لماذا يصطف الجمهوريون خلف أرعن مثل ترامب؟
<!--<!--
السبت ١٨ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٦:٤٠ بتوقيت غرينتش
مرة أخرى يهرع الحزب الجمهوري لمد يد العون للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لا يخرج الحزب من أزمة ألا ويدخله في أخرى، عبر تاييد قراره بوقف تمويل أمريكا لمنظمة الصحة العالمية، بعد أن ألقوا كما ألقى ترمب على المنظمة والصين مسؤولية تفشي وباء كورونا في أمريكا والعالم.
العالم – يقال ان - منيب السائح
الأعضاء الجمهوريون في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي والبالغ عددهم سبعة عشر عضوا، كتبوا رسالة لترامب يدعمون فيها قراره، وطالبوه بالتوقف عن دفع أي أموال لمنظمة الصحة العالمية حتى يستقيل الأمين العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
يبدو أن اصطفاف الجمهوريين خلف ترامب هذه المرة، كما في اصطفافاتهم السابقة، لم يكن هدفه دعم شخص ترامب بقدر دعمهم للحزب الجمهوري الذي أخذ يتلقى الضربات تلو الضربات بسبب سياسات ترامب ومواقفه الهوجاء من مختلف القضايا الداخلية والخارجية بدءا من تغطيته على جرائم ولي العهد السعودي وتعامله الساذج مع القضية الفلسطينية ومرورا بخروجه بالجملة من المعاهدات والاتفاقيات الدولية وتقسيمه للمجتمع الأمريكي بسبب مواقفه العنصرية وانتهاء بفضائحه السياسية والأخلاقية والمالية ومواقفه الكارثية من أزمة تفشي وباء كورونا في أمريكا.
اقتراب عدد الإصابات بفيروس كورونا في أمريكا من 700 ألف إصابة وتجاوز عدد الوفيات أكثر من 35 ألف حالة وفاة، ومواقف ترامب المتقلبة من كيفية التعامل مع الفيروس، وكذلك من قضية إغلاق البلاد أو فتحها، واصطدامه الدائم مع حكام الولايات والجهات الصحية على خلفية هذه القضية، وتاثير كل ذلك على تدهور الوضع الاقتصادي، أثار المخاوف لدى الحزب الجمهوري من احتمال خسارة الإنتخابات المقبلة أمام الحزب الديمقراطي، الأمر الذي دفع الجمهوريين إلى إظهار دعمهم لموقف ترامب من قطع التمويل عن منظمة الصحة العالمية، في هذا الوقت الحساس الذي يمر به العالم لاسيما بعد وصول عدد الإصابات في العالم إلى أكثر من مليونين و300 ألف إصابة، فيما تجاوز عدد الوفيات أكثر من 140 ألف حالة وفاة، في محاولة لـ"تصويب" قرار ترامب وعدم إظهاره على أنه قرار خاطىء اتخذه الرئيس بدافع رفع المسؤولية عن عاتقه وإلقائه على الأخرين، بل إنه قرار صحيح يلقى تاييد الحزب الجمهوري، بل الحزب ذهب إلى أبعد من قرار ترامب عندما اشترط عزل الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية لاستئناف التمويل الأمريكي للمنظمة.
محاولة الجمهوريين إظهار وحدتهم ودعمهم لقرار ترامب لم تكن فقط ردا على تأثير القرار على الداخل الأمريكي، بعد أن مال المزاج العام الأمريكي وفقا لبعض استطلاعات الرأي لصالح الديمقراطيين، بل جاءت أيضا ردا على الرفض الدولي السريع والفوري على قرار ترامب، الذي تعرض لإدانات غير مسبوقة من أغلب زعماء العالم، والكثير منهم حلفاؤه، وخبراء الصحة إضافة الى السياسيين الديمقراطيين في أمريكا.
المنتقدون رغم تاكيدهم على أنّه لا توجد منظمة دولية خاليه من قصور ومنها منظمة الصحة العالمية التي قد تحتاج إلى إعادة تنظيم، إلاّ أنهم إستنكروا فعل ترامب بالضغط عليها في خضم أزمة أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وتهدد حياة الملايين على مستوى العالم، ودمرت اقتصاديات عالمية، وقد تدخل العالم في نفق مظلم.
إن سلوكيات ترامب المتهورة والكارثية لم تعد خافية حتى على أقرب المقربين منه، ولكن أن يصل الأمر بالحزب الجمهوري أن يصطف خلف أرعن مثل ترامب ويحاول التستر على سلوكياته التي تهدد حياة الملايين من الناس داخل وخارج أمريكا، فقط لمصلحة انتخابية، فهو أمر يستدعي أن تُدق من أجله نواقيس الخطر في أمريكا والعالم.
ساحة النقاش