غارات صنعاء.. محاولة سعودية بائسة لتعويض خسائرها
<!--<!--
الإثنين ٣٠ مارس ٢٠٢٠ - ٠٩:٣٣ بتوقيت غرينتش
استهدف العدوان السعودي وبشكل هيستيري العاصمة اليمنية صنعاء بسلسلة غارات تسببت باستشهاد مواطن وإصابة عدد آخرين، فضلا عن غارات أخرى على محافظتي صعدة والحديدة. وفي خطوة مشبوهة ألقى طيران العدوان صناديق تحتوي على كمامات ومواد أخرى في عدة محافظات، وهو ما دفع وزارة الصحة الى دعوة المواطنين لعدم الاقتراب منها محملة العدوان مسؤولية أي انتقال لوباء كورونا.
على ما يبدو فإن العملية العسكرية النوعية التي نفذتها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير اليمني على اهداف حساسة في العمق السعودي ردا على استمرار العدوان وتشديد الحصار على اليمن، قد وجهت ضربة موجعة للسعودية وأصابتها بحالة من التخبط والجنون، وهو ما دفعها الى استهداف الشعب اليمني العزل من خلال عشرات الغارات الهيستيرية على العاصمة صنعاء، في محاولة بائسة لتعويض خسائرها.
وبلغت حصيلة الغارات السعودية منذ صباح الأثنين في صنعاء، 20 غارة جوية على الاقل تركزت معظمها على قاعدة الديلمي الجوية ومنطقة الكلية الحربية ومنطقتي عطوان والنهدين ودار الرئاسة في الاحياء الجنوبية من صنعاء.
وكان للكلية الحربية بصنعاء النصيب الأوفر لهذه الغارات حيث استشهد مواطن يمني وإصيب سبعة آخرون إضافة إلى نفوق أكثر من سبعين خيلا عربيا أصيلا وإصابة ثلاثين بقصف اسطبلات تضم الخيول في المنطقة، فيما شنت طائرات العدوان سلسلة غارات امتدت من مديريات الحالي وبيت الفقيه والصليف في الحديدة لتطال شبكة الاتصالات في جزيرة كمران المأهولة بالسكان.
وفي وقت استهدف قصف صاروخي ومدفعي سعودي قرى آهلة بالسكان في مديرية رازح الحدودية شمالي اليمن، شن طيران العدوان غارتين على مديرية الصفراء وغارتين على مديرية الظاهر في محافظة صعدة. وفي محافظة مأرب شمال شرقي صنعاء، استهدفت طائرات العدوان مديرية مجزر بـ 6 غارات جوية، فيما شنت 7 غارات على مديرية الحزم في محافظة الجوف شمالي اليمن.
ويأتي ذلك غداة إعلان القوات المسلحة اليمنية عن أكبر عملية عسكرية خلال العام الجاري طالت عددا من الأهداف في الرياض وجيزان ونجران وعسير ردا على استمرار العدوان والحصار السعودي، إذ بلغت حصيلة الغارات الجوية السعودية 140 غارة خلال يومي السبت والاحد الماضيين.
ولم تكتف حالة اليأس والإحباط التي وصلت اليها السعودية عند البحث عن مخازن الأسلحة والطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية في اسطبلات الخيول بمنطقة الكلية الحربية في صنعاء وفي الاماكن المستهدفة بالقرب من مراكز الحجر الصحي في منطقة الصليف بالحديدة، بل قامت طائرات العدوان بإلقاء صناديق تحتوي على كمامات ومواد أخرى في محافظات صنعاء والحديدة والمحويت، في خطوة مريبة وغريبة في ظل تأكيد منظمة الصحة العالمية خلو اليمن من فيروس كورونا العالمي.
وفي هذا السياق، أدانت وزارة الصحة اليمنية بأشد العبارات جريمة استهداف طيران العدوان أهدافا مدنية بالقرب من مبنى الحجر الصحي الخاص بالإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا بالصليف ما أدى إلى تدمير أجزاء منه.
وأكدت أن هذه العملية الإجرامية تكشف تعمد العدوان في تقويض كل الجهود المبذولة لمواجهة فيروس كورونا محملة قوى العدوان مسؤولية انتقال الفيروس وانتشاره باستهداف المنشآت الصحية في اليمن، مناشدة في الوقت ذاته الامم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية الاضطلاع بمسؤوليتها الانسانية والقانونية تجاه هذه الممارسات والانتهاكات الخطيرة.
كما دعت وزارة الصحة المواطنين الى توخي الحذر وعدم ملامسة أي مواد يتم إسقاطها من طيران التحالف حفاظاً على سلامتهم وإغلاقاً لكل أبواب العدوان الساعي لنشر الأمراض والأوبئة في اليمن كجزء من حربه على اليمن أرضاً وإنساناً.
بدوره أدان محافظ الحديدة محمد عياش قحيم تصعيد قوى العدوان في الحديدة وخروقاتها المستمرة لاتفاق التهدئة، داعيا البعثة الأممية المشرفة على تنفيذ اتفاق السويد للقيام بواجبها تجاه هذه الخروق.
وتعلقيا على تصعيد العدوان السعودي، قال الناطق باسم حكومة الإنقاذ الوطني وزير الإعلام، ضيف الله الشامي، إن غارات العدوان التي شنها اليوم على عدد من المحافظات، تصعيد خطير وليس بجديد، وهو يكشف أنهم ليسوا في وارد وقف العدوان.
وتابع أن استهداف المناطق الآهلة بالسكان في العاصمة صنعاء وصعدة والحديدة دليل على إجرام العدوان، وأن العدو كلما تحدث عن السلام رافقه تصعيد في استهداف المناطق المدنية.
ولفت إلى أن السلام الذي نعرفه عن العدوان هو سلام قتل الأطفال وقصف المدن لخمس سنوات، مشيرًا إلى أن موقف الأمم المتحدة ومبعوثها مارتن غريفيث يأتي للتغطية على جرائم العدوان حتى التي استهدفت عاملين في الأمم المتحدة.
من جهته، بارك المكتب السياسي لأنصار الله، اليوم الاثنين، للقيادة وللجيش واللجان الشعبية والشعب اليمني نجاح العملية العسكرية الواسعة في عمق دول العدوان في ظل استمرار العدوان والحصار، مؤكدًا أن هذا حق طبيعي ومكفول في الرد على تصعيدهم المستمر الذي لم يتوقف رغم كل دعوات السلام والمبادرات التي قدمها الرئيس مهدي المشاط.
وأدان المكتب السياسي في بيانه استمرار القصف الجوي لطائرات العدوان السعودي الإماراتي الذي حصل اليوم في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات.
وأكد أن ما حصل اليوم يثبت للعالم بأن دول العدوان ماضية في تصعيدها وعدوانها الهمجي ضد الشعب اليمني وأن تصريحاتها لوقف إطلاق النار مجرد شعارات دعائية زائفة، مجددًا التأكيد أننا لن نظل مكتوفي الأيدي أمام استمرار العدوان والحصار.
وسبق أن أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد البخيتي أن قصف العدوان لصنعاء لن يمر دون رد موجع، موضحا أن اليمن بات يمتلك القدرة على الرد داخل العمق السعودي.
وكانت قيادة التحالف السعودي الاماراتي زعمت قبل ايام انها تدعم قرار وقف إطلاق النار في اليمن لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا، الا ان سلسلة الغارات التي شنها طيران العدوان اليوم على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات واستهدف بها الأحياء السكنية، تدل على ان تصريحات قادة تحالف العدوان هي مجرد وعود فارغة وما ارتكبه التحالف هو تصعيد خطير يعكس حالة اليأس والفشل الذريع التي وصل إليها العدوان الغاشم.
ساحة النقاش