأمم والشعوب وسيلة رخيصة للإخلال بالأمن والسلام والإستقرار في البلدان الرافضة للسلوكيات الأميركية الرامية إلى حرمان الآخرين من سيادتهم وحقوقهم ومنجزاتهم، وهو ما يحفز واشنطن على رعاية بؤر الإرهاب والتزام المجرمين والقتلة الذين باعوا أوطانهم بثمن بخس ولا يترددون في إزهاق أرواح مواطنيهم.

إنّ نموذج الإرهابي الخائن "جمشيد شارمهد" زعيم عصابة "تندر" الذي اصطادته قوى الأمن (الاطلاعات) وألقت القبض عليه بعدما كان يحسب أنّه في حماية الإستخبارات الأجنبية (السي آي آيه والموساد)، هو نموذج صارخ للنذالة التي وصلت إليها الولايات المتحدة وهي تسوغ قتل المواطنين الآمنين في شيراز والمحافظات الإيرانية الأخرى لا لذنب سوى رفض الجمهورية الإسلامية أن تعود إيران قاعدة للإمبريالية الأميركية والصهيونية البغيضة.

في هذا المجال جاء تصريح رئيس السلطة القضائية في البلاد سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد إبراهيم رئيسي الذي حذر الولايات المتحدة وأوروبا من مغبة تحويل أراضيهما إلى ملاذ للإرهابيين حول العالم في إشارة واضحة إلى أنّ أميركا تتبنى الإرهاب وتوفر له المناخ والبيئة والمتطلبات الاستخبارية الدنيئة للإعتداء على أرواح الناس وممتلكاتهم وأمانهم ومعايشهم الكريمة.

واقع الأمر أنّ الحكومة الأميركية تخلت عن كل قيمة حضارية وأخلاقية كانت تتشدق بها بعدما تجاهلت الجرائم والأعمال الوحشية التي ترتكبها عصابات منحرفة مثل "منظمة خلق" وطالبان والقاعدة. وما تعامي الولايات المتحدة عن زحف "داعش" إلى الموصل في طابور من الناقلات الحديثة واحتلالها، إلّا دليل قاطع على أنّ هذا العالم أصبح اليوم رهينة لزمرة من القراصنة وقطاع الطرق والإرهابيين الأميركيين الذين لا تهمهم سوى تحقيق مصالحهم الوضيعة حتى ولو كان ذلك على حساب تقويض الأمن والسلام الدوليين.

إننا عندما نفحص اللائحة الطويلة من جرائم الحرب والأعمال الإرهابية التي نفذتها أميركا في آسيا وأفريقيا وحتى السياسات العنصرية التي تمارسها حيال مواطنيها السود والملونين داخل الولايات المتحدة، فإننا نصل إلى نتيجة حتمية مؤداها أنّ عقيدة الإرهاب هي جزء أساسي خطر من الأيديولوجية السياسية الأميركية الميكافيلية التي لا مكان فيها للإنسانية والعلاقات المبدئية الخيرة.

ومن المؤكد أنّ الجمهورية الإسلامية تدرك حقيقة هذه العقيدة الأميركية وأبعادها، وبالتالي فإنّ إيران تراقب بدقة تفاصيلها وهي اليوم أكثر قدرة على التصدي لها ولمرتزقتها بفضل يقظة شعبها تلمضحي وتطور إمكاناتها التقنية الأمنية التي تلاحق الخونة والمتآمرين أينما كانوا.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 30 مشاهدة
نشرت فى 4 أغسطس 2020 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,219