بعد إطلاق مرتزقة "بلاك ووتر" على ابنة عمه هل يحق لإبن سلمان أن يضع العقال على رأسه؟
<!--<!--
الاثنين ١٦ مارس ٢٠٢٠ - ٠٨:٢٣ بتوقيت غرينتش
عدم ثقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالأجهزة الأمنية السعودية وشكوكه بولائها له، دفعته إلى الاستعانة بمرتزقة شركة "بلاك ووتر" الأمنية الأمريكية سيئة الصيت، من تصفية منافسيه وتعبيد الطريق أمامه للوصول إلى عرش مملكة آل سعود.
شكوك ابن سلمان بالجهوزية الأمنية السعودية في محلها، فأغلب منافسيه على العرش من أمثال محمد بن نايف ومتعب بن عبدالله وباقي أمراء آل سعود يتمتعون بعلاقة قوية مع الأجهزة الأمنية في البلاد بحكم المناصب التي تولوها، أما هو فقد قفز إلى منصب ولي العهد بدعم من أبيه الملك من دون أن تكون له أي تجربة في الحكم ولا حتى في الإدارة.
الأمير السعودي خالد بن فرحان آل سعود المقيم في خارج السعودية كان قد كشف عن ملابسات مقتل الحارس الشخصي للملك سلمان اللواء عبد العزيز الفغم، حيث أعلن أنّ ابن سلمان استعان بعناصر من "بلاك ووتر" لتصفية الفغم.
تقارير أمريكية وغربية ومغردون سعوديون أكّدوا على أنّ عناصر من "بلاك ووتر" هي التي أشرفت على حملة الاعتقالات التي أمر بها ابن سلمان، والتي استهدفت أمراء من آل سعود ومسئولين سعوديين كبار، حتى أنّ صحيفة “الديلي ميل” البريطانية كشفت عن أنّ مرتزقة "بلاك ووتر" هم من تولوا تعذيب الأمراء والمسئولين والتحقيق معهم داخل فندق "الريتز-كارلتون".
يبدو أن هناك سببا آخر جعل ابن سلمان يفتح أبواب السعودية أمام مرتزقة بلاك ووتر، وهو طبيعة العلاقة بين الأجهزة الأمنية السعودية والحرس الوطني السعودي وبين أسرة آل سعود، فهذه الأجهزة تتألف عناصرها من أبناء بعض القبائل السعودية التي تدين تقليديا بالولاء لآل سعود، وتتلخص مهمتها في حماية عرش آل سعود، ولن تعتاد على أن تكون طرفا في الصراع بين أجنحة عائلة آل سعود، كما هو الحال الآن في ظل حكم ابن سلمان، الذي استبدال حراسه الشخصيين التابعين للحرس الملكي بمرتزقة "بلاك ووتر".
من المهام التي تأبي الأجهزة التقليدية السعودية القيام بها هي مطاردة واعتقال وتعذيب أميرات آل سعود، خدمة لأطماع وهوس ابن سلمان، وهي بالمقابل مهام تقليدية بالنسبة لمجرمي "بلاك ووتر"، كما كشفت عن ذلك صحيفة "آ بي سي" الإسبانية، يوم السبت الماضي في تقرير لها عن قيام مرتزقة "بلاك ووتر" بمداهمة شقة ابنة عم ولي العهد الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز، واختطافها هي وابنتيها في فبراير 2019، بعدما كانت تنوي التوجه إلى سويسرا للعلاج.
الصحيفة الاسبانية التي نشرت التقرير أرفقته بشريط فيديو يرصد من نفذوا عملية اختطافها من منزلها، بعد عودتها من المطار وعدم السماح لها بمغادرة البلاد، حيث كان بانتظارها تسعة رجال يلبسون ملابس أجنبية غير تقليدية وكانوا يأتمرون بأمر رجل كان يتحدث بهاتفه النقال ويلبس الملابس السعودية التقليدية "الدشداشة"، وانتبه بعضهم إلى كاميرات الحراسة فعمدوا إلى تغطيتها، حتى لا يظهروا.
الإشارة العابرة للصحيفة الاسبانية إلى وجود "رجال يلبسون ملابس أجنبية غير تقليدية" كانت كافية لتكشف أنّ من قاموا باختطاف الأميرة بسمة لم يكونوا سعوديين، بل هم مرتزقة "بلاك ووتر" الذين يستخدمهم ابن سلمان للقيام بالمهام القذرة.
الصحيفة كشفت عن أنّ الأميرة بسمة ومنذ ذلك الوقت وهي معتقلة في الزنزانة رقم 108 جناح باء في سجن الحائر خارج العاصمة الرياض، وهي أول شخص من عائلة آل سعود تقبع في السجن، رغم تدهور حالتها الصحية.
قيل الكثير عن أسباب اعتقالها، أنّه طالبت بمساحات واسعة من الأراضي تعود ملكيتها لوالدها الملك سعود بن عبد العزيز والتي اغتصبها منه الملك فيصل ولم يعدها لها محمد بن سلمان، كما قيل أيضا أنها كانت تنادي بحقوق المرأة والحد من سلطة مشايخ الوهابية، إلاّ أنّ السبب الحقيقي هو الذي كشفت عنه شبكة "دويتشه فيله" الألمانية في تقرير عن "اختفاء الأميرة بسمة"، التي أكدت فيه على أنّ دعوتها لإنهاء الحرب على اليمن والتي وصفتها بالكارثية، وكذلك انتقادها للازمة مع قطر، كما جاء في لقاء لها مع قناة "بي بي سي".
بن سلمان الذي داس على كل شيء من أجل الوصول إلى العرش، ولم يستثن حتى التقاليد العربية المبنية على الغيرة والحمية على العرض والشرف، عندما أطلق مجرمي ومرتزقة عصابة "بلاك ووتر" على ابنة عمه لاختطافها لمجرد أنها "تجرأت" وانتقدت حروبه وأزماته العبثية، فهل يحق بعد هذا لابن سلمان أن يضع العقال على رأسه ويدعي خدمة الحرمين الشريفين وقيادة الأمتين العربية والإسلامية؟!.
ساحة النقاش