الليلة التي أراد فيها المحتل الأمريكي حرق بغداد
<!--<!--
السبت ٢٧ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٦:٥٠ بتوقيت غرينتش
ما حدث من اعتداء على الحشد الشعبي ليلة الخميس الماضي في بغداد، كشف وبشكل سافر عن وجود بعض جهات داخل الدولة العراقية مرتهنة لإرادة المحتل الأمريكي، وهذا الإرتهان رغم كل خطورته إلّا أنّه لن يصل إلى حجم خطورة تنفيذ الأوامر الأمريكية دون أدنى تفكير بتداعياتها الكارثية.
تنفيذ القرار الأمريكي بالإعتداء على الحشد الشعبي بهذه الطريقة كان في حقيقة الأمر قرارا بحرق بغداد، من أجل سواد عيون المحتل الأمريكي والكيان الإسرائيلي والرجعية العربية وعلى رأسها السعودية، والتي ترى مجتمعة في الحشد السد المنيع أمام تنفيذ أجنداتها في العراق بدءا بزرع الفتن الطائفية في ربوعه ومرورا بنهب ثرواته وانتهاء بتقسيمه وشرذمة شعبه.
كل القوى العراقية، ونستثني منها المرتهنة للإرادة الأمريكية والدولار النفطي السعودي القذر، تعلم علم اليقين أنّ جميع فصائل الحشد الشعبي، لم ولن تعتدي على المنطقة الخضراء ولا أي منشأة عراقية أخرى، فهذه القوة العراقية الوطنية، هي من حمت العراق وشعبه ومقدساته وشرفه، ودفعت في سبيل ذلك أنهارا من الدماء، ولولاها لما كانت هناك دولة ولا منطقة خضراء.
اعتقد منفذو القرار الأمريكي الأهوج بالإعتداء على الحشد الشعبي، أنّهم يطلقون بفعلتهم هذه بالون اختبار لمعرفة ردود فعل الحشد الشعبي والشعب العراقي على فعلتهم، دون أن يخطر في عقولهم، انهم بذلك كانوا على وشك الدفع بالأمور إلى المجهول وإدخال العراق في أتون فتنة لا رابح فيها إلاّ أمريكا والكيان الإسرائيلي والسعودية وجيوشها الوهابية.
الوعي الوطني والإسلامي للحشد الشعبي، والشعور بالمسؤولية لدى القوى العراقية الوطنية ، ثقبت بالون الإختبار البائس، والقمت المحتل الأمريكي وأدواته في العراق حجرا، وحجرا كبيرا جدا، عندما استنفر الحشد الشعبي قواته، والقوى الوطنية كل إمكانياتها، لإفهام المحتل الأمريكي، أنّ وجوده في العراق لن يدوم وأنه راحل لا محالة، وأنّ أدواته في العراق هي أصغر من تنفيذ أجندات أمريكا الكارثية لتحويل العراق إلى مرتع للأمريكي والصهيوني والسعودي الوهابي.
المطلوب من الحكومة العراقية المؤقته أن تتحرك في نطاق المسؤولية التي ألقيت على عاتقها من قبل نواب الشعب، وفي مقدمتها التحضير للإنتخابات التشريعية القادمة، وأن تعمل على توفير ما تحتاجه المشافي والمراكز الصحية من مستلزمات لمواجهة تفشي وباء كورونا، وأن تحافظ على سيادة العراق ووحدة أراضيه، لاسيما الآن حيث يتعرض العراق لعدوان تركي سافر، ولاحتلال أمريكي غاشم، وأن تبتعد عن المخططات الأمريكية، فهي أكبر منها، ومبنية على المصلحة "الإسرائيلية" من ألفها إلى يائها، وهو ما يفسر العداء الأمريكي الحاقد على حزب الله في لبنان، وأنصار الله في اليمن، وحماس والجهاد في فلسطين المحتلة، والحشد الشعبي في العراق.
ساحة النقاش