<!--<!--
الأحد ١٢ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٥:١٣ بتوقيت غرينتش
وافق مجلس الأمن الدولي على قرار بإرسال مساعدات إلى سوريا عبر معبر تركي واحد وهو "معبر باب الهوى" على الحدود التركية في شمال غرب سوريا. في استمرار للسياسة الغربية الهادفة لحصر المساعدات المقدمة بالمناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة في سوريا فحسب.
القرار الذي أعدته ألمانيا وبلجيكا العضوان غير الدائمين في مجلس الأمن والمكلفان بالشق الإنساني في الملف السوري بالأمم المتحدة، جرت الموافقة عليه في النهاية، حيث صوت 12 عضوا مع القرار فيما امتنع 3 أعضاء بمجلس الأمن عن التصويت، وهي روسيا والصين وجمهورية الدومينيكان.
الحليف الروسي والصيني تصديا في المرتين السابقتين لمشروع قرار مجلس الامن في ارسال المساعدات لسوريا وذلك لعدم موافقتهما على توريد المساعدات الى سوريا بدون التنسيق مع الحكومة السورية، فتقديم الدعم للمناطق السورية أمر ضروري مع احترام سيادة البلاد وعدم تجاوز حكومتها كما ان عدم مشاركتهم في التصويت تعود الى كون هذه المساعدات تذهب الى منطقة معينة يسيطر عليها الارهابيون.
وما يثير الشك حول الهدف من ارسال هذه المساعدات هو ان سوريا التي تتعرض للخنق بقانون الارهاب الاقتصادي المسمى بقانون قيصر الامريكي، هو تصويت مجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي بتحريض من الولايات المتحدة ضد مشروع قرار روسي حول إيصال مساعدات إلى سوريا من خلال معبر حدودي واحد وذلك بعد أن شنت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة كيلى كرافت قبل التصويت حملة تحريض ضد مشروع القرار ودعت أعضاء مجلس الأمن للتصويت ضده. ما يؤكد الهدف من ارسال تلك المساعدات هو دعم الجماعات المسلحة.
الدول الغربية وعلى رأسها امريكا وخلفها وسائل اعلام كثيرة، تمارس الكذب والنفاق والدعاية فيما يتعلق بالبعد الانساني السوري، وتستخدم مجلس الامن ممراً وجسراً لتمرير مخططاتها الخاصة بها، والمؤكد انها ليست في مجال تحقيق الامن والسلام الدوليين. كما ان الدور الغربي في دعم الحرب الارهابية معلوم ومثبت فقد عثرت ولازالت تعثر القوات السورية على اسلحة ومعدات عسكرية وطبية متطورة غربية الصنع في مناطق التي حررتها من سيطرة الارهابيين ما يدل على مدى الدعم الذي تتلقاه تلك الجماعات من تلك الدول.
تلك المساعدت التي ستصل للارهابيين الذي يسيطرون على حوالي 20% من الاراضي السورية وينحصرون في ادلب ستكون وسيلة لاعاده بناء صفوفهم ولتوفير الدعم لهم وكانت حياة هؤلاء أغلى من حياة الشعب السوري بأكمله الذي يدفع ثمن المعركة الجيوسياسية بين الدول الكبرى، فتجويع الشعب السوري هو الهدف الأول لتحقيق مرادهم بهزيمة سوريا ولكن الحقيقة أنّ سوريا أحد محاور حلف المقاومة لا تحتاج للمساعده بقدر ما تحتاج إلى التخلص من هذا الإرهاب الاقتصادي والحرب الأرهابية التي تشن ضدها فالأحرى بالغرب الذي يدعي الإنسانية أن يقطع يد الإرهاب بدلا من تقديم يد المساعدة.
ساحة النقاش