ليبيا بين الصراع المجمد ونيران التصريحات
<!--<!--
الأحد ٠٢ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٥:٢٤ بتوقيت غرينتش
هدوء نسبي يخيم على جبهات القتال في ليبيا مع حلول عيد الأضحى المبارك، فيما يشتد صراع التصريحات بين أنقرة وأبو ظبي. حيث دعت الإمارات، تركيا إلى الكف عن التدخل في الشأن العربي والتخلي عما اسمته بالأوهام الاستعمارية ومنطق الباب العالي عقب اتهام وزير الدفاع التركي أبوظبي بارتكاب أعمال ضارة في ليبيا متوعدا بمحاسبتها.
الهدوء الميداني في ليبيا يشبه في شكله النار تحت الرماد، فما تزال قوات حكومة الوفاق التي تدعمها تركيا، تحشد عسكريا بشكل مستمر على مشارف مدينتي سرت والجفرة بانتظار نتائج التحركات السياسية والأوامر العسكرية. بالمقابل تتهم قوات حفتر المدعوم من قبل الإمارات ومصر والسعودية، تركيا بمواصلة جلب المسلحين إلى ليبيا، كما وجهت تحذيرا للسفن والطائرات التي تقترب من المياه الليبية أو أجوائها، ودعتها إلى ضرورة التنسيق مسبقا للحيلولة دون وقوع تصادم معها.
آخر صور الصراع في ليبيا كان التراشق بين أنقرة وأبو ظبي، فشن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار هجوما على الإمارات ملوّحا بمحاسبتها في الزمان والمكان المناسبين على الأعمال المضرة في ليبيا وسوريا.واتهم أبوظبي بدعم المنظمات الإرهابية المعادية لبلاده وحذر في الوقت نفسه الإمارات والسعودية ومصر وروسيا وفرنسا من مغبة الاستمرار في دعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي سيؤدي لحرمان ليبيا من الإستقرار.
لترد الإمارات عبر وزيرها للشؤون الخارجية أنور قرقاش،داعية أنقرة إلى الكف عن التدخل في الشأن العربي والتخلي عن ما أسمته الأوهام الإستعمارية ومنطق الباب العالي. واعتبر قرقاش أنّ التصريح الاستفزازي لوزير الدفاع التركي يعد سقوطا جديدا لدبلوماسية بلاده، مشيرا إلى أنّ العلاقات لا تدار بالتهديد والوعيد.
تصريحات أكار جاءت في أجواء من التوتر المتصاعد بين الدول المنخرطة في النزاع الدائر في ليبيا بين حكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، واللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يسيطر على الشرق الليبي وقسم من جنوب البلاد. والذي رد على تصريحات أكار مجددا عزمه التصدي للتدخل التركي في بلاده، وقال "لسنا لقمة سهلة لأردوغان وغيره وسنلقن المرتزقة الذين ترسلهم تركيا للقتال إلى جانب قوات الوفاق درسا". وهو الذي يتلقى أيضا دعما من مصر التي لوّحت سابقا بالتحرك عسكريا ردا على تركيا مؤكدة أنّ سرت التي تعتبر بوابة حقول النفط التي يسيطر عليها حفتر خط أحمر.
وبينما يتصاعد التوتر بين الدول المنخرطة في الأزمة الليبية، تستمر دعوات التهدئة، وتأكيد كل من الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي على ضرورة وقف إطلاق النار بين طرفي الصراع، والعودة للعملية السياسية. حيث حذرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز، من تحول الأزمة الليبية إلى حرب إقليمية بسبب التدخلات الخاصة باللاعبين الخارجيين الذين يحملون أجندات خاصة، كما وصف المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو الوضع في ليبيا بالخطير جدا، وشدد على ضرورة وقف اطلاق النار وتكثيف الجهود الدبلوماسية لحل الازمة سياسيا.
ومع توقف الأمم المتحدة إلى حد كبير عن المداولات بين وسطاء النفوذ الخارجي في ليبيا، يبدو أنّ خطر نشوب صراع مجمّد أو حتى تقسيم البلاد متزايدا. فإلى أين يتّجه الوضع في ليبيا وهل يتحول الصراع على السلطة في ليبيا إلى معركة بين خصوم خارجيّين هذا ما ستكشفه الأيام.
ساحة النقاش