خامنئي للكاظمي: الوجود الأميركي في المنطقة “يتسبب بانفلات أمني” وإيران لن تنسى جريمة اغتيال سليماني وستوجه ضربة مماثلة للأمريكيين
<!--<!--
طهران ـ (أ ف ب) –
أبلغ المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الثلاثاء رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي يزور طهران أنّ بلاده لن تتدخل في علاقة بغداد بواشنطن، لكنّه حذر من أنّ الوجود الأميركي على حدود الجمهورية الإسلامية يتسبب بانفلات أمني.
والتقى الكاظمي خامئني في طهران الثلاثاء خلال أول زيارة رسمية له إلى الخارج منذ توليه منصبه في أيار/مايو. وقال خامئني حسبما نقل عنه موقعه الرسمي إنّ “إيران لن تتدخل في علاقات العراق مع أميركا لكن تتوقع من الأصدقاء العراقيين أن يعرفوا أميركا ويدركوا أنّ تواجدها في أي بلد يسبب الفساد والدمار والتدمير”. وتابع أنّ “الجمهورية الإسلامية تتوقع … الالتزام بقرار البرلمان (العراقي) طرد القوات الأميركية حيث أن تواجدها سبب لانفلات الأمن”.
وأشار خامئني إلى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية بطائرة مسيرة قرب مطار بغداد في بداية العام، والذي طلب بعده البرلمان العراقي انسحاب القوات الأميركية.وصرّح “لقد قتلوا ضيفكم في بيتكم واعترفوا بذلك بوقاحة”. وأضاف أنّ إيران “لن تنسى أبدا هذا وستوجه بالتأكيد ضربة انتقامية للأميركيين”.
وردت طهران على مقتل قاسمي بإطلاق صواريخ بالستية على قواعد تستخدمها قوات أميركية في العراق، علما بأن ترامب رفض الرد عسكريا على هذه الضربة. ولم يؤد الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة عين الأسد في غرب العراق إلى سقوط قتلى في صفوف القوات الأميركية، لكنّه أسفر عن إصابة جنود عديدين بارتجاجات دماغية. وقال خامنئي إنّ إيران تعارض “ما يضعف الحكومة العراقية” عكس واشنطن التي قال إنها لا تريد “حكومة عراقية مستقلة وقوية منتخبة عبر تصويت شعبي”.
-وساطة محتملة-
وكان من المقرر أن يزور رئيس الوزراء العراقي السعودية، الخصم الإقليمي لإيران، الاثنين قبل التوجه إلى طهران، لكن زيارته إلى الرياض تأجلت بسبب دخول الملك سلمان إلى المستشفى. وكان يفترض أن تحصل الزيارتان وفق تعاقب يضمن لرئيس الوزراء العراقي لعب دور متوازن قد يتيح له القيام بوساطة محتملة بين الرياض وطهران. وقبل زيارته استقبل الكاظمي في بغداد الأحد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
وتشهد المنطقة توتراً متفاقماً أطرافه المملكة العربية السعودية وحليفها الأميركي من جهة ومن جهة ثانية إيران المتهمة، من بين أمور أخرى، بالرغبة في بسط نفوذها في المنطقة. ويشكل العراق بصورة متكررة مسرحاً للتوتر بين إيران والولايات المتحدة، وكلاهما تربطهما علاقات وثيقة مع بغداد.
تولى الكاظمي منصب رئيس الوزراء في أيار/مايو بعد ما يقرب من أربع سنوات كرئيس للمخابرات العراقية. ويُشاع أنه يحظى بتقدير أجهزة المخابرات الإيرانية والدوائر الحكومية في طهران، كما يحظى بتقدير واشنطن التي من المقرر أن يزورها بحلول أوائل آب/أغسطس لمواصلة الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة التي تنشر قوات في هذا البلد. ولم تكن العلاقات بين البلدين جيدة على الدوام إذ خاضا حرباً دامية من 1980 إلى 1988. وقد ازداد نفوذ طهران في بغداد بعد أن أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 بنظام صدام حسين. ويُقدر أن إيران تتمتع بنفوذ كبير اليوم لدى العديد من الأحزاب والحركات السياسية الشيعية في العراق.
- تجارة ثنائية ب20 مليار دولار-
يضم الوفد العراقي وزراء الخارجية والمالية والصحة والتخطيط، بالإضافة إلى مستشار الكاظمي للأمن القومي، وقد التقى بعضهم نظراءهم الإيرانيين. وأجرى الكاظمي في وقت سابق مباحثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ناقشا خلالها توسيع العلاقات التجارية ومحاربة فيروس كورونا المستجد والجهود المبذولة لضمان الاستقرار الإقليمي. وقال روحاني بعد اجتماع استمر ساعة مع الكاظمي “تتمثل إرادة الحكومتين في توسيع العلاقات التجارية الثنائية إلى 20 مليار دولار”. ويعد العراق إحدى الوجهات الرئيسية للصادرات الإيرانية غير النفطية، لكن التجارة الثنائية تراجعت مع إغلاق الحدود موقتاً بسبب جائحة كوفيد-19.
وقال روحاني إن إيران مستعدة “للوقوف إلى جانب العراق من أجل استقرار وأمن العراق والمنطقة”. وأشاد الرئيس الإيراني بالجنرال الإيراني قاسم سليماني والقائد في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس اللذين قتلا في غارة أميركية بطائرة مسيرة قرب مطار بغداد في بداية العام. وقال “أرى ضرورة تكريم بطلي الحرب على الإرهاب الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس” اللذين قال إنهما “عملا من أجل أمن العراق في السنوات السابقة”، في إطار القتال الذي خاضه العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
كما تعهد الرئيس الإيراني مساعدة بغداد من خلال “تزويدها بكل ما تحتاج إليه من أدوات صحية وطبية” لمحاربة كوفيد-19. وتكافح إيران لاحتواء الوباء الذي تعد الأكثر تضرراً به بين بلدان الشرق الأوسط مع أكثر من 14600 وفاة وأكثر من 278,800 إصابة. وقد أفاد العراق المجاور عن تسجيل نحو 4 آلاف وفاة و97 ألف إصابة بكوفيد-19 على أراضيه.
ساحة النقاش