http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

انسحاب أم اعادة تموضع... نوايا اميركية مبيتة في العراق

<!--<!--

 الثلاثاء ٣١ مارس ٢٠٢٠ - ٠١:٠٦ بتوقيت غرينتش

تسليم القوات الاميركية في العراق بعض قواعدها الى القوات العراقية، وإعلانها الانسحاب منها، عملية ربما يراها البعض –من المتفائلين- خطوة إلى انسحاب هذه القوات من الاراضي العراقية بشكل كامل.

العالم يقال أن - ابراهيم شربو

الانسحاب الاميركي من بعض القواعد وتسليمها الى القوات العراقية يمكن درجها في عدة سيناريوهات نريد طرح بعضها في هذه العجالة، في ظل الغموض وعامل المفاجأة الذي تمت به هذه الخطوة الاميركية.

أولا، يمكن ان يكون هذا الانسحاب نتيجة طبيعية لتصاعد العمل المقاوم من قبل فصائل المقاومة العراقية واستهدافها للقوات الاميركية في العراق، وعليه، فإن واشنطن تريد زيادة حماية قواتها في العراق من خلال جمعها وتمركزها في قواعدها الاكثر أمانا على الارضي العراقية. سيما وأن انسحاب القوات الاميركية كان من القواعد المشتركة مع القوات العراقية فقط. وهذا الأمر يبعث على القلق في الحقيقة ويمكن أن يزيد من حدة التوتر في العراق ويرفع مستوى التصعيد الى درجة أعلى.

السيناريو الآخر والذي نراه أقرب الى الغدر الأميركي، هو بث شيء من الاحساس بالأمان لدى فصائل المقاومة العراقية، ومن ثم ضرب هذه الفصائل وعلى رأسها قوات الحشد الشعبي، وفق ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الاميركية أنّ التصدي لمجموعات المقاومة العراقية بات من أولويات جدول أعمال الرئيس ترامب، حسب الآية الكريمة.." وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا ". ما دفع رئيس حكومة تصريف الاعمال العراقية عادل عبدالمهدي إلى تحذير الإدارة الأميركية من أي عمل منفرد أو استفزازي ضد القوات العراقية أو أي انتهاك للسيادة العراقية.

التشكيك العراقي بنوايا الإدارة الأميركية كان في محلّه، فمن العقلانية أن يسيء المرأ الظن في إدارة يقودها شخص أرعن كترامب، لا يرى أي حرمة للقواعد والوعود والمواثيق. لا سيما في ظل استمرار واشنطن في بناء قاعدتها في أربيل والتي تعتبر من أكبر قواعدها في الشرق الأوسط، وكذلك نشر صواريخ الباتريوت الأميركية في قاعدة عين الأسد في الأنبار؛ ما يوضح بالدليل للمشككين نية الإدارة الأميركية في البقاء على الأراضي العراقية ربما لوقت ليس بقليل.

إعادة التموضع للقوات الأميركية حسب رؤية المقاومة العراقية؛ تأتي متزامنة مع تطور خطير على الساحة العراقية والسورية معا، وهو فرار عدد من عناصر جماعة داعش الإرهابية من سجن في الحسكة السورية، ودخولهم الأراضي العراقية وفق بعض التقديرات الاستخبارية العراقية. ما يفتح المجال أمام هذه العناصر للقيام بعمليات إرهابية جديدة في العراق، من شأنها إضعاف قدرة القوات العراقية والحشد الشعبي على التصدي لهذه العمليات.

وفي الختام، لا يمكن أن ينظر إلى الخطوة الأميركية بمعزل عن التغيرات التي تجري في العالم، وعلى رأسها الوباء كوفيد-19 أو كورونا المستجد. فمع تخطي عداد المصابين في أميركا حاجز المئة وستين ألفا، وإعلان البنتاغون عن عدد من الإصابات بين قواته في داخل وخارج البلاد، كان من المتوقع من الإدارة العسكرية والسياسية الأميركية ان تقدم على خطوة تقلل احتمالية إصابة قواتها في العراق بهذا الفيروس، من خلال تجميع القوات في قواعد معينة وخاصة بقواتها، فانسحاب القوات الأميركية كان من القواعد المشتركة مع القوات العراقية فقط.

إعادة التموضع الجديد وانسحاب القوات الأميركية من بعض القواعد، لم يمر على العراقيين بالسهولة التي تصورتها واشنطن ربما. فإعلان المقاومة العراقية بأنها على جهوزية تامة وبقوة أكبر من ذي قبل لمواجهة القوات الأميركية، يضع حداً للمخططات الأميركية سواء من داخل العراق وخارجه من أجل استهداف فصائل المقاومة.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 19 مشاهدة
نشرت فى 31 مارس 2020 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,645