مستشرقٌ إسرائيليٌّ: واشنطن قررت تحييد حزب الله كجزءٍ من سياسة كبح النفوذ الإيرانيّ حتى بثمن دمار لبنان وصندوق النقد الدوليّ بإملاءٍ أمريكيٍّ وضع شروطًا قاسيةً لبيروت
<!--<!--
الناصرة- “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
في إطار الحرب النفسيّة التي يشنها كيان الاحتلال الإسرائيليّ ضدّ حزب الله بهدف تأليب الرأي العام اللبناني والعربيّ ضدّه وشيطنته، زعم المستشرق الإسرائيليّ، تسفي بارئيل، في مقال نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة، زعم أنّه كلّما اشتدّت الأزمة الاقتصادية يزداد الغضب العام على حزب الله الذي يتولى حقيبة الصحة، والذي اعتبر المسؤول عن فقدان السيطرة على مكافحة كورونا، كما قال.
والأهم من ذلك، شدّدّ المستشرق، يظهر حزب الله كمن يضر بفرص لبنان في الحصول على المساعدات الاقتصادية والقروض التي يطلبها من صندوق النقد الدولي. يطمح لبنان بالحصول على قرض بمبلغ 20 مليار دولار وتحرير أموال التبرعات التي تبلغ 11 مليار دولار، التي وعد بها لبنان في مؤتمر الدول المانحة الذي انعقد في 2018، طبقًا لأقواله. ولفت إلى أنّه خلال المفاوضات الأخيرة مع صندوق النقد الدولي فشلت وانتهت بالصراخ بعدما تبين أنّ الصندوق، بتأثير من أمريكا، وضع شروطًا قاسية لمنح القرض، وهذه الشروط لا تشمل فقط إصلاحات اقتصادية عميقة، بل تطالب بإبعاد حزب الله عن الحكومة، مُضيفًا أنّ مسألة المساعدة تتسبب في الحقيقة بخلافات في وجهات النظر بين دول أوروبا المستعدة لإيجاد طرق لمنع انهيار مطلق للبنان، وبين الإدارة الأمريكية التي يبدو وكأنها قررت تحييد حزب الله كجزء من سياسة كبح النفوذ الإيراني حتى لو بثمن دمار الدولة، كما أكّد في مقاله. ولفت بارئيل، الذي يعمل مُحللاً للشؤون العربيّة في صحيفة (هآرتس)، لفت إلى أنّه في الشهر الماضي، دخل قانون العقوبات على سوريّة، الذي يمنع التعاون بكل أشكاله مع النظام السوري، إلى حيز التنفيذ، ولبنان الذي يشكل دولة عبور للبضائع إلى سوريّة ومنها، هو إحدى الدول التي يمكن أنْ تتضرر بصورة شديدة من هذه العقوبات، وقدم في السابق طلبًا لإعفائه من العقوبات، ولكن الإدارة الأمريكية أوضحت بأنه “لن تعفى أي دولة، ولو كانت صديقة”، وأنّها تفحص الآن طرقاً لمنع قوات اليونفيل من شراء سلع في مدن جنوب لبنان التي يسيطر فيها حزب الله، كي تغلق طريقًا أخرى للتمويل الذي يصل إلى حزب الله، طبقًا لأقواله. وزعم أنّه في خطابه الأخير الأسبوع الماضي ظهر الضغط على نصر الله، وهو الآن لا يضع شروطاً، لكنه يقترح بدائل. حسب أقواله، تعدّ الصين قناة مساعدة إيجابية. “إذا أرادت الصين الاستثمار في لبنان، فهذا لا يعني أننا نريد تحويل لبنان إلى دولة شيوعية”. وهو يطالب بعدم استبعاد المساعدات الإيرانية، لأن ذلك لا يعني أننا نريد تطبيق النموذج الإيراني في لبنان… و”لا نستطيع تقليده لأنّ إيران دولة ذات قدرة على أنْ توفر لنفسها معظم احتياجاتها الزراعية والصناعية. لذلك، استطاعت الصمود أمام العقوبات والحروب خلال أربعين سنة”.
ولكن، استدرك المستشرق، لشراء النفط من إيران والسماح للناقلات الإيرانية بالوصول إلى موانئ لبنان، كما أن إيران تبيع نفطاً لفنزويلا، هذه احتمالية يجب فحصها، حسب رأي حزب الله، وأوضح نصر الله بأن منظمته تجري مفاوضات مع إيران في محاولة لترتيب بيع النفط مقابل الدفع بالليرة اللبنانية وليس بالدولار. ولتنفيذ الصفقة بدون اتهام لبنان بخرق العقوبات على إيران، سيكون على الناقلات الإيرانية الرسو في موانئ سوريّة وأن تفرغ الحمولة فيها، ومن هناك تنقل براً عبر إلى لبنان.
ولكن ثمة مشكلة أخرى، أشار المستشرق، وهي أنّ نقل النفط الإيراني عبر الحدود السورية إلى لبنان قد يعتبر خرقاً لقانون العقوبات على سوريّة، فيضع لبنان في مسار تصادم آخر مع الإدارة الأمريكية، ويبدو أن حزب الله يمكنه تجاوز هذه العقبة إذا قرر استيراد النفط السوري بنفسه، أي السيطرة على المعابر الحدودية بين لبنان وسوريّة، وتجنيد صهاريج نفط والتحول إلى مستورد، لكن هذه تبقى احتمالية نظرية، لأنها تعني خرقًا صارخًا لسيادة الدولة وتحويل لبنان بشكل رسمي إلى دولة حزب الله.
وخلُص إلى القول أنّه إذا لم يتمكن لبنان من الحصول قريبًا على قرض بالدولارات، فقد تضطر الحكومة نفسها إلى خرق قانون العقوبات كي تستطيع توفير النفط المطلوب لها ولو كان ذلك من أجل الاحتياجات الأساسية، على حدّ تعبيره.
13 تعليقات
لبنانToday at 1:49 pm (4 hours ago)
للمحبين اطمئنوا لو جاء الشرق والغرب والشمال والجنوب وكل أصقاع العالم ليحاصروا المقاومة لن يستطيعوا ..فهم جاءوا وحاولوا من قبل وكانت إمكانيات المقاومة متواضعة حينها سنة ١٩٧٨ و ١٩٨٢ و ١٩٩٣ و ١٩٩٦ و ٢٠٠٦ و ٢٠١١ ونحن بانتظارهم بأحر من الجمر - اخوكم من لبنان
شربلToday at 5:13 am (13 hours ago)
حزب الله حزب عقائدي طائفي مرتبط بالولي الفقيه الإيراني عقائديا وبالحرس الثوري الإيراني عسكريا وسياسيا لا يمكن أن يتخلى عن عقيدته وأفكاره مهما كانت الظروف مثل يمني إيران ستحارب السعودية حتى آخر جندي حوثي.
علي بن حمو .. المغرب .Yesterday at 11:25 pm
حزب الله ليس وحدَه في الساحة يسهُل تقطيب أجنحته وكسْر شوكته، أبداً، فهو ضمن جبهة مُقاوِمة جدّ خطيرة تدور كلّها في فَلَكِ إيران، وجميع أجنِحة إيران قِوى هائلة تمتلك أحدث الأسلحة ولديها جيوش جدّ متدرّبة كما تملك عَتاداً حربيّاً مُتطوِّراً وحديثاً، فمن المستحيل أن تُهزَمَ هذه الجبهة المُتراصَّة ولو دخلتْ في حرب مع أعظم دولة في العالم.
AL MOGRABIYesterday at 11:11 pm
لغة إنشائية لا تحمل أرقاما ولا برامج ولا خطط، متمنيات شخص أو حكومة أو كيان أغلقت
أمامه السبل لإزالة كابوس نغّص عليه الحياة. الكابوس إسمه حزب الله.
البدوي (باريس)Yesterday at 6:34 pm
هذا ما كتبناه هنا منذ شهرين. تسفي برأي لكاتب معتدل بعيد عن اليمين الإسرائيلي والأمريكي. وهو موضوعي في تحليلاته. تحييد حزب الله كما يريد نتنياهو وكوشنر ومحمد بن سلمان وتركي الفيصل يعني بالنسبة لنا القضاء على لبنان ومرحلة في الحرب ضد الفلسطينيين واحتلال فلسطين. يجب أن يعلم اليمين الصهيوني الحاكم وحلفاؤه العرب في القاهرة والرياض وأبي ظبي وبيروت أن تدمير حزب الله سيكلف الكثير. أقول للطائفيين إنني سني من المغرب العربي لا أتلقى رشوة من أحد ولا أطمع في غير ما عند الله.
كريم محمدYesterday at 6:09 pm
الحقيقة أنّ من لا يملك خيارات هو إسرائيل وأمريكا، انتهت جميع المحاولات ولم يبقى في أيديهم إلّا هذه العقوبات التي لم تركع دولة إلى الآن، العقوبات مضرة لأمريكا وشركائها لأن العالم ضجر من هذه العقوبات التي تستعمل الدولار كوسيلة لقهر الدول، أمريكا محمية من طرف عملتها واستعمال هذه الوسيلة للضغط كمن يشعل النار في ثيابه الكل يبحث عن بدائل للدولار، حزب الله يملك قاعدة انتخابية تمنع وجود حكومة مستقرة بدونه لن يجرؤ أي فريق إلى الذهاب لحرب أهلية جديدة.
ابو علي عراقي من استرالياYesterday at 12:50 pm
إنّ بعد العسر يسرا .، الإدارة الأمريكية أصبحت تتصرف بوحشية وبدون رادع وتستعمل نفوذها بالمنظمات الدولية لتمرير أجندتها باستهداف خصومها وأعدائها وأصبحت تتفرد باتخاذ قرارات الحصار والعقوبات بدون حتى الغطاء القانوني الذي كانت تتبجح به بتصرفاتها تجاه الدول التي تتجرأ بالوقوف بوجهها.. أكيد كشيطان أكبر فهي تمتلك إمكانات وعقول كبيرة تشتغل لها مثلها مثل أي عصابة كبيرة متمكنة بالعالم فلا مانع لديها من استخدام أساليب جبانة كالغدر أو معاقبة شعوب لا ناقة لها ولا جمل ولا تتورع من ممارسة الإغتيالات والرشاوي والتجويع والتلفيق والكذب وهكذا هو الكيان الصهيوني وكله طبعا تحت شعار شعب الله المختار. وهناك بمنطقتنا من يرقص مع ترامب على عزفه كممالك الرمال والأنظمة الكارتونية المتسلطة على رقاب شعوبنا
EzzineYesterday at 12:48 pm
ما لم يواجه عمليا حلف المقاومة لحد الآن هي استراتيجية الهجمات المركبة والمتتالية لأمريكا والكيان الإسرائيلي ومن ولاهم من الأعراب أشد كفرا ونفاق…. هذا الحلف المقاوم يكتفي ويعول أكثر فقط على بما يسمى باستراتيجية انتظار هجمات العدو ثم الدفاع عن النفس. لما لم يحاول ولو مرة تبني استراتيجية المباغتة: «اعتدوا عليهم بمثل ما عتدوا عليكم” علما بأن كيد الشيطان كان ضعيفا. والدليل أنه منذ أن أصابت الدفعات الجوية السورية طائرة “فانتوم” إسرائيلية أمريكية الصنع في سماء سوريا وسقطت داخل الكيان أصبح العدو الإسرائيلي من طبيعته مرعوب ينفذ هجماته انطلاقا من سماء لبنان المهيمن عليها جويا. يبدو أن هذا النوع من الهجمات الاستنزافية المتعددة الأشكال للعدو المتلاحقة هي التي تشير بدون شك الى تفوقه. فهو يبلور بشكل دائم عملياته المعقدة. في الأثناء حلف المقاومة وكأنه ينتظر منه الرضوخ أمام صمود غير متحرك… يتوعد ” بشكل دفاعي” لا غير بإفشال مخططاته المتآكلة للحلف شيء فشيء.
مصطفی صالحYesterday at 8:44 am
لو وقف اللبنانیون مع أبطالهم فبها ونعمت وإلّا فلیستعدوا لعودة الثمانینات وأبطال القتل والغدر والعماله والأنطوان والجعجع و…وصبرا وشتیلا وأن تأکل القطط والکلاب لحوم الناس وهم أشلاء علی الرفوف..ولا یمنع ذاک کله إلّا سلاح حزب الله!
علي الشمريYesterday at 8:36 am
عندما تضيق الخناق على طرف معين سواء كان على مستوى شخصي أو مستوى دولة، وتصادر كل الإختيارات أمام هذا الطرف وتحرمه من كل غالي أو رخيص ولا يبقى لديه شيئ يمكن أن يخسره، إذا أنت تصنع غزة ثانية، لكن (وهذه لكن معقدة وكبيرة) غزة الجديدة تملك القوة والأسلحة المتقدمة والصواريخ الذكية وخبرات عسكرية تفوق قوة حماس بأضعاف مضاعفة (نقطة على السطر)
ابو عيون فتانةYesterday at 8:29 am
وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
لبنانيYesterday at 8:15 am
يا مستر برئيل ألم تسمع بقصة حبة الرمل التي توقف أكبر آلة؟؟؟
أبو علي - الجزائرYesterday at 7:50 am
نفرض أن اللبنانيين تخلوا عن حزب الله حتى سلم سلاحه، هل ستمطر عليهم السماء بعدئذ بالدولار.. الأكيد أنها ستمطر بقنابل الصهاينة انتقاما مما أبداه الشعب اللبناني سلفا من مقاومة. إن حرص الصهاينة على تحييد لبنان والاستلاء عليه هو لأجل تأمين المنافذ الشمالية. ألم تزحف جيوش نبوخدنصر قديما نحو فلسطين عبر سهول البقاع؟ أما الآن فقد صار للبنانيين الخيار بين موت الشجعان وموت المستسلم الذي سَيُغدَر به!
ساحة النقاش