http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

سِت خطوات استراتيجيّة تتّخذها الصين بشَكلٍ مُتسارعٍ للإطاحة بالدولار وإنهاء هيمنته.. فهل تنجح؟ ولماذا ننصح الأثرياء العرب بعدم ربط عُملاتهم واحتِياطاتهم بالعُملة الأمريكيّة؟ وما دور الكورونا في تقويض النّظام الماليّ الحاليّ وتسريع البديل؟

<!--<!--

“رأي اليوم” كلمة رئيس التحرير عبد الباري عطوان

بالنّظر إلى حالة الإنهيار التي تُواجهها عُملات محليّة في دول شرق أوسطيّة مِثل اللّيرتين السوريّة واللبنانيّة، والرّيال الإيراني، واللّيرة التركيّة، لم يَعُد الدولار الأمريكي مجرّد “عملة” وإنّما سلاح دمار اقتصاديّ شامل، خاصّةً لارتباطه بالعُقوبات الأمريكيّة التي بالغت الإدارة الأمريكيّة بفرضها يمينًا ويسارًا، وعلى العرب والمُسلمين خاصّةً.

الدولار بات أداةً لتجويع الشعوب وإذلال الحُكومات وتركيعها، وتدمير اقتصاديّاتها، الأمر الذي أدّى إلى تصاعد الأصوات النّاقدة التي تُؤكّد على تآكُل النظام المالي العالمي الذي تأسّس بعد الحرب العالميّة الثانية، واعتمد العُملة الأمريكيّة عموده الفِقريّ، والمُطالبة بنظامٍ ماليٍّ عالميٍّ جديد تعدّدي، يقوم على سلّةٍ من العُملات، مِثل اليورو والإسترليني والين الياباني، واليوان الصيني، والرّوبل الروسي.

مِن اللّافت أنّ هيمنة الدولار الأمريكيّ يستمدّ قوّته من كونه يُشكّل 60 بالمِئة مِن الاحتِياطات العالميّة وأكثر مِن 85 بالمِئة من حركة صرف العُملات مثلما جاء في تقرير بثّته وكالة الأنباء الألمانيّة “دوتش فيله” ممّا يعني أنّ التّململ من هذه الهيمنة للعُملة الأمريكيّة وصل إلى قلب أوروبا، ولم يَعُد مُقتَصِرًا على دول “البريكس” والعالم الثّالث.

***

مِن هُنا لم يكن غريبًا أن تكون الصين المُنافس الأكبر للولايات المتحدة على زعامة الاقتصاد العالمي، رأس الحِربة في السّباق الذي يسود العالم حاليًّا لإنهاء هيمنة الدولار، وتحرير العُملات العالميّة من ديكتاتوريّة وسَطوته، ووضعت استراتيجيّةً مُتكاملةً في هذا الصّدد من عدّة خطوات:

الأولى: تعزيز العملة الصينيّة “اليوان” وتحويلها إلى عملة عالميّة، وإصدار “البترو يوان” كمُنافسٍ للدولار الأمريكيّ.

الثانية: شراء أكبر قدر مُمكن من مناجم الذهب في أمريكا الجنوبيّة والقارّة الإفريقيّة وبات حجم إنتاجها، أيّ الصين، حواليّ 500 طُن سنويًّا.

الثالثة: الاستعداد لإصدار “عُملات رقميّة” كبَديلٍ للعُملات الورقيّة، وبدأت تجربتها في أربع ولايات صينيّة، والنتائج الأُولى مُشجّعة.

الرابعة: تأسيس نادٍ عالميّ للتّبادل التجاريّ بالعُملات المحليّة للدول الأعضاء مِثل روسيا والهند وإيران وتركيا ومُعظم دول “البريكس” وإقامة بورصة في شنغهاي لتداول عُقود النّفط “بالبترويوان” الصيني.

الخامسة: تأسيس البنك الآسيوي للاستثمار بعضويّة 60 دولة وبرأسمال أوّلي مِقداره 100 مِليار دولار، لكي يكون بديلًا لصندوق النقد الدولي في غُضون عشر سنوات، ومِن بين الدول الأعضاء روسيا ومِصر والسعوديّة واليونان وبريطانيا والقائِمة تطول.

السادسة: طريق الحرير الذي يمتدّ من آسيا عبر إفريقيا إلى أمريكا الجنوبيّة.

الصين لا تُريد القضاء على الدولار ونُفوذه بالكامل دفعةً واحدةً، ليس لأنّها لا تستطيع، وإنّما أيضًا لأنّها تملك احتِياطات واستِثمارات ضخمة بالعُملة الأمريكيّة تُقدّر بحواليّ ثلاثة ترليونات دولار مُعظمها في السّندات الأمريكيّة، الاستراتيجيّة الصينيّة تسعى لتحجيم الدولار، وتقليص قوّته، ونُفوذه، وهيمنته على الاقتِصاد العالمي، وهذا أحد أبرز أسباب التوتّر المُتصاعد بين الولايات المتحدة والصين حاليًّا، وممّا يجعل الكثير مِن المُراقبين يتنبّأ باحتِمالات تطوّر الحرب الباردة المُشتعلة حاليًّا إلى حربٍ ساخنةٍ، وربّما قبل أسابيع من الانتِخابات الأمريكيّة.

ستيفن روتش، كبير الاقتصاديين السّابق في بنك “مورغان ستانلي”، تنبّأ بأنْ تنخفض قيمة الدّولار بحواليّ 35 بالمئة في العام المُقبل 2021 بسبب تَزعزُع قِيادة أمريكا للعالم، وفشَل إدارتها في امتحان الكورونا، ومُواجهته بالتّالي، حيث فاقت حالات الوفاة حاجز الـ 175 ألفًا، والإصابات 4.7 مليون حالة، وعدم قُدرتها عن اختِراع أمصال أو عِلاجات فاعلة لمُواجهة الفيروس، واهتِزاز ثقة العالم بزعامتها.

مِن المُؤسف أنّ مُعظم الدول العربيّة، والخليجيّة خاصّةً التي ربط عُملاتها وتكدّس احتياطاتها، أو ما تبقّى منها بالدّولار، ستكون من أبرز الخاسرين، على عكس دول الاتّحاد المغاربي (المغرب والجزائر وتونس، وموريتانيا وليبيا)، التي كانت أكثر درايةً ونوّعت عُملات احتِياطاتها، وربطت عُملاتها بعدّة عُملات صعبة مِثل اليورو والين والإسترليني إلى جانب الدولار بحُكم قُربها من أوروبا، وربط مُعظم تجارتها بها.

***

نعترف بانحِيازنا إلى هذا التحرّك الدولي بزعامة الصين وروسيا للإطاحة بالدولار عن عرشه المُهيمن بالنّظر إلى استخدامه من قبل الإدارة الأمريكيّة كسِلاحٍ لتجويع شُعوب سورية ولبنان وإيران وتركيا وفنزويلا، وتدمير اقتصاديّاتها لأنّها قالت “لا” لسياسات الدّعم الأمريكيّة للاحتِلال الإسرائيلي، وتمسّكت باستقلاليّة قرارها بقدر الإمكان.

الزّعامة الأمريكيّة، اقتصاديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا للعالم تتآكل بشكلٍ مُتسارعٍ والحمد الله، والنّظام الماليّ والأمنيّ الجديد المُتوقّع في حال صُعود مُتسارعة، ويهبط على قُلوبنا، والمِليارات من البشر مِن أمثالنا، بردًا وسلامًا، نحن الذين عانينا ونُعاني من الغطرسة العُنصريّة الأمريكيّة.. السّنوات السّمان قادمة.. والأيّام بيننا.

07 تعليقات

Sabor franceToday at 7:02 am (3 hours ago)

سلام عليكم عبد الباري عطوان تتحفنا ومنك نتعلم السياسة وبصيرة التحليل… يقول المثل رب ضارة نافعة هذا هو حال ترامب الجاهل الرعن الذي يؤمن فقط بلغة المال والصفقات جعل أمريكا تتخبط وتصبح أكثر شراسة وأظهر شجع أمريكا الحقيقي. وأظهر أنها دولة لا يعتمد عليها وغالبية شعوب أوروبا أصبحت تقر بذالك أمريكا أصبحت كمراهق دخل السياسة حب السيطرة على الجميع جعلها تفقد الحلفاء وأكبر دليل محاولة فرنسا والمانيا التنصل من أمريكا وعزل أوروبا اقتصاديا وعسكريا، َوكلمة ماكرون جيش أوروبا الذي سيكون بديلا الناتو بدون تركيا. الخروج من الإتفاق النووي مع إيران.. عودة طريق الحرير إلي سابق عهده وفتح طريق حرير جديد إلي أمريكا الجنوبية قاطعا أحراش أفريقيا هناك تغير كبير وهناك عالم جديد سيخرج الوجود. وأنبوب الغاز من روسيا ألي أوروبا…. أمريكا ستبقى قوية والدولار لن يسقط ولكن ستكون هناك توتراتات في العالم، حلف الصين روسيا والهند وحلف أوروبا بقيادة فرنسا وألمانيا وحلف أمريكا وبريطانيا َالخاسر الأكبر هم عربان الصفر وتركيا التي ستكون ضحية الحروب لأن الأرعن أردوغان سيبقى بدون حلف الناتو وسيدخل حرب استنزاف بتهوره… من يستفيد عن دول العالم الثالث إن فهمت الدرس ونوعت تعاملاتها مع كل الأحلاف وابتغدت عن الطايفية والجشع وتوزيع الثروات بشكل عادل والله اعلم.

الموج الأزرقToday at 7:00 am (3 hours ago)

إنها الحرب يا سادة لكي يفرض القوي نفسه …أما نحن العرب من عام 1916 إلى اليوم ونحن ممسحة زفر لكل العالم لأننا لم ولن نعرف إلّا التآمر على بعضنا وحماية مصالح اليهود والغرب في العالم أجمع…وهو نحن نخوض حروب بالوكالة ضد بعضنا البعض لإرضاء الغرب واليهود…

أبو رامي أسترالياToday at 6:36 am (3 hours ago)

إذا درست المحاسبة والتجارة تكون قادر على معرفة الميزانيات وترتيبها بين الدائن والمدين وكل شئ يرتبط بعالم التجارة والمال ولكثرة المال فقدت بعض الدول توازنها المادي وأصبحت على حافة الإفلاس ويعود ذلك إلى التحكم بالمال والقوة الاقتصادية وكيفية التعامل مع الأزمات التى تعصف العالم وخاصة في البلاء المتفشي بين الدول هناك خطوط وارتباط لا يمكن لأحد أن يغير مجرى الأمور إلّا في حاله له وزن على الأرض واكتسابها أرضية ينطلق من خلالها،الصين محصورة للأسف بين تيارات جارفه ومعظم صنعتها لا تتمتع بالجودة العالية رغم تقدمها عالمينا واقتصاديا إلّا أنها تتعرض دائما وخاصة في مسؤليتها عن انتشار الوباء ومحاربتها من قبل الدول المتقدمة ومحاصرتها اقتصاديا لذلك الخوف من القادم وهو الهروب إلى الحرب لا سمح الله كما حصل لليابانيين في عهدهم السابق والمغامرة من أجل الخروج من الأزمة الاقتصادية العالمية فهناك سناريو مخيف عليهم أن يواجهون أصعب مرحلة في الصين وخاصة أن لا ننسى بأننا ليس سوى مراقبين عن بعد.

سيف الدولة الحمداني/حلبToday at 4:59 am (5 hours ago)

العرب هم أكثر من دعم الدولار الأمريكي لربطه ببيع البترول، وطبعاً سوف يكونون أكثر المتآذين من سقوطه، نحن العرب أغبى شعوب العالم لأننا لا ننظر سوى خطوة إلى الأمام بينما غيرنا ينظر بعيداً جداً قبل أن يخطي

Useless EaterToday at 4:21 am (6 hours ago)

مقال رائع ومفيد، الصين تعمل وتخطط وتنفذ بهدوء بينما الأمريكان يتخبطون في قراراتهم وتصرفاتهم الحمقاء، الساسة الامريكان الآن هم مراهقون سياسياً وليس لديهم أي خبرة، المناصب للتنفيع وللمصالح الخاصة ولمؤيدين للرئيس فقط اختيار ترامب كان لخدمة الكيان الاسرائيلي:
– الخروج من الإتفاق النووي مع إيران

– نقل السفارة الأمريكية للقدس

– صفقة القرن والتي تحولت إلى صفعة القرن

– الاعتراف بضم الجولان

– إقامة مستوطنة نيوم الإسرائيلة السعودية

– ضم الضفة وغور الأردن للكيان

– إذلال العرب والدول الفقيرة حيث أنّ ترامب ينظر للفقراء بأحتقار

– معظم موظفوا البيت الأبيض هم يهود صهاينة

– من منطلق تاجر عقارات خرج ترامب بغبائه اتفاقات دولية كثيرة الأمر الذي تسبب بأذى كبير بصورة وهيبة أمريكا في العالم، أصبح ترامب الآن عبئاً على السياسة الأمريكية وعلى مشغليه اليهود الصهاينة.

رائدToday at 4:11 am (6 hours ago)

العملات الورقية من الدولار إلى اليورو إلى اليوان ستسقط في نهاية المطاف أمام العملات الرقمية البنوك المركزية ستختفي ولن تصبح للحكومات أي سيادة على العملة الرقمية سيولد نظام مالي عالمي جديد أشد قسوة وأقل عدالة ستختفي المحافظ الجلدية وصناديق الكاش وأجهزة الصراف وسيختفي السطو على البنوك ويتحول إلى سطو على البرمجيات سيعود البعض من المهمشين والخارجين من النظام المالي للتعامل بالمقايضة.

حبيب الصفاToday at 3:21 am (7 hours ago)

إلى أبو أنس العربي أخي الخروج من الهيمنة الأمريكية أصبح مطلبا لكل شعوب العالم وهذا لا يعني الدخول تحت هيمنة الصين أو روسيا بل معناه تعدد الأقطاب الكبرى والصغرى وهذا حل عادل للعالم الذي يئن من هيمنة أمريكا المجرمة طبعا ولا يغيب عن بالك يا أبا أنس أنّ هذه المعزوفة بأننا نريد الخروج من هيمنة أمريكا لهيمنة الصين وروسيا يستخدمها بعض المتأمركين وهم يتصورون أننا لا نفهم المقصود عزيزي أمريكا شر مطلق وحضارة تدميرية والتخلص منها ومن ذيولها المتمثلة في إسرائيل وحكومات الخليج وظيفة كل إنسان على وجه البسيطة وواجبه الإنساني والقانوني والشرعي بكل وسيلة ممكنة وتحية من عراق المقاومة لكل أم فلسطينية قادمون يا أمي رغم الذل العربي.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 43 مشاهدة
نشرت فى 2 أغسطس 2020 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,219