http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

عندما استعان الموحدون بـ"الكَارْنِي" لاقتفاء المتوفين في زمن الأوبئة

<!--<!--

هسبريس - مصطفى شاكري

الخميس 30 أبريل 2020 - 08:00

في "زمن كورونا" نتحدث كثيراً عن منظومة الرصد والمراقبة الوبائية، الرامية إلى التحرّي الفيروسي والتكفل الطبي والتنسيق بين كافة المتدخلين؛ لكن هذه العملية ليست وليدة اللحظة في المملكة، حيث نجدها في العهد الموحدي، وإن كانت بطرق تقليدية وظلت ناطقة بعبقرية الموحدين في ميدانيْ الابتكار والنظام.

وضمن ابتكارات الموحدين التي يصفها المؤرخ المغربي محمد المنوني، من خلال كتابه المعنون بـ"العلوم والآداب والفنون على عهد الموحدين"، بأنها "عجيبة من عجائب تنظيماتهم الطبية واحتياطاتهم أيام الوباء، وذلك ما جاء في القرطاس أنه في سنة 571 كان الطاعون الشديد بمراكش وأحوازها، فكان الرجل لا يخرج من منزله حتى يكتب اسمه ونسبه وموضعه في براءة".

ويوضح المنوني أن "الرجل كان يضعها في جيبه، فإن مات حُمل إلى موضعه وأهله"، وزاد: "هذا النوع من الكَارْنِي الذي سبق الموحدون إلى استعماله كان في الإعراب عن عظمته ناطق بعبقرية الموحدين"، مُرجعا ذلك إلى التقدم الطبي والصيدلاني الذي ميّز عهد الموحدين، حيث كانت للطب دولة وصولة، وقد اهتبل به الموحدون، وبخاصة يوسف ويعقوب، اهتبالا فائقا".

وتابع المؤرخ المغربي بالقول: "ففوق اعتنائهم بالطب الخاص بهم، كذلك اعتنوا بشؤون الرعية الصحية، فبنوا المستشفيات ونظموا هذه المهنة وجعلوا لها رؤساء، منهم أبو جعفر الذهبي مزواراً للأطباء كما كان مزوارا للطلبة، وكان الطب يُدرس على عهدهم بالمغرب"، موردا أن "فن الصيدلة هو الآخر كان له ازدهار على هذا العهد، حيث كان موظفا بمستشفى مراكش، وببلاطات الخلفاء عدد من الصيادلة".

ومن رجالات الطب والصيدلة في هذا العهد، وفق الكتاب سالف الذكر، نجد أن الخليفة يوسف الموحدي هو الذي استهل أسماء الأطباء حينئذ، وأبا الحسن علي بن يقظان السبتي، وأبا بكر يحيى بن محمد بن عبد الرحمان بن بقي السلوي، والشريف الإدريسي، والطبيب سعيد الغماري، وأبا إسحاق ابراهيم بن علي بن محمد السلمي، فضلا عن هؤلاء يوجد عدد وفير من أطباء وصيادلة برسم خدمة خلفاء الموحدين.

ويشير المُؤلَّف إلى أنه كما اختص الخلفاء الموحدون بأطباء لأنفسهم، كذلك اختص حرمهم بطبيبات لأنفسهن، ومن هؤلاء أخت الحفيد أبي بكر بن زهر وابنتها، إذ كانتا عالمتين بصناعة الطب والمداواة، ولهما خبرة جيدة بما يتعلق بمداواة النساء. كما ينضاف إلى الأطر الطبية ما أطلق عليه "بيت الأشربة والمعاجين الطبية"، خاصا لخلفاء الموحدين، وهو من مظاهر تنظيم الطب في عهدهم.

وأردف المؤرخ عينه: "لم يشغلهم اهتمامهم بالطب الخاص عن الاهتمام بالطب العام، فقد أسس يعقوب مارستانات للمرضى والمجانين، أسسها في مراكش وشالة والقصر، حيث كان أعظم هذه الثلاثة مستشفى مراكش، إذ قال المراكشي في المعجب: بنى يعقوب المنصور بمدينة مراكش بيمارستان ما أظن أن في الدنيا مثله"، وهو الذي زار مصر واستقر بالعراق حيث ألّف كتابه "المعجب في تلخيص أخبار المغرب".

وفي وصفه لـ "البيمارستان"، استطرد المنوني: "أجرى له ثلاثين دينارا يوميا برسم الطعام وما ينفق عليه فقط، وكان به قسم للصيدلة، وكان للمرضى ثياب ليل ونهار للنوم من جهاز الصيف والشتاء، وكل من مرض بمراكش من الغرباء حمل إليه وعولج، فإن كان المريض غنيا حوفظ على ما معه من مال حتى يبرأ فيدفع إليه، وإن كان فقيرا أمر له عند خروجه بمال يتعيش به حتى يستقل".

التعليقات

1 - - رضوان الداودي الخميس 30 أبريل 2020 - 09:00

طبعًا كل هذا كان موجود ولقد ابتدأ في عهد دولة المرابطون عندما عبروا إلى الأندلس لنجدتها من الفونسو سادس في عهد ملوك الطوائف إلاّ أن الاندلس في ذلك الوقت كانت تعرف ازدهارًا في كل شيء وكانت الأندلس تحت حماية المرابطون ومن بعدهم الموحدون جميع العلوم من عندهم ومن ضمنها الطب فيعقوب المنصور كان يلي اهتماما بالغا إلى علم وخصوصا الطب

2 - - ظهر الحق وزهق الباطل الخميس 30 أبريل 2020 - 09:50

أول مرة نسمع عن بعض الحقائق التاريخية المنسية والممنوعة من المقررات الدراسية، عن الدول العظمى التي حكمت المغرب كالمرابطون الفاتحين، والموحدون اﻻبطال. مزيدا من تاريخنا الجميل الذي ﻻ يعرفه إﻻّ القليل.

-3- Aboulyasmالخميس 30 أبريل 2020 - 10:57

Si le Maroc arrive a signer une convention avec la bibliothèque de tolede pour mettre"ses"trésors,via Internet, à la porté des chercheurs, se serait une occasion en or pour connaitre et faire connaitre notre patrimoine,entre autre,comment la médecine est passée en Europe(les universitéstes du sud de la françe par exemple).

 le voyageur-4-الخميس 30 أبريل 2020 - 11:40

فكان الرجل لا يخرج من منزله حتى يكتب اسمه ونسبه وموضعه في براءة".
ويوضح المنوني أن "الرجل كان يضعها في جيبه، فإن مات حُمل إلى موضعه وأهله"، هذا كان في عهد الموحدون.أما في عهد الباجدة في 2020 إخواننا لايزالون مشردين في بقاع العالم ياليتنا عشنا في زمن الموحدون.

-5-  omarالخميس 30 أبريل 2020 - 11:48

فإن كان المريض غنيا حوفظ على ما معه من مال حتى يبرأ فيدفع إليه، وإن كان فقيرا أمر له عند خروجه بمال يتعيش به حتى يستقل".هكذا كان حال السلف اين نحن منهم اليوم بالأمس انقلبت شاحنة لنقل البضائع فاعتبرت الحمولة غنيمة.

-6- Carnetالخميس 30 أبريل 2020 - 12:15

الكارني كلمة فرنسية carnet ونعلم أن الفرنسية لم تدخل المغرب إلاّ في القرن العشرين مع الحماية.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 17 مشاهدة
نشرت فى 30 إبريل 2020 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,579