القنوات الدبلوماسية الإماراتية السورية.. مفاجآت مبهجة للبعض وصادمة للآخر
<!--<!--
“رأي اليوم” الافتتاحية
الأحد ١٢ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٤:٠٥ بتوقيت غرينتش
لا نعتقد أنّ هُناك علاقة محوريّة بين انتِشار فيروس كورونا وهذا التطوّر المُتسارع في العُلاقات الإماراتيّة السوريّة، لأنّ الأسباب التي أدّت إلى توتّرها في الأساس لم تعد موجودةً أوّلًا، ولأنّ تحالفات دولة الإمارات التي أدّت إليها، ونقصد هُنا التّحالف السعودي الإماراتي، قد تفكّكت ثانيًا، ولأنّ العُلاقات الإماراتيّة الإيرانيّة تتغيّر بسُرعةٍ ولم يَعُد الخِلاف بين البلدين على درجةٍ كبيرةٍ من الحدّة مِثلَما كان عليه الوضع قبل خمس، أو سبع سنوات ثالثًا.
والأهم من كُل هذه الأسباب أنّ سورية صمَدت وتغلّبت على المُؤامرة أو مُعظمها، وعادت تستعيد مكانتها كقُوّة عربيّة إقليميّة فاعِلة، وتتصدّر تَحالُفًا مُقاومًا بات هو الأقوى في الوقت الرّاهن ويَحسِب له الكثيرون ألف حِساب.
لهذه الأسباب يجب أخذ الاتّصال الهاتفي الذي أجراه الشيخ محمد بن زايد، وليّ عهد أبو ظبي، بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، والتّصريح الذي ورد على لِسان الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة، وطالب فيه بمُساعدة سورية في مُواجهة أزمة كورونا في إطار هذه التّغييرات المُتسارِعة، وما يُمكِن أن يتلوها من تطوّراتٍ ستكون حافلةً بالمُفاجآت أبرزها تزعّم الإمارات الجناح الذي يقود الدّعوة إلى عودة سورية إلى جامعة الدول العربيّة، ولا نَستبعِد زيارةً قريبةً، وربّما وشيكةً، للشيخ عبد الله بن زايد، وزير خارجيّة دولة الإمارات لدِمشق.
الإمارات أرسَلت مُساعدات إنسانيّة لطِهران، وهاتَف وزير خارجيّتها نظيره الإيراني في خطوةٍ قلبت كُل الأوراق الدبلوماسيّة، وهذا يعني أنّها بدأت تقود سياسةً دبلوماسيّةً تتمتّع بنوعٍ من الاستقلاليّة عن قُيود حُلفائها في مجلس التّعاون، والسعوديّة خُصوصًا، ففي ظِل المُتغيّرات الإقليميّة والدوليّة المُتسارِعة بدأت بعض الدول الخليجيّة، ومِنها الإمارات، تبحث عن مصالحها، وأوّلها الابتِعاد عن سِياسة الصِّدامات والعداوات.
الدكتور قرقاش وتصريحاته المُتقاربة مع سورية تُمثِّل “البِلدوزر” الذي يُمَهِّد الطّريق أمام الخطوة الأكبر، ومَن يُتابع حالة التحوّل في الإعلام الرسمي الإماراتي تُجاه سورية وإيران ومحور المُقاومة، من حيثُ اللّهجة، والتّوصيفات وسُقوط تسميات قديمة، وحُلول أُخرى أكثر حضاريّةً ومهنيّةً محلّها، يستطيع أن يَستَقرِئ الكثير في هذا المَيدان.. واللُه أعلم.
ساحة النقاش