http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

الحرب العالمية الثالثة وسيناريو  الرعب 

<!--<!--

“رأي اليوم” حسن مليحات (الكعابنة)* كاتب وياحث أستراتيجي

الحرب العالمية الثالثة هو الاسم  الذي يطلق على نزاع عسكري افتراضي على مستوى العالم بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، وقد بدأ استخدام هذا المصطلح منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وبسبب تطوير واستخدام الأسلحة النووية والبيولوجية وأسلحة الجن فضائي وهي أسلحة تفوق الخيال البشري، فإن الخطر المحتمل في حالة حدوث مثل كهذا سيناريو مرعب هو تدمير للحضارة والحياة البشرية على كوكب الأرض، وقد تتسبب الحرب البيولوجية في أعداد ضخمة من الضحايا يصعب حصرها، سواء نشبت الحرب بحادث عرضي أو بشكل مقصود  ومبرمج، فالعالم مضطرب منذ ما يقارب عشر سنوات ويقف على شفير الهاوية، وتتصاعد الاحداث بشكل رهيب ومرعب وتشير الأرقام على توتير بأن هاشتاج الحرب العالمية الثالثة تصدر بشكل غير مسبوق عقب انتشار جائحة كورونا، ومن المؤكد بأن المنطقة العربية ستكون الملعب الرئيسي للحرب العالمية الثالثة إن وقعت، فهو أضعف المعطيات في معادلة صراع الكبار والجبابرة.

فلا يخفى على المراقب بأنه لا صوت يعلو فوق صوت الموت والقتل والدمار والأوبئة الطبيعية منها والمهجنة في مراكز الأبحاث البيولوجية في الدول التي تسعى للسيطرة على العالم، فمن يحكم هذا العالم المنفلت؟! من يدفع بهذا الكون المشترك الى أفظع المألات؟!

يوما ما طرح نعوم تشومسكي نفس السؤال: من يحكم العالم؟! وإن كان قد نبه الى ضرورة العودة إلى آدم سميث  في كتابه ثروة الأمم للحصول على الإجابة، والذي أكد فيه بأن التجار وأصحاب المصانع هم أسياد البشرية، فمن يحكم العالم اليوم هم من يملكون كبرى التكتلات والشركات متعددة الجنسيات والذين يتحكمون في مصائر الحكومات والشعوب! لقد دأبت الرأسمالية المتوحشة ومنذ أزمة الخميس الأسود عام 1929 أن تلجأ إلى خيار التدمير والإرهاب لتجديد الدورة الإقتصادية، وإعادة التوازن ومراكمة الأرباح، فما يهم النيوليبرالية المتوحشة هو الربح ولو كان من خلال الفجيعة والأهوال والمقامرة بحياة الشعوب.

وعلى طول هذا المسار المربع والمربك فإن المنطقة العربية فليس مطلوبا منها إلا أن تكون مختبرا للفيروسات وللتجارب وطاولة قمار لتجريب سنياريوهات الاستبداد وإعادة إنتاج السلطوية من أجل التحكم في مصائر الشعوب، فظهور وشيوع فيروس كورونا الذي يضرب العالم، إنما هو جزء من مقدمات تلك الحريق الهائل القادم سيضر العالم  وهو ما يسمى الحرب العالمية الثالثة، مما لا شك فيه أن المشهد العالمي شديد الخطورة، والمراقب لا بد له أن يلاحظ أن أمريكا تسعى إلى حل الكثير من المشاكل الصغيرة في الشرق الأوسط، من أجل التفرغ لمشاكلها الكبرى، وهناك توقعات لنشوب مواجهة عسكرية بين الصين وروسيا وحلفائها من جهة وبين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من جهة أخرى، وقد أصبحت تلك الحرب ضرورية لوضع أسس جديدة للنظام العالمي الحالي، والتي تصر أمريكا على التربع على سيادته والتفرد بقيادته دون أن يقاسمها فيه أحد حتى لو أدى ذلك إلى الذهاب إلى خيار الحرب.

ما من ريب بأنه وبالنظر والإمعان في الصراعات على الساحة الدولية، وباستشرافنا للمستقبل في ظل حالة العصف السياسي وحالة الصدام حول قيادة العالم وبداية أفول العولمة البغيضة يمكن القول بأنّ السيناريو الأبرز لنشوب حرب عالمية ثالثة سيكون بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وقد بدأت ملامح تلك المواجهة منذ العام 2009 في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما عندما أعلن الانسحاب من مشاكل الشرق الاوسط، أما الصين استشعرت الخطر الأمريكي وأعلنت في العام 2012 مشروعها الضخم الحزام والطريق أو إعادة إحياء طريق الحرير الصيني من أجل إحباط الخطة الأمريكية التي تقوم على إحكام السيطرة على الممرات الدولية، ولكن بعد المشروع الصيني أصبحت إجراءاتها غير ذات جدوى، لذلك فإنّ الحل الوحيد أمام أمريكا من أجل البقاء على سدة سيادة العالم هو الحرب، وسيكون الصدام الرهيب في بحر الصين الجنوبي حيث تمر منه 30%من سفن النقل التجاري تحمل معها ثلث تجارة العالم  وتسيطر الصين على ما نسبته 90%من مساحة بحر الصين الجنوبي.

اما السيناريو الآخر فهو مقاومة أمريكا لمحاولات روسيا توسيع نفوذها في الدول المجاورة لها، فالعمق الجغرافي بين موسكو العاصمة وحدود بعض الدول المجاورة لا يتجاوز 300 كيلو متر مثل أوكرانيا، وكييف عاصمة الروس التاريخية وفيها تنصر الأمير فلاديمير الأول أحد أشهر حكام روسيا عبر التاريخ، وأعلن المسيحية دينا لدولته من كييف عام 988 ميلادي، وعدا البعد التاريخي لاوكرانيا هناك أهمية سياسية وأمنية بالنسبة لروسيا ذات علاقة بالثورة البلشفية عام1917، ودول الحزام المجاورة لروسيا وخاصة أوكرانيا كانت منطقة حماية وعمق جغرافي لروسيا تاريخيا ضد أي اجتياح خارجي ، ويريد القيصر الأحمر فلاديمير بوتين أن يعيد لروسيا عظمتها السابقة وأن يحميها بخلق مساحة أمنة في فنائها تحمي روسيا بدلا من أن تكون منصة انطلاق للعدوان عليها، ونتيجة لذلك جاء الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم في أذار مارس العام 2014، وقد تندلع الحرب بين روسيا وأمريكا  من دول البلطيق وكلها شريكة في حلف الناتو، والسيناريو المحتمل هو أن يحدث صدام ثانوي بين قوات روسية وقوات تابعة لدول البلطيق يتبعه تصعيد بين الطرفين ثم يتدحرج الى حرب بيولوجية بين روسيا ودول الناتو بما فيها أمريكا وأوروبا، وربما يقرر بوتين التلاعب بالناتو فيبدأ بتحريض حركات انفصالية روسية داخل هذه الدول تدعمها عناصر روسية بدون شارات لتنفذ أعمال عدائية في دول البلطيق،  ما قد يشعل فوضى تضطر فيها روسيا للتدخل لحماية مصالح الأقليات الروسية.

اما السيناريو الأخير للحرب العالمية الثالثة أن تقوم حرب بين إيران وإسرائيل، تقوم خلالها الأخيرة باحتلال نصف الشرق الأوسط ويقتل فيها أناس كثيرون، ثم تتسع دائرة اللهب لتصبح الحرب بين أمريكا وحلفائها من جهة وروسيا والصين وحلفائهم من جهة أخرى ويدور رحى الحرب في البلاد العربية، وتستخدم فيها أسلحة إلكترونية وبيولوجية مفرطة الدقة ومنظومات الصواريخ الحائمة فرط صوتية والتي تزيد سرعتها عن سرعة الصوت بخمسة اضعاف وبوسعها أن تحدث دمار هائلا على كوكب الأرض والبشرية جمعاء.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 17 مشاهدة
نشرت فى 31 مارس 2020 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,647