الجيش الذي لا يقهر.. هزمه بيان وصمت
<!--<!--
من لدغته الحية خاف من الدود. مثَلٌ فرنسي يترجم بشكل واضح حالة الرعب والهلع التي أصابت جيش كيان الاحتلال الإسرائيلي مساء الاثنين على الحدود مع لبنان. لقد كانت التقارير والبيانات التي يصدرها جيش الاحتلال توحي بمعركة قادمة لما تضمنته من تهويل وبطولات وصد لهجمات تبين في الأخير أنها كانت نتاج سراب وهلع وتوتر.
العالم - قضية اليوم * حسين الموسوي
أكثر من مشهد ملفت خرج من سيناريو يوم الاثنين يمكن استخلاص حقيقة واضحة منها وهي أنّ جيش الاحتلال بات يوصف بالمهزلة وباعتراف سياسيي وإعلاميّي كيان الاحتلال.
= منذ اللحظات الأولى كانت الأخبار تخرج من الإعلام العبري، وبعض الإعلام العربي الذي كان إسرائيليا أكثر من إعلام الاحتلال. ومنذ اللحظات الأولى لم يصدر أي خبر أو بيان من الطرف اللبناني وتحديدا من حزب الله. كان لافتا النشاط لدى المتحدث باسم جيش الاحتلال "أفيخاي أدرعي" على صفحته في تويتر وكلامه عن تسلل لخلية لحزب الله ورد إسرائيلي وإنهاء عملية التخريب كما وصفها أدرعي. والحديث عن أدرعي مهم كونه المسؤول عن تعاطي جيش الاحتلال مع العالم العربي. الملفت الآخر كان حماسة الإعلام التابع لدول عربية مع ما يجري. قناتا "العربية" و"الحدث" كانتا الوحيدتين اللتين نشرتا خبرا يزعم أنّ أربعة من عناصر حزب الله استشهدوا في الهجوم، وذلك نقلا عن مصادر إسرائيلية. بينما لم تنشر أي وسيلة إعلامية عبرية ولا تلفزيون إسرائيلي ولا راديو ولا صحيفة هذا الخبر ولا أي خبر مشابه.
= كان مثيرا للإنتباه مسارعة جيش الاحتلال إلى رفع القيود على حركة المستوطنين قرب الحدود مع لبنان مباشرة بعد إعلانه توقف الإشتباكات المزعومة. هذا الأمر لم يحدث في أي مواجهة سابقة بين المقاومة والاحتلال. وكانت أوامر البقاء في المنازل أو الملاجئ تدوم لساعات بعد أي اشتباكات تحصل. والمثير للسخرية أكثر هو طلب جيش الاحتلال من المستوطنين متابعة حياتهم بشكل طبيعي وفي نفس الوقت أكد أنّ هناك المزيد من التوتر والأيام الصعبة أمام الاحتلال. هذا الواقع يعزز فكرة الوهم الذي عاشه الاحتلال قرب الحدود.
= الأكثر جدية والأمر الأهم كان صمت المقاومة طوال ساعات الأحداث. كيان الاحتلال الإسرائيلي كان أكثر المنتظرين والمترقبين للبيان. وفي هذا دلالات عديدة أهمها أنّ المستوطنين ووسائل الإعلام الإسرائيلية وحتى بعض السياسيين لم يعودوا يثقون بحكومة بنيامين نتنياهو وكانوا بانتظار ما سيقوله حزب الله ليعرفوا حقيقة ما يجري. ويكفي ما قاله زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان بأنّ شمال الأراضي المحتلة كان مشلولا بسبب استشهاد شخص واحد من حزب الله. إضافة لذلك أظهرت الإنتقادات اللّاذعة من الإعلام العبري للمسرحية التي حصلت وللمهزلة التي عاشها جيش الاحتلال.
بناء عليه ما أظهرته أحداث الاثنين يشير إلى أن جيش الاحتلال يعيش حالة من الهلع نتيجة الترقب المرير الذي يسيطر عليه في انتظار رد حزب الله على استشهاد علي محسن في الغارة الإسرائيلية على العاصمة السورية دمشق. أما نتنياهو فقد بدأ يخسر ورقته المفضلة أي الأمن في ظل السخرية الكبيرة من التخبط الذي يعيشه جيش الاحتلال ووقوعه في فخ رعبه من أي رد محتمل.
يقول"لوسيوس سينيكا"الفيلسوف الروماني"الخوف من الحرب أسوأ من الحرب نفسها".وهذا حرفيا ما يعيشه كيان الاحتلال الإسرائيلي، وهذا فعليا ما يعيشه حزب الله من إنجاز نفسي ومعنوي وإعلامي لا يقل أهمية عن أي إنجاز ميداني يحققه في مواجهة الاحتلال. إنجاز أن تجعل شمال كيان الاحتلال بأكمله مشلولا في انتظار بيان.. لا صاروخ.
ساحة النقاش