http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

اختار العرافون والاقتصاديون والعلماء والدجالون والاستراتيجيون سنة 2020  بأنّها سنة مفصلية.. واختارها الصهيوأمريكيون لتكون سنة تصفية القضية الفلسطينية.. هل هي ايضاً سنة تصفية دول الطوائف  للنظام الرسمي العربي؟

<!--<!--

-“رأي اليوم”- د. عبد الحي زلوم*  مستشار ومؤلف وباحث

 عجيب أمر سنة 2020..

هل ما يجري في أمريكا اليوم هو تحقيق لتنبؤ من يسمونه مؤرخ القرن العشرين   أريك هوبسباوم والذي قال في محاضرة له في جامعة هارفرد بتاريخ 20 تشرين الأول (أكتوبر) 2006 :” لربما تسبب الإمبراطورية الأمريكية الفوضى والبربرية بدلاً من حفظ النظام والسلام”. وقال “إن هذه الإمبراطورية سوف تفشل حتماً”، ثم أضاف “هل ستتعلم الولايات المتحدة الدروس من الإمبراطورية البريطانية أم أنها ستحاول المحافظة على وضعها العالمي المتآكل بالإعتماد على نظام سياسي فاشل وقوة عسكرية لا تكفي لتنفيذ البرامج التي تدّعي الحكومة الأمريكية بأنها قد صممت من أجلها؟”

 أم هل أنّ ما يجري في أمريكا اليوم  هو تحقيق  لتوقعات يوهان  جالتونغ بانهيار الإمبراطورية الأمريكية  سنة 2020، علماً بأنه تنبأ بانهيار الإتحاد السوفياتي ، وتوقع اندلاع الثورة الايرانية، وتوقع أحداث الحادي عشر من سبتمبر. جالتونج هو  عالم الاجتماع النرويجي  الذي رُشّح لجائزة نوبل ، كما قد ألّف كتاباً بعنوان “سقوط الإمبراطورية الأمريكية وماذا بعد؟”  بنى  نظريته  حول الإنهيار الأمريكي بناء على نهج  الولايات المتحدة  المُقترن  بعدوانيتها  وغطرستها وعنفها ونفاقها على حد وصفه، فضلاً عن  جهل الولايات المتحدة  بالثقافات الأخرى، واستخدامها للمادية المفرطة  في حساباتها دون اعتبار لثقافات الدول المستهدفة وانعكاساتها.كما أنّه اعتبر أن مناهضة ترامب  للمهاجرين وارتفاع  الفاشية إحدى المراحل  النهائية  للتراجع المتوقع . يصف جالتونج الولايات المتحدة بالدولة القاتلة ويصف سياستها بإرهاب الدولة الفاشية الجديدة، حيث قارن الولايات المتحدة بألمانيا النازية.

واسمحوا لي أن أدلو بدلوي وأبين أنّ الفصل الرابع عشر صفحة 367 من كتابي المنشور سنة 2005  بعنوان ” حروب البترول الصليبية  كان  عنوانه نهاية الإمبراطورية الأمريكية .. نهايتها بسكتة قلبية “.

سنة  2020 هي  نفس السنة التي ظن الصهيوأمريكيون أن رأس جسرهم في فلسطين المحتلة قد اشتد عوده  وجاء وقت تصفية القضية الفلسطينية بما أسموه صفقة القرن، بل وجدوا أنّ النظام الرسمي العربي وصل إلى  نهاية صلاحيته وأرادوا استصدار شهادة زور من ملوك طوائفه قبل إنهاء خدمتهم بالتطبيع مع الكيان المحتل.

لكن سنة 2020 هي نفس  السنة التي  حددها الديمغرافيون بأنها السنة التي سيبدأ بعدها ازدياد السكان الفلسطينيين العرب عن اليهود مما سيغير ديمغرافية فلسطين ما بين النهر والبحر لتصبح اغلبية سكانها من الفلسطينين. وهي أيضاً نفس السنة التي تنبأ آخرون بانهيار الكيان العبري في فلسطين!

لو أخذنا مجموع عوامل الديموغرافيا وتحلل المجتمع الصهيوني من الداخل والجنوح إلى اللامعقول في التطرف السياسي والعنصري وبروز محور مقاومة وردع يضاف إلى ذلك أنّ وريد الحياة لهذا النظام سينقطع مع سقوط الإمبراطورية الأمريكية، كل ذلك سيعجل بانهيار هذا الكيان. يتمنونه بعيدا وأراه قريبا! أما المهرولون للتطبيع فسيكونوا  (كالمُنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى).

وفي 2020 أراد الله أن يبين قدرته وأن (الله اكبر)  وأنّ (أمريكا تريد ولكن الله فعال لما يريد) إذ أنّ أمريكا بجبروت ترسانتها في الأرض وفي السماء وفي البحار وقفت عاجزة أمام فيروس من أصغر خلق الله نحتاج لتكبيرة 500 ألف مرة لنراه  فقلب معادلة العولمة رأساً على عقب، وأحدثت اضطرابات ومصاعب إقتصادية  خانقة لم تظهر نتائجها كاملة بعد، علماً بأن الولايات المتحدة شنّت الحروب لترسيخ عولمتها لأنها عماد هيمنتها. وكأن الله جاء بهذه الجائحة ليقول للمرتجفة قلوبهم ما معنى الله اكبر!

وأخيرا جاءت 2020 ومعها  أسوأ اضطرابات داخلية ضد العنصرية كعنوان ولكن ضد الظلم الاجتماعي بشكل عام . ربح ترامب حملته الإنتخابية عن طريق تأجيج  العنصرية والفاشية.  جاءت هذه الاضطرابات لتبين عمق الإنقسامات في المجتمع الأمريكي أفقيا وعموديا  ولتبين زيف نفاقه  وديمقراطيته.

***

ملوك الطوائف الجدد:

عند سقوط الخلافة الأموية في الأندلس انفرط عقد الدولة والتي كانت تتكون من 22 إمارة لتصبح 22 مملكة من ممالك الطوائف في الاندلس.

بدأ الصراع على النفوذ بين المملكة والأخرى،  ووصل إلى حد التحالف مع الأعداء كما حصل مع التحالف مع ألفونسو السادس. وسقط ملوك الطوائف هؤلاء الواحد منهم بعد الآخر وكان آخرهم ملك غرناطة  أبو عبدالله الصغير  حيث  قالت له أمه عائشة الحرة حين بكى عند خسارته ملكه قائلةً:”إبكِ مثل النساء مُلكاَ مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال”.

عندما كانت الامارات كلها متحدة تحت دولة الخلافة الواحدة كانت منارة إشعاع مهيبة الجانب.هكذا كان ملوك أوروبا يخاطبون خلفائها.

الى صاحب العظمة -خليفة المسلمين – هشام الثالث جليل المقام:

من جورج الثاني ملك أنكلترا والسويد والنرويج إلى الخليفة ملك المسلمين في مملكة الأندلس صاحب العظمة هشام الجليل المقام… بعد التعظيم والتوقير، فقد سمعنا عن الرقيّ العظيم الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة، فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم في بلادنا التي يحيط بها الجهل من أركانها الأربعة. وقد وضعنا إبنة شقيقنا الأميرة دوبانت على رأس البعثة من بنات أشراف الإنكليز، لتتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف، وتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم وفي حماية الحاشية الكريمة…مع التعظيم والحب الخالص.

من خادمكم المطيع جورج.م.أ

 جواب الخليفة الأندلسي هشام الثالث:

“بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه سيد المرسلين، وبعد:

إلى ملك أنجلترا وإيكوسيا واسكندنافيا الأجلّ.. إطلعت على إلتماسكم، فوافقت على طلبكم بعد استشارة من يعنيهم الأمر من أرباب الشأن، وعليه نعلمكم أنه سوف ينفق على هذه البعثة من بيت مال المسلمين، دلالة على مودتنا لشخصكم الملكي…والسلام.

خليفة رسول الله في ديار الأندلس. هشام الثالث”.

ما أشبه اليوم بالأمس. فبعد سقوط الدولة العثمانية عن طريق إثارة العصبيات القومية  اليونانية والعربية والطورانية الخ.. استولت دولتي الاستعمار البريطاني والفرنسي على الوطن العربي وتم تقسيمه (ويا للصدفة!) إلى 22  دويلة كما هي اليوم. كان لكل دولة وظيفة حدد وصفها الوظيفي المستعمر لخدمة مخططاته في المنطقة  لا لخدمة شعوب هذه الكيانات الجديدة.كما اختار الإستعمار بنفسه من يحكم هذه الكيانات من القبائل والعوائل،وتم وضع حدود ما أنزل الله بها من سلطان بين أبناء الأمة الواحدة بل والولاية الواحدة. وأصبح على مواطني تلك الدويلات أن يموتوا دفاعا عن تلك الحدود  وعلّموا ولاة الأمر أن يقول كل منهم ” كياني أولا” . كأنّ المساعدة على إنشاد كيان صهيوني  في فلسطين والدويلات الوليدة منظومة عضوية متكاملة  واحدة. التعاون بين كيانات هذه المنظومة كان تحصيل حاصل بحكم الوصف الوظيفي لكل كيان سرا وجاء وقت العلانية والتطبيع هذه الأيام.  كان لكل دويلة مشغلها في الدولة المستعمرة التي أنشأتها وكثيراً ما كانت تلك الدويلات تنفذ التعليمات دون وعي على  عواقبها. أما جيوش تلك الكيانات فأنشأها المستعمر  للدفاع عن وظائف الدول وليس عن الأوطان.

واليوم بعد أن ظن الصهيوأمريكيون أنّ حكام الطوائف العرب قد انتهت مدة صلاحيتهم أصبح حكام الطوائف عبئا فليس لهم المؤهلات للمرحلة الجديدة.. بدأوا بعملية تغيير الأنظمة (فالربّ أعطى والربّ أخذ) وكانت البداية في الربيع العربي. لم يحترموا خدمة 30 عاما لحسني مبارك بل اعتبره الكيان المحتل ذخراً  استراتيجياً  له، ولا احترموا خدمة ابن علي لعشرات السنين،فليس للإمبراطوريات والصهيوأمريكيون  صداقات والتاريخ مليء بالعبر لمن له عقل ليعتبر. فهذا حدث لماركوس في الفلبين ونورييجا في بناما وشاه إيران والذي لم تسمح له الولايات المتحدة بدخولها حتى للمعالجة من مرضه بالسرطان. أفلا تعتبرون ؟

***

أليس عيباً أن يكون الصهاينة العرب أكثر صهينة من اليهود:

إن النظام الرسمي العربي يعيش اليوم آخر أيامه، وهناك عالم جديد يتشكل  ومن لا يلتحق به فسيفوته القطار. وليس هذا العالم عالم الولايات المتحدة حصراً هذه الأيام بل وستتقوقع الولايات المتحدة على نفسها بعد انهيار إمبراطوريتها.

أعلن أوباما مبدأه في مجلة الأتلانتك بأن الولايات المتحدة ستنسحب من منطقة الشرق الأوسط  وأنّ على تلك الدول تدبير أمرها بنفسها. وأعلن ترامب مرارا أنّه يرغب بسحب القوات الأمريكية من المنطقة  ولكنه قَبِل أن تصبح قواته مرتزقة مقابل الأجور، كما طلبت الولايات المتحدة من ملوك وزعماء الطوائف أن تصبح مرجعيتهم اليوم في الكيان المحتل وأن يسقطوا ورقة التوت عن تعاونهم منذ أن تم إنشاء دويلاتهم مع الكيان المحتل ليصبح التعاون تطبيعاً.

هناك محور صاعد جديد والتاريخ اليوم ليس مع الولايات المتحدة وحلفاءها ووكلاءها. وكلما انضمت إلى المحور الجديد  دولة من دول الطوائف فلربما تنقذ  نفسها من التهلكة. أما القديم فلن يبقى على  قدمه والخاتمة لمن يعتبر بغيره.

واخيراً  من العيب أن يقول أي عربي في أي موقع أنّ لليهود الحق في العيش في بلدهم. فلسطين ليست بلدهم بل هذا ما يقوله حتـى اليهود أنفسهم.

دعني اقتبس بعض ما قاله عوفر كسيف  عضو الكينيست (البرلمان)  داخل البرلمان موجها كلامه لزملائه عن ممارسات الاحتلال في الأراضي المحتلة بما فيها مقتل فلسطيني من أصحاب الإحتياجات الخاصة بدم بارد:”هنا شعب!! هنا يتواجد الشعب العربي الفلسطيني وهو الشعب الأصلي، ومن ينكر ذلك إما جاهل أو كاذب! أو مزيج من الاثنين وأنتم تختارون! عندما يحتل شعب  شعبا آخر أو دولة تهيمن على شعب آخر.. الشعب الأصلي.. حتى لو أنّ لهذه الدولة   المحتلة ارتباط أو تقارب تاريخي نعم فإنها تكون دولة محتلة.. ودولة إسرائيل دولة محتلة  وهي دولة تقتل بدم بارد….”

حتى مرشح للرئاسة الامريكية بيرني ساندرز وهو يهودي بل وعاش في الكيان المحتل قبل أن يهاجر للولايات المتحدة وصف(إسرائيل) بالدولة العنصرية ووصف نتنياهو أثناء حملته الإنتخابية الأخيرة بأنه عنصري وعديم الإنسانية.

فهل يتلطف ويتفضل المطبعون العرب أن لا يكونوا صهاينة أكثر من الصهاينة اليهود؟ ومن لا يملك منهم خياره حتى فيما يقول فليسكت!.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 28 مشاهدة
نشرت فى 20 يونيو 2020 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,259