أردوغان أطلق النار علي نفسه.. فتح الحدود أمام اللاجئين سيدفع حلف الناتو إلي تدبير انقلاب عسكري للإطاحة به
<!--<!--
“رأي اليوم” خالد الهواري - السويد
في غمرة الصدمة التي تعرض لها الرئيس التركي، ولحظة مواجهته للواقع الحقيقي وليس الذي كان يجيد رسمه في الخيال للمواطنين الأتراك من خلف المنصات، ومعرفته الكاملة بأن هناك عشرات الأنظمة الشامتة في نظرة التوتر في عينيه وهو يستقبل جثامين الجنود الأتراك المحمولين في النعوش القادمة من سورية وليبيا، دفعه بشكل غير متوازن نفسيا أن يشعل حريقا سيكون من الصعب عليه إطفاءه، وأعاد إلي الأذهان الأوروبية أزمة الهجرة عام 2015 والتي كانت السبب الرئيسي في نجاح الأحزاب اليمينية في الفوز بالانتخابات في غالبية العواصم الأوروبية، وصنع حالة من الجدل في المؤسسات السياسية الأوروبية دفعت البعض إلى المطالبة بمحاكمة أردوغان كمجرم حرب بسبب الجرائم التي حدثت في حربه علي الأكراد عام 2019 .
مواجهة الاعتراف بالفشل واتضاح حقيقة الشعارات التي كان يطلقها الرئيس التركي في كل مناسبة عن قدرة بلاده العسكرية في حسم المعارك، ومعرفته بأن الرأي العام التركي سوف يبدأ في محاسبته علي توريط الجيش التركي في معارك خاسرة ليس لتركيا فيها أناقة ولا جمل، وإقامة قواعد عسكرية تركية خارج الحدود تجلب العداء بأكثر من أن تحقق المصالح السياسية والاقتصادية دفعه للهروب إلي الأمام، وإلقاء قنابل الدخان التي تشغل العقول وتعمي الأبصار بافتعال أزمة علي طريقة المساومة العلانية مع الاتحاد الأوروبي بفتح الحدود أمام اللاجئين علي أمل أن يلقي له الاتحاد الأوروبي طوق النجاة ليخرج من المستنقع السوري الذي غاص فيه بقدميه بعد أن كسر الجيش العربي السوري حاجز الصبر والصمت وبدأ الحرب المباشرة مع الجيش التركي والفصائل المتماثلة منه، أردوغان لم يستوعب حتى الآن أنّ عضوية تركيا في حلف الناتو لا تستحق في وجهة نظر أمريكا وحلفاءها الأوروبيين الدخول مواجهة عسكرية مع روسيا وإيران وحلفاءهم من جماعات وتنظيمات في الشرق الأوسط، ستهدد مصالح أمريكا وحلفاءها التاريخيين في المنطقة، وأنّ الفائدة الوحيدة التي كان يقدمها وجوده في الحكم هو استضافة اللاجئين السوريين ومنع وصولهم إلي أوروبا، فانقلب علي نفسه وخسر أهم أسباب بقاءه.
رهان أردوغان خاسر، والمخابرات التركية أثبتت أنها خارج العمل الاستخباراتي الاحترافي ولا تجيد قراءة الأحداث التي لا تحتاج إلى استدعاء الأدلة والبراهين بأن فتح الحدود أمام اللاجئين ستعجل بالعمل علي الإطاحة بأردوغان.
16 تعليقات
مختار بن حسين الهاشمToday at 7:35 pm (1 hour ago)
حياك الله أستاذ خالد.
نانسي - كلية الإعلام - جامعة القاهرةToday at 6:25 pm (2 hours ago)
ما أروعك.
باسين محمدToday at 6:07 pm (3 hours ago)
اتفق معك تماما
أبو حيدر العراقيToday at 5:55 pm (3 hours ago)
ما أشبه اليوم بالبارحة. الرئيس التركي سيصل بتركيا إلي نفس الحالة والأزمة التي أوصل صدام حسين نفسه والعراق إليها بعد غزو الكويت.
نفيسة احمدToday at 5:36 pm (3 hours ago)
دمت مبدعا كعادتك
سهيرToday at 5:20 pm (3 hours ago)
كل الذين راهنوا علي سقوط نظام الرئيس بشار الأسد خسروا الرهان.
محمد عديديToday at 5:12 pm (4 hours ago)
احترامي وتقديري
مريم النجارToday at 4:42 pm (4 hours ago)
اتفق معك تماما أستاذ خالد الهواري.
ام ليليToday at 4:38 pm (4 hours ago)
ماذا يريد أردوغان؟ ورط الجيش التركي في سورية وليبيا ويساوم حلفاءه في حلف الناتو باللاجئين. حقيقي هو متناقض إلي أقصى درجة.
شيماء السراجيToday at 4:29 pm (4 hours ago)
أردوغان هو السبب الرئيسي في خروج السوريين من بلدهم بسبب دعمه للتنظيمات والجماعات المسلحة ويرفض الآن السماح للنائمين في العراء علي الحدود التركية الدخول إلي تركيا .. هذه هي الإنسانية التي يتحدث عنها.
لطيفةToday at 4:19 pm (4 hours ago)
اسمحوا لي أن اقتبس هذه السطور من مقال الأستاذ عبد الباري عطوان“الرئيس أردوغان يُريد إقامة “إمارة إسلاميّة” في مِنطَقة إدلب تحت عُنوانٍ آخِر “مِنطقة آمنة” تُوفِّر الإقامة شِبه الدائمة لأعدادٍ كبيرةٍ من عناصر الجماعات الإسلاميّة المُتشدّدة بزعامة تنظيم “النصرة” مُصنّفة إرهابيًّا، وتَضُم مُقاتلين من الإيغور والقوقاز وتركمانستان، والشيشان، جاءت بطلبٍ تركيٍّ للقِتال في سورية، ولكنّ هذا الطّلب مَرفوضٌ بالكامِل من الجانب الروسيّ، والرئيس بوتين شخصيًّا، لأنّه يعنِي استِسلامًا لهذه الجماعات والفصائل التي تُشَكِّل خطرًا على أمن واستِقرار روسيا أيضًا، ومُكافأةً لها، وفقًا لما ذكره سيرغي لافروف وزير الخارجيّة الروسي في مُؤتمر حُقوق الإنسان في جنيف. “””””””
بسرا كاملToday at 4:11 pm (5 hours ago)
سياسة الرئيس التركي أدخلت تركيا في أزمة اقتصادية غير مسبوقة وأصبحت الليرة التركية لا تساوي شيء في سوق الأوراق المالية والشعب التركي سيدفع ثمن هذه السياسة الرعناء التي يمارسها رئيس يمتلك مقاليد السلطة وحده.
جميلة نور الدينToday at 4:03 pm (5 hours ago)
سوف تتطور حالة الهستيريا المُسيطرة على النظام التركي مع كل تقدم يُحققه الجيش العربي السوري البطل في حلب وإدلب.
هديل حفظيToday at 3:56 pm (5 hours ago)
فتح الحدود أمام اللاجئين أوصل أردوغان كرئيس إلي خط النهاية.
نورهان المصريToday at 3:51 pm (5 hours ago)
أردوغان نجح في أن يفسد علاقة تركيا بجميع شعوب الأرض
سلوى يونسToday at 3:45 pm (5 hours ago)
أول ما تَطرحه عملية التسلل الأميركية إلى إدلب ربما هو السؤال عن جدوى التسلل زحفاً على البطون من بعد اندحار الحُثالات والأذرع الإرهابية الأميركية الصهيونية التكفيرية! ما الجدوى إذا كان زحف الحثالات الأكبر الذي رعته واشنطن قد انتهى لاندحارها؟ هل يَزحف المسئولون الأميركيون على البطون تَسللاً إلى مناطق انتشار الإرهاب لتحقيق هدف رفع معنويات الفلول المُنهارة؟ أم لتوريط اللص أردوغان ومُضاعفة مأزقه؟ أم استغراقاً بوهم استنقاذ الإرهابيين والحيلولة دون اندحارهم النهائي؟.
ساحة النقاش