http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

دلالات عملية توازن الردع الثالثة.. السلام بات في صالح الرياض

<!--<!--

تقارير خاصة | 22فبراير | المسيرة نت - ابراهيم الوادعي:

تكتسب العملية الكبيرة التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية فجر اليوم الجمعة في العمق السعودي على منطقة ينبع الصناعية والنفطية أهمية كبيرة جدا لناحية قيمة الهدف وتكتيكات العملية، وتعتبر ينبع ثاني أكبر مدينة على البحر الأحمر بعد مدينة جدة وتقسم المدينة إلى 3 مدن: ينبع البحر، وينبع النخل، وينبع الصناعية. وتلقب بلؤلؤة البحر الأحمر، وتعرف ينبع الصناعية أيضا بـالهيئة الملكية أسست عام 1975 بتصميم حديث على مساحة 185 كم مربع. وتحتوي على ثلاثة مصافي للنفط ومصانع للبلاستيك وعدة مصانع للبتروكيماويات. وميناء الملك فهد الصناعي بينبع. تتميز بالشوارع المنظمة والتصميم الجميل، والتطوير قائم لجعلها أكبر مدينة صناعية في العالم. كما تعتبر أكبر مدينة تم تخطيطها وبناءها كوحدة لتستوعب 200,000 نسمة، حسب إحصاءات شركة بارسونز.

ولأهمية ينبع اقتصاديا للملكة السعودية اكتسبت هذه العملية الصاروخية والمسيرة المشتركة اسمها "عملية توازن الردع الثالثة " وفي دلالاتها:

  الأسلوب: مزجت عملية ينبع بين عدة أسلحة في وقت واحدة حيث استخدمت الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة وصاروخ باليستي بعيد المدى وأصابت أهدافها بدقة، وهذه تقنيات تحتاج إلى خبرات عالية أكدت العمليات المتتالية أنّ المجاهدين اليمنيين باتوا يمتلكونها بجدارة، وتهديد العدو السعودي مواطنيه بعدم تسريب أي مقاطع فيديو بالسجن لسنوات يؤكد أن هذه الأسلحة أصابت أهدافها بدقة.

•  جغرافيا العملية: الأهداف التي تم قصفها تقع في العمق السعودي على بعد أكثر من ألف كيلومتر من أقرب نقطة يمنية، يثبت تطور القدرات العسكرية التي باتت متوافرة لدى القوات المسلحة اليمنية. واتساع طيف أهدافها ليشمل كل نقطة على أرض المملكة من الشرق الدمام وموانئ تصدير أرامكو هناك إلى ينبع ومرافئ التصدير النفطي على البحر الأحمر.

•   انتقاء الهدف: تؤشر عملية قصف ينبع بما تمثله من عاصمة للصناعات البتروكيماوية ومرفأ تصدير نفطي لشركة أرامكو العملاقة، إلى أنّ بنك الأهداف الحساسة الذي توعدت القيادة العسكرية اليمنية بقصفه تباعا تحت مرمى النيران، وانتقاء الهدف بعد جريمة الجوف ومبادرة الرئيس المشاط للتهدئة يكشف عن أنّ هناك دقة في الاختيار والتوجيه والإصابة من الناحية العسكرية وأيضا من الناحية العملية التي تؤلم مركز قيادة العدوان وتصيبه في مفاصل أساسية له مثل شركة أرامكو التي يراهن عليها ولي العهد السعودي في تثبيت مستقبله السياسي والمالي؛

•  تضمنت العملية إعلانا للمرة الأولى عن إدخال صاروخ ذو الفقار الباليستي البعيد المدى إلى الخدمة من دون تقديم معلومات إضافية حوله لينضم إلى مجموعة الصواريخ الباليستية البعيدة المدى التي تستخدمها القوة الصاروخية اليمنية؛ ما يؤشر إلى أنّ السنة السادسة للعدوان التي نقف على أعتابها ستحمل الكثير من المفاجآت لناحية التسليح أو العمليات في عمق دول العدوان أو الداخل.

•  قصف ينبع تزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى الرياض ولقائه الملك سلمان وكبار المسئولين السعوديين وهي رسالة مهمة للقيادة الأميركية والسعودية في آن معا حيث يتشارك الطرفان على مدى خمس أعوام في العدوان المفتوح على اليمن، كما أنّ الطرف الأمريكي بات هو من يعرقل التوصل إلى سلام ينهي العدوان على اليمن ليستمر في حلب الخزائن الخليجية والبقرة السعودية على وجه التحديد.

•  تفرض عملية ينبع معادلة جدية في أنّ الجرائم التي يرتكبها العدوان بحق المدنيين في اليمن لن تنتظر طويلا ليتم الرد عليها، كما درجت عليه العادة خلال السنوات الماضية من العدوان. وأن دماء المدنيين اللذين  استشهدوا في مجزرة الجوف (31 مواطنا يمنية بينهم 19 طفلا) تم الرد عليها بما يؤلم المملكة وضرب أهداف دسمة، وهكذا تغيرت المعادلة.

•  العملية تؤكد أن شعاع الاستهداف يتسع يوما بعد آخر وأن القدرات القتالية والتقنيات العسكرية تتصاعد نحو مسارات أكثر فعالية وإيلاما للعدو، وأنّ لا شيء يكبل إرادة القيادة اليمنية في تثبيت نوازع الردع مع تحالف العدوان وصولا إلى كسره بما يسقط بالمطلق أي رهان على الخيار العسكري.

أنشأت المملكة ميناء يبنع الصناعي الذي يضم صناعات بتروكيماوية ولتصدير الخام الذي تنتجه أرامكو كاحتياط لتصدير نفطها في حال اشتعلت الحرب مع إيران، واقفل مضيق هرمز، استهداف مصافي أرامكو الرئيسية في سبتمبر الماضي، وقبله خط البترولاين الذي يصل منابع النفط السعودي في الشرق بميناء ينبع على الغرب يؤكد أن الحرب فيما لو اشتعلت في المنطقة فلن تخرج قطرة نفط واحدة من الخليج وسيصيب الشلل الاقتصاد العالمي "يمثل نفط دول الخليج 20 % من مصدر إمدادات العالم بالطاقة" وتلك رسالة إضافية للأمريكيين والمشترين العالميين الذين لا يجدي معهم حجب الثور عن الأضرار الكبيرة التي تسبب بها الهجوم، وتكرار استهداف شركة أرامكو سيؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار ثقة المشترين الرئيسيين الدوليين، وبحثهم عن مصادر طاقة مضمونه كروسيا وفنزويلا في ظل العقوبات المفروضة على إيران، وبالتالي انهيار رؤية ولي العهد المعتمدة على النفط ودخول الاقتصاد السعودي في حالة من الكساد قد تتسبب باندلاع فوضى تعجز الأسرة السعودية على لملمتها.

بالأمس أظهرت مواقع مراقبة الحركة الجوية تعطل مطار جدة لبعض الوقت أثناء قصف ينبع باعتراف السلطات السعودية، وبحسب مراقبين فإن على النظام السعودي أن يقرأ هجوم ينبع جيدا، فاستهداف صنعاء لهدف دسم بحجم ينبع مؤشر إلى نوعية الأهداف المستقبلية التي تنوي مهاجمتها والتي لن تكون بأقل قيمة من ينبع أو تسبب ضررا شاملا لا يمكن كتمان آلمه ، وهو ما يفرض الذهاب إلى محادثات سلام جادة تنهي العدوان على اليمن في ظل تقييد حركة الطيران الحربي في سماء اليمن، وعقم الخيار العسكري بعد تبدلات الميدان الجوهرية لصالح صنعاء بالمطلق، ولا يتوقع أن تكون حرب الساحل بالمخالفة لنتائج جبهة نهم المعقدة والتي راهنت عليها الرياض لأربع سنوات، فسقطت في ستة أيام.

خروج الرياض من اليمن وإنهاء العدوان بات لصالحها أكثر منه لمصلحة صنعاء التي تختلف اليوم عدة وعتاد والتفافا شعبيا عن وضعها ليلة بدء الحرب في 26مارس 2015م.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 9 مشاهدة
نشرت فى 23 فبراير 2020 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,753