بعد كورونا.. 'عظمة أمريكا' تتحول الى مادة للتندر
<!--<!--
الإثنين ٠٦ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٩:٣٧ بتوقيت غرينتش
في مقابل تسونامي وباء كورونا الذي يضرب أمريكا وقواعدها العسكرية وحاملات طائرتها وجيوشها في العالم، تقف أمريكا عاجزة ليس عن إيجاد لقاح للفيروس الذي أصاب نحو 400 ألف وقتل الآلاف من الأمريكيين لحد هذه الساعة، بل إنها عاجزة عن توفير أجهزة التنفس أو الكمامات للكوادر الطبية الذين باتوا يرتدون أكياس القمامة بشهادة وسائل الإعلام الأمريكية.
آخر الهزائم الأمريكية أمام كورونا كان إعلان قائد القوات الأمريكية في اليابان الجنرال كيفين شنايدر حالة طوارئ صحية عامة في القواعد العسكرية الأمريكية بمنطقة كانتو في شرق اليابان، بعد تفشي وباء كورونا بين الجنود.
وقبل ذلك ضرب كورونا نيويورك وحوّلها الى منطقة منكوبة، وكذلك ضرب حاملات الطائرات الامريكية ، وكذلك القواعد الأمريكية في العراق، وأطاح بقائد حاملة الطائرات تيودور روزفلت، فيما لم يملك ترامب ووزير خارجيته أمام العدو غير المرئي ألاّ الثرثرة والهذيان.
أمريكا "القوة الأعظم في العالم"؟!!، لم تجد أمامها إلاّ قرصنة الشحنات الطبية التي ترسلها الصين إلى الدول الأوروبية، ومنها شحنة الكمامات التي اشترتها فرنسا من الصين حيث قامت أمريكا وفي وضح النهار بوضع يدها على الشحنة ومصادرتها.
هنا يطرح سؤال منطقي نفسه وبقوة، لماذا وصلت أمريكا، التي تدعي ما تدعي من قوة وجبروت، إلى هذه الدرجة من العجز والخسة والدناءة والضعف في مواجهة فيروس؟!!، الجواب على هذا السؤال بسيط جدا، ويكمن في الطبيعة الجشعة للسياسة الأمريكية، التي أنفقت على غزو العراق أكثر من 2 تريليون دولار، وأنفقت على مجمل حروبها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمر عام 2001 أكثر من 6.4 تريليون دولار، والمعروف أن مبلغ 1.5 تريليون دولار فقط، يعادل ميزانية دولة كبرى مثل ألمانيا لمدة 5 سنوات!!.
لو كانت أمريكا أنفقت نسبة قليلة من المبلغ الفلكي الذي أنفقته على الغزو والحروب والنهب والسلب والقتل بهدف سرقة ثروات الشعوب منذ عام 2001، على الطب والأبحاث المختبرية والمعدات الطبية، لكانت أفضل حالا منها اليوم، حيث باتت "عظمة أمريكا" مادة للتندر بين الشعوب، بعد أن تحولت الى قاطع طريق لنهب المساعدات الصينية للشعوب الأخرى، وبعد أن خرج كبار مسؤولي ولاية نيويورك على شاشات التلفاز وهم يستجدون بعيون باكية الكمامات والملابس الطبية الرخيصة.
ساحة النقاش