لماذا جاءت الضربة إسرائيلية وليست إيرانية؟ وهل صحيح أنّ القصف الإسرائيلي على سوريا أمس أدى إلى تدمير منظومتي باور وخردات؟!
<!--<!--
محمد النوباني* كاتب فلسطيني
ليس غريباً أو مفاجئاً أن تقوم إسرائيل بشن غارات جوية وصاروخية على سوريا، فهي تستبيح سوريا متى أرادت ومتى توفرت لها معلومات استخبارية من الأرض أو بواسطة الأقمار الصناعية، حول تموضع ما معيّن للمستشارين الإيرانيين أو عن نقل أسلحة كأسرة التوازن إلى حزب الله اللبناني، حسب المزاعم الإسرائيلية، منذ اندلاع الحرب في سوريا وعلى سوريا عام 2011.
ولكن الغريب والمفاجئ أن تأتي هذه الغارات بعد سلسلة من التطورات التي كانت توحي بأن إسرائيل سوف تتردد كثيراً قبل أن تقوم بقصف أهداف إيرانية أو غير إيرانية في العمق السوري. ليس لأنها تترقب رداً عسكرياً أو هكذا يفترض من إيران لا سيما بعد أن إعترفت بعض الأوساط الإسرائيلية تلميحاً وبصورة غير رسمية تصريحاً بأن الكيان الإسرائيلي يقف وراء التفجيرات التي شهدتها إيران مؤخراً. بل وأيضاً لأن انتشار وباء كورونا في إسرائيل ووجود آلآف العسكريين الإسرائيليين في الحجر الصحي ليست مواتية لخوض مواجهات عسكرية كبيرة أو حروب.
لقد كانت التفجيرات التي شهدتها إيران وتحديداً التي استهدفت منشأة نطنز النووية ومنشأة إنتاج الصواريخ الباليستية في برتشين ومصنع لإنتاج السفن في بندر عباس ومنشآت للغاز وأخرى تابعة للحرس الثوري مؤلمة جداً لإيران وساد إنطباع لدى بعض الأوساط الإيرانية وأخرى مؤيدة المحور المقاومة بأن عدم الرد على الإعتداءات الجوية والصاروخية الإسرائيلية في سوريا وبالتالي ردعها أسوة بردعها في قطاع غزة من قبل المقاومة الفلسطينية قد شجعها على نقل إعتداءاتها إلى العمق الإيراني الأمر الذي يتطلب ردوداً من إيران والمحور حتى لا تستباح إيران كما استبيحت سوريا..
على هذا الضوء فقد سافر رئيس الأركان الإيراني محمد باقري إلى دمشق ووقع مع وزير الدفاع السوري على اتفاقية تعاون عسكري بين البلدين تضمنت بنداً صريحاً ينص على التزام إيران بتحديث وتطوير الدفاعات الجوية السورية الأمر الذي أثار قلقاً في أوساط المحللين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين الذين اعتبروه اتفاق إعلان نوايا بين البلدين يحمل نوايا عدوانية تجاه إسرائيل.
وعلى الرغم من أنه لم يصدر عن إيران وسوريا أي تصريح رسمي يقول بأن اتفاق تطوير الدفاعات الجوية السورية نص على تزويد الجيش السوري بمنظومتي دفاع جوي إيرانيتين من طراز خردات تبلور المتطورتين والتي أسقط الحرس الثوري الإيراني بواسطة إحداها طائرة الاستطلاع الأمريكية من طراز“جلوبال هوك“العام الماضي إلّا أن صحيفة “يديعوت أحرونوت” أكدت في عددها الصادر يوم الثلاثاء أنّ الغارات الإسرائيلية التي استهدفت دمشق أمس أدت إلى تدمير المنظومات دفاع جوي إيرانية.
ولكن سواء أكان هذا الخبر صحيحاً أم لا؟ فإن الأمر المؤكد أنّ إسرائيل لم تكن لتجرؤ على القيام بتلك الغارات التي قال عنها زياد حلبي مراسل فضائيتي العربية والحدث السعوديتين بأنها استهدفت إحباط هجوماً إنتقامية كانت تحضر له إيران إنتقاماً لتفجير نطنز واجتماعاً لقيادات إيرانية وأخرى من حزب الله مما أدى إلى مقتل جنرال إيراني لو أنها لم تكن متأكدة وبنسبة مرتفعة جداً بأن الامور لن تؤدي إلى رد عسكري إيراني أو على الأقل بأن الرد في حال حصوله لن يؤدي إلى نزول الإسرائيلين إلى الملاجئ.
ناهيك ايضاً بأن نتنياهو تلاحقه مظاهرات غير مسبوقة مطالبة باستقالته على خلفية سوء إدارته لملف كورونا وتم تحديد موعد جديد لمحاكمته وبالتالي فإنه لو كان يخشى من أن تؤدي الغارات التي يأمر بشنها على سوريا من أجل زيادة شعبيته إلى إندلاع مواجهة عسكرية كبيرة أو حرب شاملة مع محور المقاومة لما أقدم على ما أقدم عليه بالأمس لأنه سيقال عنه بأنه ضحى بأمن إسرائيل من إجل مصالحه الشخصية.
ومع ذلك فإن التحليل السياسي يبقى تحليلاً سياسياً وقد تتغير المعطيات بين لحظة وأخرى كما قد ينقلب السحر على الساحر لأن توالي الاستفزازات والإهانات الإسرائيلية للمحور قد تؤدي إلى رد انتقامي كبير لا تستطيع إسرائيل تحمل نتائجه.
9 تعليقات
العربي المتفائلToday at 12:07 am (6 hours ago)
ضبط النفس عند العرب والمسلمين واجب وحتمي حتى لو قُضي على الشعب كامل، ضربات متعددة متقاربة وزادت حد السخرية والإنبطاح، يامون ما بعدك موت تحركوا الخسارة واحدة والنصر أعظم والعدو الصهيوني سيخضه ويطلب السلام والود والسماح له بالعودة إلى بلدهم أوروبا فهل تطلق إيران صواريخها إلى أماكن تواجد الكيان الصهيوني جيش ومصانع وكل شيء حيوي؟
عبدالسلام المغتربYesterday at 8:47 pm
هل يريدون البقاء بأمن و جعل غيرهم من يقدم الغالي والنفيس عنهم بالوكالة؟
ابن الوليدYesterday at 8:24 pm
عند قاآني الخبر اليقين والرد المكين !
محمدالبنوانYesterday at 7:59 pm
إيران لن ترد لكنها تستخدم أدوتها
متابعYesterday at 6:43 pm
لماذا نجعل إيران هي المسؤولة عن الرد وتحرير الأرض وووووووو أليس من الواجب أن نرد نحن العرب ونسترجع أرض فلسطين أم كانت فلسطين جزء من أرض إيران لماذا لا ترد السعودية أو مصر أو الجزائر أو الإمارات أو أو أو نشكر إيران أنها قالت ولكن الخيبة على الذين لم ينطقوا حتى، صُمٌّۢ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ
JowadYesterday at 5:39 pm
اعتقد التأني وعدم التهور والرد السريع أفضل شيء بالوقت الحالي..ترامب على أبواب انتخابات وشعبيته متدهورة ويحتاج إلى حرب من أجل تعويم نفسه مرة أخرى لأنّ الأمريكان لا يغيرون رؤساؤهم في الحروب..والرد في هذا الوقت يعني تقديم مكافأة مجانية للمهووس ترامب…نتياهو تطارده تهم الفساد وينتظر المحاكمة التي تتأجل أكثر من مرة والرد في هذا الوقت هدية مجانية له وربما تسمح بإعادة انتخابه إذا جرت انتخابات مبكرة…..أسعار النفط المتهاوية تحتم على اللوبيات النفطية رفع أسعاره مع زيادة إنتاجه حيث الحروب والتسخين الحاصل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يؤدي إلى ارتفاع مهول لأسعار النفط كما حدث بعد حرب احتلال العراق 2003….وسلامتكم
عربي حيرانYesterday at 4:43 pm
من أمن العقاب ساء الأدب. عدم وجود أي رد ولو شكلي علي الإعتداءات الإسرائيله ضد إيران في سوريا أدّي إلي نقل المعركه إلي داخل إيران عدم الرد أدّي ضياع الهيبة والردع
لو كانت إسرائيل بالأمس قصفطت قطاع غزه الفقير المنهك المحاصر لكان الرد من غزه فوري بدون جعجعه مما جعل إسرائيل بقوتها وجبروتها أن تعمل ألف ألف ألف حساب
لرد غزه ولكان مستوطنيين غلاف غزه باتوا في الملاجيء.
Abu AhmadYesterday at 4:12 pm
يا سيدي كفاكم مبالغة أنّ إيران لا تحارب إسرائيل إلّا من خلال مرتزقتها.
محمد المغتربYesterday at 2:53 pm
كل ما أعرفه أن شكل إيران أصبح نمر من ورق….الواضح أنها إما مرعوبة من رد إسرائيلي مزلزل أو أنها فعلا غير قادرة على الرد…لا يوجد بلد قوي وعنده كرامة يصبر على هذا الكم الهائل من الإهانات دون أدنى رد.. أقصى رد كان على استشهاد سليماني يساوي صداع عند بعض الجنود الأمريكان.. حماس التي نعتبرها ضعيفه ومحاصرة لا تسكت على ربع هكذا إهانات..
ساحة النقاش