ليبقى أردوغان في المعركة وحيداً !
<!--<!--
السبت ٢٩ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٥:٠٢ بتوقيت غرينتش
بينما تشارف المهلة التي أعلنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدمشق لإنهاء العملية العسكرية كان محافظ هاتاي التركية الحدودية يعلن عن مقتل 33 من جنود أنقرة بغارات اتهم روسيا بالوقوف ورائها في الوقت الذي أشارت مصادر إلى أن العدد أكثر من ذلك فيما اكتفى أردوغان بالتصريح عن فقدان جيش بلاده ثلاثة في إدلب شمال سوريا لترتفع الخسائر البشرية بصفوف الجيش التركي في إدلب بحسب ما أقر به أردوغان إلى 21 جنديا هذا الشهر.
العالم - قضية اليوم - حسام زيدان- العالم
التباين في الأرقام يكشف فداحة الموقف التركي وحجم التورط في إدلب بالرغم من إدعاء أردوغان بأن مسار الأحداث بدأ يتغير لصالح بلاده مبرراً الصمود السوري كنتيجة للدعم الروسي والإيراني وكأن دعم حلفاء سورية طارئ في الحرب السورية لم يحسب حسابه أردوغان في الوقت الذي يستجدي لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث أعلن الكرملين أن جدول أعمال بوتين في الخامس من آذار وهو الموعد الذي قال أردوغان أنه متفق عليه للقمة الثنائية لا يتضمن أي لقاء مع أردوغان وأن بوتين لديه ارتباطات أخرى ربما أهم من نفاق تركي اعتادت عليه موسكو التي أعلنت أكثر من مرة تنصل أنقرة من التزاماتها.
التورط التركي دفع وزير الدفاع خلوصي أكار وقائدا القوات البرية أوميت دوندار والجوية حسن كوتشوك أكيوز قيادة العمليات ضد الجيش السوري من منطقة التماس بولاية (هاتاي) الحدودية لواء الأسكندرون السوري الذي سلبته أنقرة.
ميدانياً تمكن الجيش السوري من تحرير 59 قرية وبلدة في ريفي إدلب وحماة ولم يتبق أمامه سوى السيطرة على 10 قرى لإعلان تطهير محافظة حماة بالكامل من الجماعات المسلحة والإرهابية بعد سيطرته على قرية الزقوم بسهل الغاب شمال غرب حماة وسعيه لتطهير القرى العشر المتبقية في الغاب قبل إعلان حماة محافظة خالية من الإرهاب.
دولياً أشار وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن إلى أن تركيا لا تملك الحق في طلب تفعيل المادة الخامسة في معاهدة شمال الأطلسي ودعمها في عمليتها العسكرية في إدلب وهو ما يعني تدخل قوات الناتو في سوريا ضد الحكومة السورية بما له من عواقب كبيرة موقف الناتو الضبابي والذي لا يتجاوز حدود لوقف العملية في إدلب والتضامن مع تركيا العضو في الحلف يبدو أنه لا يلبي طموح أردوغان الراغب في توريط الحلف على الأرض بصراع مع روسيا وهو ما لن يحصل لقناعة الحلف باستحالة نجاح المغامرة الأردوغانية.
يأتي ذلك في ظل فشل الاجتماعات التركية الروسية وعدم التوصل لاتفاق عبر الاتصالات الهاتفية بين بوتين وأردوغان أو حتى المسئولين من الجانبين، يدخل الرئيس التركي الأمريكي على الخط، ومعه الأطلسي، لتصعيد الضغوط وإعادة برمجة الخارطة العسكرية وإعادة الزمن إلى الخلف، وإعادة تموضع الجيش السوري، واللعب على وتر الخلاف الروسي الأمريكي، ما يفتح الباب أمام الأمريكي للاصطياد بالماء العكر، ليتاح له تنفيذ خطته عبر الضغط الميداني ضاربا الاتفاقات بعرض الحائط ومبعدا القانون الدولي والأعراف الدولية عن حساباته، لصالح المصالح الأمريكية والإسرائيلية في ديمومة الحرب على سورية، وجميع خبراء القانون الدولي يؤكدون أن استهداف قوة احتلال تمثلها القوات التركية في إدلب هو من حق الجيش السوري والسؤال الذي يوجه للأتراك ماذا كانت تفعل تلك القوات خارج نقاط المراقبة المحددة والمعروفة.
إنّ اتصال أردوغان بترامب يأتي ضمن محاولة الجانبين لدفع الموقف للصدام وإدخال المنطقة في حرب جديدة الهدف الأمريكي منها نسف اتفاق سوتشي وتفاهمات أستانا والعودة إلى نغمة مؤتمر جنيف ووقف تقدم الجيش السوري وحماية الإرهابيين في إدلب. كل ذلك يقابل بموقف صلب للقيادة السورية واستمرار العمل على تطهير الأراضي السورية من الإرهاب في إدلب وسواها. ليبقى الرّجب الطيب في المعركة وحيداً بانتظار حبل النجاة الروسي أو الغربي على الأرض السورية.
ساحة النقاش