http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

هل تملك الجزائر مفاتيح حل الأزمة الليبية؟

<!--<!--

“رأي اليوم” فوزية بن شرودة* صحفية وكاتبة جزائرية

يوما بعد يوم وسنة بعد أخرى تزداد الأزمة الليبية تعقيدا، وتزداد خيوطها تشابكا، ككرة ثلج تكبر حالة أللّاأمن في ليبيا ويكبر معها الصراع  والتنافس بين  اللاعبين كبارا كانوا أم صغارا على أرض استباحها الجميع كي تكون ساحة للحرب والنزاع على المصالح الاقتصادية أو لتصفية الحسابات، على حساب الدم الليبي. تشهد ليبيا اليوم انقساما واضحا بين  معسكرين: شرق ووغرب، لتصبح الدولة برأسين، أذكت وقود الحرب بينهما قوى كبرى أجّلت حُلم الاستقرار إلى زمن غير مُسمّى.

يتساءل الكثير اليوم كيف سيأتي الحل وسط اختلاط صوت الرصاص ودوي المدافع بصوت العقل الداعي إلى الحوار بين الأطراف الليبية المتنازعة بعيدا عن كل صوت خارجي ناعق مؤجج للخلاف.

الحل السياسي ..مقاربة الدبلوماسية الجزائرية

تَميل الجزائر في طرحها لحل الأزمة الليبية إلى الحسم السياسي القائم على الحوار، وعلى البقاء على مسافة واحدة مع كل الفرقاء، معتمدة بذلك على مبدأ المصالحة الوطنية بين الإخوة الليبيين، وهي المقاربة ذاتها التي أتت أُكلها مع الفرقاء الماليين والتي قادتها الجزائر بين سنتي 2014-2015  بلعبها لدور الوساطة بين الفواعل المتحاربة في مالي.

المقاربة هذه  أكد عليها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في آخر تصريحاته الإعلامية، مشيرا إلى أن كل الأطراف الليبية مقتنعة بالدور الجزائري في الوساطة لتحقيق السلم في ليبيا ، مؤكدا على أن ذلك لا يتعزز إلّا بالتنسيق مع دول الجوار كمصر وتونس.

كلام الرئيس تبون ترجمه حراك دبلوماسي حثيث  شهدته الجزائر خلال الأيام الماضية أهمه زيارة رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، تلتها زيارة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج.

وتعود الدبلوماسية الجزائرية  لتبرز موقفها من الأحداث في ليبيا  بعد أن غابت لسنة كاملة، العام الماضي، بسبب انشغالها في شؤونها الداخلية وما عرفته من حراك شعبي، خصوصا وأنها  قادت عام 2015 لقاءات مع قادة الأحزاب والنشطاء الليبيين ضمن مؤتمر ثان للحوار، تم التأكيد فيه على دعم الجهود الأممية لتحقيق السلم في ليبيا، مع رفض أي تدخل خارجي في شؤونها، كما أنها كانت فاعلة في مبادرة تونس لدول الجوار سنة 2017، التي دعمت مساعي المصالحة الشاملة في ليبيا.

ويأتي اهتمام الجزائر بالأزمة الليبية انطلاقا من كون ليبيا دولة مجاورة  تقع في الخاصرة الجنوبية  للجزائر وتربطها بها  حدود تصل إلى 982 كلم ، وهنا تزداد المخاوف الجزائرية من تمدد الحرب الى جنوبها  بحدوث انفلات أمني غير محسوب العواقب، وهو ما جهّزت له الجزائر من خلال تطويق حدودها بحزام أمني.

كما يكمُن اهتمام الجزائر بتسوية المشكلة الليبية المعقدة بالنظر لاعتمادها لسياسة التضامن مع دول الجوار، المُستند على القرب الجغرافي والثقافي والتاريخي المشترك بين الشعبين، وتغليبها للغة الحوار السياسي كحل أنجع للأزمات بعيدا عن تدخلها العسكري في شؤون الدول المجاورة، وهو ما يُكسب صوتها ثقة وثقلا لدى كل الأطراف الليبية المتنازعة.

وما يزيد من قوة الدبلوماسية الجزائرية في الملف الليبي ويجعل الكثير من المراقبين لهذا الشأن يرون فيها  قوة وازنة، كونها لا تساند طرفا على حساب آخر كما هو الحال بالنسبة لمصر– كدولة مجاورة-، فبعدم تورطها لا سياسيا ولا عسكريا في هاته الأزمة تفرض نفسها كقوة اقليمية وحيدة بعيدة عن كل التجاذبات، ضف إلى ذلك لا تملك الجزائر أي مطامع اقتصادية ولا توسعية في ليبيا ، ما يرشحها للعب دور بالغ الأهمية في هذا الملف.

تحـــديـــات

ولكن محاولة الطرف الجزائري لإعادة الاعتبار لدول الجوار بدلا عن القوى الاقليمية الكبرى، تواجه محاولات لإضعافها خصوصا أمام تعنت الطرف المصري ومضيه قدما لدعم قائد الجيش الوطني الليبي الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، وهو ما عقّد الوضع أكثر، خصوصا وأن الجزائر أعربت عن رفضها الضمني لمبادرة الرئيس المصري الأخيرة التي أقصت حكومة طرابلس والداعية لوقف إطلاق النار وفتح باب التشاور مع الأطراف الليبية، ما جعل الجزائر تنظر بعين الرّيبة لهذه المبادرة ” العرجاء”.

تحديات أخرى تقف حجرة عثرة أمام المسعى الجزائري لتحقيق حوار وطني شامل، وهي تسارع القوى الكبرى لدعم طرفي الصراع وتغليب لغة الحسم العسكري على الحسم السياسي ، وهو الدعم الذي كان غير معلن في السنوات السابقة، وأضحى مُفصَحا عنه غداة محاولات حفتر منذ بدايات السنة الماضية السيطرة على طرابلس، واتفاقية التعاون العسكري وترسيم الحدود البحرية التي أبرمتها حكومة الوفاق الوطني مع أنقرة شهر نوفمبر2019..فتكشّف للعيان الدعم المسلح الذي يحظى به السراج من قبل تركيا وقطر، مقابل ما يحظى به حفتر من مساندة لوجستية من مصر، الإمارات، السعودية، فرنسا وروسيا، وهو الصّدام الذي تأجّج وعلا صوته عقب سقوط قاعدة “الوطْية” في يد قوات الوفاق الوطني.

فهل بإمكان الجزائر أن تتجاوز قوة السلاح ويستشعر العالم قوتها الناعمة في حلحلة الأزمة الليبية؟

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 11 مشاهدة
نشرت فى 10 يوليو 2020 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,416