إنها لعنة أطفال اليمن.. ضرع آل سعود يجف
<!--<!--
حاول وزير المالية السعودي عبد الله الجدعان تبرير ساحة الملك سلمان وابنه من مسؤولية تدهور الأوضاع الإقتصادية والمعيشية للمواطن السعودي، عبر إلقاء المسؤولية كاملة على عاتق فيروس كورونا الذي لم يحل ضيفا على السعوديين إلاّ منذ شهرين فقط.
جدعان اعتبر إيقاف بدل غلاء المعيشة بدءاً من شهر حزيران/يونيو، ورفع نسبة ضريبة القيمة المضافة من 5% إلى 15% بدءاً من الأول تموز/يوليو، وإلغاء أو تمديد أو تأجيل بعض بنود النفقات التشغيلية والرأسمالية لعدد من الجهات الحكومية وخفض اعتمادات عدد من مبادرات برامج ومشاريع عام 2020، بأنها إجراءات إضافية لمواجهة الآثار المالية والإقتصادية الناتجة عن جائحة فيروس كورونا.
كما ألقى جدعان على كورونا أيضا مسؤولية انخفاض الإيرادات النفطية للسعودية التي وصلت إلى النصف أو أكثر بسب الإنخفاض الكبير فى سعر البرميل الذى هبط من 60 دولارا إلى 20 دولارا، وهو ما سيدفع السعودية إلى أن تقترض 220 مليار ريال هذه السنة.
ما حاول الجدعان التستر عليه يعرفه السعوديون قبل غيرهم ، فكورونا بريئة من تدهور الوضع الإقتصادي والمعيشي للسعودية كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، فكورونا لا يمكنها أن تنسف ميزانية السعودية في شهرين وتجعلها تقترض وترفع الدعم عن الفقراء، فالذي أوصل السعودية إلى ما وصلت إليه الآن هو ولي العهد محمد بن سلمان شخصيا ولا أحد غيره، وهذه الحقيقة لم نكتشفها نحن، بل هي حقيقة واضحة للجميع ولا يختلف عليها إثنان.
ثلاث أخطاء كارثية ارتكبها ابن سلمان ومازال يصر عليها بعناد غير مفهوم، الأول جريمته الكبرى المتمثل بشنه الحرب على الشعب اليمني ومنذ ست سنوات، والخطا الثاني منحه مفاتيح الخزينة السعودية إلى شخص جشع مثل الرئيس الامريكي دونالد ترامب لضمان دعم أمريكا له في الوصول إلى حكم، أمّا الخطأ الثالث فهو خطأ غير إرادي ويعود إلى مرض يعاني منه ابن سلمان وهو مرض جنون العظمة، الذي يدفعه إلى أن يلعب مع الكبار، إعتقادا منه أنه يقود دولة عظمى، كما يحلو لذبابه الإلكتروني أن يصفوا السعودية، ومن أكثر تداعيات هذا المرض كارثية كانت منافسته لروسيا على أسواق النفط وذلك عندما أراد معاقبتها عبر إغراق أسواق النفط بشكل غير مسبوق فأوصل أسعار النفط إلى أقل من صفر!!.
أمام هذه الأخطاء الثلاثة يبقى خطا العدوان على اليمن هو الخطا الأكبر والأفدح والأكثر تاثيرا على تدهور الوضع الاقتصادي للسعودية، فلعنة أطفال اليمن التي مزق العدوان السعودي أجسادهم وحول من تبقي منهم على قيد الحياة إلى هياكل عظمية، لن تستنزف خزينة آل سعود فحسب بل ستهد أركان نظامهم على رؤوسهم وما ذلك على الله بعزيز.
عندما نقول أنّ لعنة أطفال اليمن ستبقى تطارد آل سعود حتى تنسفهم كما نسفت خزائنهم، فإننا ننطلق بذلك من حقائق نراها على الأرض، ففي الوقت الذي يقول العقل السليم أنّ على آل سعود أن يوقفوا عدوانهم على أطفال اليمن بعد ست سنوات من الحرب العبثية التي أزهقت الأرواح واستنزفت الثروات دون طائل، إلاّ أننا نرى عقل ابن سلمان يأمره بعكس ذلك تماما، ففي الوقت الذي تتفق دول العالم على ضرورة وقف الحروب والنزاعات لمواجهة خطر وباء كورونا، نراه يأمر بتكثيف الغارات على المناطق المدنية ويوغل بدماء أطفال اليمن ويحرمهم من الحياة بعد أن حرمهم من الطعام والدواء.
في الوقت الذي تضغط الحقائق والوقائع على ابن سلمان لدفعه إلى اتخاذ قرار حكيم بوقف الحرب على اليمن وإنقاذ بلاده من الإفلاس المحتم، نرى"عبقريته"تتفتق تحت هذا الضغط عن أفكار للتقليل من نفقات العدوان على اليمن، منها طرد أعضاء حكومة الرئيس اليمني المستقيل والهارب عبد ربه منصور هادي من الفنادق الفاخرة التي كانوا يعيشون فيها خلال السنوات الماضية، إلى شقق صغيرة متواضعة، كما تم قطع أغلب الخدمات التي كانت تقدم لهم مثل خدمات الطعام المفتوح في الفنادق والمطاعم!!.
ما دامت هذه العقلية المتخلفة والمتعجرفة هي التي تحكم السعودية، فإن الإجراءت التي أعلن عنها الجدعان مؤخرا لن تكون الأخيرة بل ستكون حلقة من سلسة طويلة من الإجراءات التقشفية التي سيعلن عنها تباعا وستهز ليس الإقتصاد السعودي الذي بدأت بوادر إنهياره تظهر مع إنهيار أسعار النفط ووقف الحج والعمرة فحسب، بل الكيان السعودي بأكمله.. إنها لعنة أطفال اليمن.
ساحة النقاش