"تسريبات" مضحكة عن اعتقالات أمراء آل سعود
<!--<!--
السبت ٠٧ مارس ٢٠٢٠ - ٠٦:٣١ بتوقيت غرينتش
تسريبات في غاية الضحالة والتفاهة خرجت من مصادر سعودية ومقربة من ولي عهد السعودي محمد بن سلمان إلى وسائل إعلام غربية ومنها "رويترز"، حول موجة الاعتقالات الجديدة التي طالت لمن يعتبرهم ابن سلمان خطرا يتهدد مستقبله السياسي، فإذا بهذه التسريبات ترسم صورة مرتبكة لما حدث.
نقلت رويترز عمن اعتبرتهم خمسة مصادر قولها، أنّ سبب الاعتقالات كان محاولة انقلاب يقف وراءها الأمراء الثلاثة احمد بن عبدالعزيز ومحمد بن نايف وأخيه غير الشقيق نواف بن نايف.
وأضافت هذه المصادر أنّ الأمير محمد بن نايف وشقيقه تم اعتقالهما أثناء وجودهما في مخيم خاص بالصحراء أمس الجمعة، بينما تم اعتقال الأمير أحمد في منزله. وكشفت!! هذه المصادر عن أنّ الملك سلمان هو من وقع على أمر الاعتقالات وأنّ الملك يتمتع بحالة عقلية ونفسية جيدة. وأخيرا كشفت!! هذه المصادر أنّ ابن سلمان اتهمهم بإجراء اتصالات مع قوى أجنبية، منها الأمريكيون وغيرهم، لتنفيذ انقلاب، وهم الآن متهمون بالخيانة العظمى.
أول صحيفة كشفت عن موجة الاعتقالات الجديدة التي طالت أمراء آل سعود هي صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، حيث كشفت حتى تفاصيل عملية الاعتقال، التي نفذها في وقت مبكر من صباح الجمعة حراس من البلاط الملكي يرتدون أقنعة وملابس سوداء، بعد أن دخلوا إلى قصري الأميرين، وفتشوهما بعد الاعتقال، بينما جرى اعتقال الأمير نواف يوم السبت، ولم تكن هناك أي إشارة إلى أن المخيم الخاص في الصحراء عند الحديث عن اعتقال أبناء نايف، كما ذهبت التسريبات التي أرادت أن ترسم صورة أكثر دراماتيكية للحدث من خلال الاجتماع السري للأميرين في الصحراء.
المعروف لدى الجميع أن الأمير محمد بن نايف هو قيد الإقامة الجبرية منذ عزله عن ولاية العهد، ويخضع للمراقبة الشديدة، فكل حركاته وسكناته مرصودة،ولا يحق له الاتصال بأي كان، وفي حال الاتصال يكون الاتصال تحت المراقبة، فكيف كان يخطط للانقلاب وهو في هذه الحالة؟!.
تأكد التسريبات على أنّ الملك سلمان هو الذي وقع على أمر الاعتقالات، وأنّه في حالة عقلية ونفسية سليمة، تأتي من باب كاد المريب أن يقول خذوني، فالمعروف أنّ الحاكم الفعلي للسعودية هو ابن سلمان وليس أبوه المريض الذي لا يفقه ما يدور حوله، فكل الأوامر الملكية التي تختم بختم الملك أو توقيعه تأتي من جانب ابنه، الذي قتل حارس أبيه الشخصي اللواء عبدالعزيز الفغم لأنه كان لا يثق بولائه له وأنّه قريب جدا من والده.
أكثر التسريبات سخرية هي أن محمد بن سلمان اكتشف أنهم يريدون أن ينقلبوا عليه بمساعدة الأمريكيين، بينما الجميع يعلم أنّه لولا الأمريكيين لما كان يصل ابن سلمان إلى ما وصل إليه الآن، وأن يتمكن من إزاحة كل أمراء آل سعود من طريقه والوصول إلى منصب ولاية العهد، رغم أنّه كان عمره 29 عاما ولا يملك أي تجربة في الإدارة أو أي ثقافة سياسية ولا حتى أي صفات قيادية، فكل الذي كان يملكه هو طاعة عمياء للسيد الأمريكي.
الشيء الصحيح الوحيد في هذه التسريبات هو ما جاء في تأكيد أحد المصادر، أن ابن سلمان عزز بهذه الاعتقالات قبضته على السلطة بالكامل، ولم يعد أمامه الآن أي منافسين يمكن أن يعترضوا على اعتلائه العرش، ولكننا نضيف إلى ما قاله المصدر، أنّ طريق العرش ليس سالكا كما يعتقد ابن سلمان، فأبناء وأحفاد الملك المؤسس هم أكثر من عشرة آلاف شخص!!، وفيهم من هو أكثر جنونا من ابن سلمان نفسه، والأيام بيننا.
ساحة النقاش