هل أزفت ساعة قتل محمد بن نايف؟
<!--<!--
الأربعاء ٢٩ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٨:٥٣ بتوقيت غرينتش
لمعرفتهم بشخصيته المتهورة التي لا تتوانى عن القيام بما لا يخطر ببال أحد من أجل جعل الطريق أمامه سالكة للوصول إلى العرش، ارتفعت الأصوات في أوروبا وأمريكا محذرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من المساس بحياة رجلها الذي كان قويا في السعودية محمد بن نايف والذي عزله الملك سلمان من ولاية العهد وأودعه إبنه محمد السجن.
يبدو أنّ الأصوات التي بدأت تتعالى لإنقاذ محمد بن نايف تعرف جيدا أنّ حياته مرتبطة بحياة الملك سلمان الذي أدخل المستشفى بعد أن تدهورت صحته، ففي حال صدقت التقارير التي تحدثت عن تدهور خطير في صحة الملك وأنّه لن يخرج هذه المرة من المستشفى سالما، فإن السيف سيقع حتما على رقبة ابن نايف، لخطورة وجوده بعد موت الملك على مشاريع ومخططات ابن سلمان في السيطرة على كل شيء في السعودية، لأنه سينظر إليه على أنه البديل الأنسب للملك.
ومن أجل تهيئة الظروف للتخلص من ابن نايف قبل أو بالتزامن أو فور موت الملك، لم يكتف ابن سلمان بالاقامة الجبرية ولا بالسجن، وكان لابد من البحث على مستمسك يدين ابن نايف للتخلص منه وإلى الأبد، فلم يجد إلّا الفساد المالي، وهو بالمناسبة ليس تهمة في السعودية، فالفساد المالي يضرب بأطنابه بين أفراد العائلة المالكة، وهو ماكشفت عنه صحيفة واشنطن بوست الأميركية نقلا عن مصادر سعودية وأميركية قالت إنّ لجنة مكافحة الفساد التابعة لولي العهد السعودي توشك على الانتهاء من تحقيق مُفصل في مزاعم فساد وخيانة بحق الأمير محمد بن نايف بعد مرور 4 أشهر على اعتقاله، وأنّ اللجنة تستعد لتوجيه اتهام لمحمد بن نايف بالاستيلاء على 15 مليار دولار عندما كان يدير برامج مكافحة الإرهاب في الوزارة.
اللافت أنّ هذه المليارات التي اتهم ابن نايف في اختلاسها، يعرف ابن سلمان وقبل غيره، أنّها انفقت على عمليات تصدير الإرهاب الوهابي إلى العراق وسوريا ولبنان والعالم، وعلى شراء ذمم رؤساء دول وأحزاب وسياسيين وإعلاميين وصحفيين، كما كشف سعد الجبري ذراع ابن نايف اليمنى والعارف بأسرار العائلة المالكة والهارب حاليا من ابن سلمان.
المخاطر التي بدأت تحيط بابن نايف والتي اخذت تهدد حياته، دفع حزب الشعب الأوروبي، الذي يشكل أكبر كتلة داخل البرلمان الأوروبي، للمطالبة بالكشف فورا عن مصير ابن نايف وحمايته من القتل على يد ابن سلمان. ودعا الحزب في بيانه ولي العهد السعودي بالامتناع عن "القضاء على خصومه السياسيين"، واصفا اعتقال محمد بن نايف بأنه "مدعاة قلق للمشرعين الأوروبيين"، ولفت الحزب إلى أنّ ولي العهد السابق "صديق قديم للغرب وأوروبا، ومن المحزن حقا أن نسمع عن معاناته في السجن في المملكة العربية السعودية لأسباب غير معروفة".
أمريكا أيضا أدلت بدلوها لانقاذ حياة ابن نايف حيث طالب النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا فرانسيس روني بضرورة معرفة مكان ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف فورا وما إذا كان آمنا، وقال في تغريدة على تويتر "إنّ ابن نايف عمل بشكل بناء مع الولايات المتحدة لسنوات عدة، وكان له دور فعال في توفير معلومات لمكافحة الإرهاب بعد أحداث ١١ سبتمبر". من الواضح أنّ دعوات الأمريكيين والأوروبيين لإنقاذ ابن نايف، ستزداد خلال الفترة القادمة، ألّا أنها ستبقى مجرد دعوات لذر الرماد في العيون، وللظهور أمام الراي العام العالمي بمظهر من يدافع عن حلفائه السابقين، ولا يجازفوا في الإنتقال إلى مرحلة ما بعد "الدعوات" خوفا على مصالحهم الاقتصادية والتجارية والمالية مع ابن سلمان، وخوفا على أمن "إسرائيل" التي أثبت ابن سلمان وبالدليل القاطع أنه أحرص من الأمريكيين والأوروبيين على هذا الأمن.
ساحة النقاش