سياسة: اشتباك إعلامي بين أنقرة والرياض في لبنان.. تمدد تركي أم تراجع سعودي؟
الكاتب: الميادين نت - المصدر: الميادين
مقال في موقع "أساس" التابع للنائب نهاد المشنوق يذكر فيها معلومات عن دور الوزير السابق أشرف ريفي في تعزيز الحضور التركي في شمال لبنان والاشتباكات الأخيرة في مناطق مختلفة، ما يؤدي إلى اشتعال سجال حاد بين الطرفين.
الوزيران السابقان أشرف ريفي ونهاد مشنوق (أرشيف)
يتصاعد السجال في لبنان بشأن تمدد الدور التركي في شمال البلاد، ومنافسة الحضور السعودي. الوزيران السابقان أشرف ريفي ونهاد المشنوق، اللذين التقيا على المقاعد الوزارية كمقربين من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، كانا طرفي سجال بشأن التورط في العمل لصالح الاِستخبارات التركية، وخرج السجال بينهما إلى العلن، على خلفية اتهامات متبادلة بالتبعية لجهات خارجية.
المشنوق الذي خرج من كتلة المستقبل النيابية، يتهم ريفي بالحصول على تمويل من تركيا، وإنشاء جمعيات تابعة لأنقرة في شمال لبنان، ولا سيما في طرابلس. في وقت أشار مقال نشر في موقع "أساس" التابع لمشنوق، إلى أن تركيا تعمل على الإمساك بالشمال اللبناني، عبر بهاء الحريري شقيق رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، والوزير السابق اللواء ريفي الذي كان له تواصل وتنسيق مع المخابرات التركية بشكل رسمي وفقاً لطبيعة عمله عندما كان على رأس المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ثم وزيراً للعدل، وفق المقال. من جهته، ريفي الذي كان ينسق مع المخابرات التركية بشكل رسمي وفقاً لطبيعة عمله السابق كمدير عام لقوى الأمن الداخلي، ثم كوزيراً للعدل، واصل التنسيق، ودفع أنصاره للخروج بتظاهرات مؤيدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في شمال لبنان.
ودفع المقال ريفي للرد بنحو حاد وهجومي على المشنوق، وفي جزء مما قاله "إسمع يا نهاد. لم تكن تحتاج إلى تحويل التقرير الذي أرسلتُه إلى عواصم عربية، إلى مقال في "أساس"، الذي ليس مبنياً على الحد الأدنى من أُسس الموضوعية واحترام الذات، ذلك لولا وجود أقلام في "أساس" نحترمها، وتحترم ما تكتب. تنتقل من دسيسةٍ إلى دسيسة ولا يتغير إلا رب العمل".
ويترافق هذا الاشتباك مع تحقيق لجريدة "الأخبار" اللبنانية عن تتريك شمال لبنان.
وذكر التحقيق أنه"خلال الأشهر الماضية،ارتفع الصوت هنا وهناك في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام حول دورٍ تركي في أحداث الشمال، ودعم لمجموعات تتخذ المطالب المعيشية غطاءً لها، بدءاً من منتديات بهاء الحريري، ومجموعات أخرى تقطع الطرقات وتحرّض ضد الجيش اللبناني. ويوَجَّه الكثير من الاتهامات الأمنية العلنية للأتراك والاستخبارات التركية في أحداث الشمال، وآخرها إشارة وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي إلى «جهة خارجية»، من دون أن يسمّي تركيا". الحديث عن دور تركي في لبنان ليس جديداً، وإن برز عشية تظاهرة 6 حزيران/يونيو الفائت، عندما كشفت مصادر أمنية للميادين عن تفكيك مجموعات كانت تستعد لأعمال شغب وتخريب على هامش التظاهرة في وسط بيروت.
وخلال التحقيقات مع أفراد تلك المجموعات، تبين تلقيهم تمويلاً خارجياً، ما دفع بوزير الداخلية محمد فهمي للكشف عن توقيف 4 أشخاص كانوا ينقلون أموالاً على متن رحلة خاصة حطت في مطار بيروت آتية من تركيا. فهمي أكد أن دولاً خارجية تمول جماعات في لبنان، كانت افتعلت مواجهات مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية في طرابلس، بيد أن الصراع بين الوزيرين ريفي والمشنوق يتخذ أبعاداً أخرى.
في المحصلة يعكس صراع الوزيرين، صراعاً أوسع بين أنقرة والرياض، يترجم في أكثر من ميدان، عدا أن تركيا التي اختارت الساحة اللبنانية كساحة إضافية لمنافسة السعودية، تعمل على تمويل جمعيات تحت مسميات متعددة جلها بواجهات ثقافية وإنسانية.
ساحة النقاش