لماذا صمت الإعلام السعودي عن اعتقالات الجمعة؟
<!--<!--
السبت ٠٧ مارس ٢٠٢٠ - ٠٦:٥٦ بتوقيت غرينتش
مهما نراجع وسائل الإعلام السعودية لا يسعفنا الحظ بالعثور على أي خبر حول الاعتقالات التي جرت في هذا البلد يوم الجمعة. هذا في حين أنّ المعتقلين الثلاثة هم من أشهر الأمراء السعوديين، واحدهم كان وليا للعهد قبل أن يزاح من السلطة لصالح ابن سلمان .
ولكن ماذا يعني هذا الصمت المطبق؟
هذا يعني أنّ هناك رقابة صارمة على وسائل الإعلام السعودية، وأنّه ليس الشفافية الإعلامية في هذا البلد لا محل لها من الإعراب فحسب، بل إنّ الخوف من نقل الخبر بمهنية وصدقية جعل جميع الأقلام والمنابر تسكت ولا تنبس ببنت شفة. البحث في مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" والتي تعد أشهر المنابر لتبادل الأخبار والمعلومات والتحليلات في وقتنا الراهن، تشير إلى أنّه وبسبب هيمنة آل سعود باعتبارهم من المساهمين في هذه الوسيلة الإعلامية، تم إغلاق حسابات جميع المعارضين للمملكة إلاّ ما قل وندر.
وفيما يخص مسالة اعتقال الأمراء السعوديين يوم الجمعة، يبدو أن وسائل إعلام هذا البلد اتبعت نفس الأسلوب الذي اتبعته أثناء فضيحة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتقطيعه في قنصلية بلاده باسطنبول، وكذلك الهجوم المدمر الذي تعرضت له منشات "أرامكو" النفطية والإضرار الجسيمة التي لحقت بها. في مثل هذه الحادثة ومثيلاتها يبدو أنّه لا خيار أمام وسائل الإعلام السعودية سوى الإصغاء لأوامر ابن سلمان والصمت المطبق حيال نقل الحقيقة، رغم أنّ هذا الصمت نجح بالاستمرار لعدة أيام فقط في المسالة الأولى ولم يدم سوى عدة ساعات بشان المسالة الثانية.
ويرى البعض أنّ انشغال العالم بمكافحة فيروس كورونا قد يكون أوهم السعوديين بأنه يمكن التقليل من حساسية مسألة اعتقال الأمراء في خطوة أولى، ومن ثم وبعد تحقيق هذه الخطوة يمكن الانتقال إلى سيناريوهات مختلفة مثل اتهامهم بالخيانة والسعي للقيام بانقلاب وبالتالي شطبهم من الساحة السياسية والسلطة.
ولا يستبعد بأن يكون قد تبادر إلى أذهان حكام السعودية بأنّ هذه القصة أيضا سيكون الزمان كفيلا بطمسها كما حدث لقضية قتل خاشقجي، كما أنّ إمكانية إقصاء المنافسين من قبل ابن سلمان بالتنسيق مع أمريكا ليس أمرا مستبعدا أيضا، ولذلك فإن وسائل الإعلام السعودية وكما فضلت الصمت حيال الإهانات المتكررة التي وجهها الرئيس الأمريكي لابن سلمان وأبيه، فإنها تفضل فما يخص هذه القضية أيضا أن تكون مطية للقصر الملكي.
كما لا يستبعد من حكام السعودية بان يعلنوا بعد عدة ساعات بأنّ الأمراء المعتقلين كانوا مصابين بفيروس كورونا وأنهم يخضعون للحجر الصحي في الوقت الراهن.
ساحة النقاش