صحافة: "يديعوت أحرونوت": لا تدعوا إدلب تحرف الأنظار
رون بن يشاي
تبين حالياً أن نشاطات قوّة القدس التابعة للحرس الثوري مستمرة، بنفس الكثافة وبنفس النمط الذي ساد عندما كان سليماني على قيد الحياة.
تشير العمليات الإيرانية بالتعاون مع النظام السوري إلى تلاشي الآمال الإسرائيلية.
كتب معلق الشؤون العسكرية رون بن يشاي في موقع "يديعوت أحرونوت"، مقالاً يوضح فيه ضرورة إعادة النظر في التقديرات الإسرائيلية لاغتيال الفريق قاسم سليماني وقدرة خليفته الجنرال إسماعيل قاآني على متابعة نهج سلفه. وهذه ترجمة المقال:
عملياً تشير العمليات الإيرانية بالتعاون مع النظام السوري إلى تلاشي الآمال التي تعالت في "إسرائيل" في أعقاب اغتيال قاسم سليماني قبل حوالي شهرين. فوراً بعد الاغتيال قدّروا في "إسرائيل" أن الإيرانيين يعيدون النظر بنشاطاتهم في سوريا سواء لأن خليفة سليماني الجنرال إسماعيل قاآني، لا يملك القدرات والأهلية على تشغيل منظومة حلفاء دولية نسجها سليماني بموهبة كبيرة، خاصة في سوريا، العراق، واليمن، أو لأنه بسبب الوضع الاقتصادي في إيران على خلفية العقوبات الأميركية. لكن تبين حالياً أن نشاطات قوّة القدس التابعة للحرس الثوري مستمرة، بنفس الكثافة وبنفس النمط الذي ساد عندما كان سليماني على قيد الحياة. هذا الموضوع يستدعي الانتباه من قبل "إسرائيل"، على ضوء حقيقة أن النظام السوري يواصل مساعدة الإيرانيين. العمليات المنسوبة لـ"إسرائيل" في الأيام الأخيرة ضد منشآت الجيش السوري يفترض أن تردع النظام في دمشق، لكن في الوقت الحالي اهتمام الرئيس بشار الأسد – وأيضاً الروس في سوريا – مسلط نحو المعارك التي تجري في إدلب شمال سوريا.
بالرغم من وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه يوم الخميس الرئيسان أردوغان وبوتين، تستمر المعارك بين الجيش السوري والجيش التركي في منطقة إدلب.
وطالما أن المعارك المستمرة هناك، فإن انتباه العالم سيتركز على اللاجئين الذين يتدفقون من تركيا إلى الحدود اليونانية وإلى المصادمات العنيفة في المنطقة، لكن في "إسرائيل" ممنوع أن تحرف الأزمة السياسية الداخلية وعدم الاكتراث العالمي الانتباه عن التطورات المقلقة في البرنامج النووي الإيراني، وعن حقيقة تلاشي الآمال بأن يكون خليفة سليماني أقل تشدداً وإبداعاً.
ساحة النقاش